الاسد الاب والابن، تاريخ من الاغتيالات والانقلاب على الاصدقاء والرفاق والتفاهمات ..

تاريخ الإضافة الأحد 14 أيار 2023 - 6:40 م    عدد الزيارات 879    التعليقات 0

        

الاسد الاب والابن، تاريخ من الاغتيالات والانقلاب على الاصدقاء والرفاق والتفاهمات ..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

مراجعة سريعة لتاريخ سلطة آل الاسد.. من حافظ الى بشار، نرى من خلالها حجم وعدد وتطور الانقلابات والتقلبات والتحولات التي مارسها الاب والابن على الاصدقاء كما على الاتفاقات والتفاهمات.. للبقاء في السلطة وحفظ سلطة الطائفة والعائلة..

لذلك فإن من يظن ان الاسد حليفه هو واهم، او انه لم يقرا تاريخ هذه العائلة التي تعيش عقدة السلطة بأي ثمن وعلى حساب الشعب والوطن..

خلال حرب حزيران/يونيو عام 1967، كان حافظ الاسد وزير الدفاع، وبسرعة غير مسبوقة سقط دفاعات هضبة الجولان الحصينة كذلك اعلنت وزارة الدفاع سقوط مدينة القنيطرة تم تحميل وزير الدفاع حافظ الاسد المسؤولية، والتخلي عن حماية جنوده الذين قاوموا ببسالة..

خلال الاشتباكات الدموية بين القوات الاردنية، والمقاومة الفلسطينية في شهر ايلول/سبتمبرعام 1970، رفض حافظ الاسد استخدام الطيران السوري لحماية الجيش السوري الذي اندفع لحماية مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية..

حينها انسحبت الفصائل الفلسطينية وعناصر منظمة التحرير من الاردن، امتنع الاسد عن استضافتها في جنوب سوريا على الحدود السورية- الفلسطينية، بل قام بارغامها على التوجه الى جنوب لبنان، منطقة العرقوب، على الحدود اللبنانية – الفلسطينية .. وجعل من لبنان ساحة صراع مفتوحة..

قررت القيادة السورية، بعزل الاسد من وزارة الدفاع، لكنه تمكن في 16 تشرين الثاني 1970 من الانقلاب على صلاح جديد ورئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي ،وسجنهما مع العديد من رفاقهم وذلك فيما عرف حينها بالحركة التصحيحية بحزب البعث.

عام 1971، أسس حافظ الأسد مع كل من الرئيس المصري أنور السادات، والرئيس الليبي معمر القذافي اتحاد الجمهوريات العربية وتم التوقيع على اتفاقية ودستور دولة اتحاد الجمهوريات العربية في بنغازي.. ثم انقلب عليه..

عام 1979 عقد الرئيس السوري الرئيس حافظ الأسد معاهدات مع العراق التي يحكمها حزب البعث (الفرع العراقي) والتي كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. ولكن تم اكتشاف مؤامرة يدبرها الاسد ضد الرئيس العراقي صدام حسين.. وتم انهاء العمل بالاتفاقات..

عام 1980، وقف الى جانب ايران ضد العراق.. في حرب الثمانية اعوام...فأين المباديء القومية العربية، و(شعار امة عربية واحدة)...

عام 1975، عمل الاسد على تأجيج الصراع في لبنان بين القوات المشتركة التي تضم الفصائل الفلسطينية وقوات الحركة الوطنية..والتنظيمات المسيحية التي يتقدمها حزب الكتائب..فأرسل قوات من جيش التحرير الفلسطيني ودفع بعناصر من الجيش السوري، تحت مسمى قوات الصاعقة الفلسطينية...لتطوير الصراع الى نقطة اللاعودة.. بذريعة مواجهة المشروع التقسيمي للمسيحيين..

الأول من يونيو 1976، وبطلب من الجبهة اللبنانية، انقلب الاسد على القوى الفلسطينية والوطنية ودخل الجيش السوري الأراضي اللبنانية من الشمال ومن الشرق تحت ذريعة حماية المسيحيين...ومنع التوطين الفلسطيني، واقامة وطن بديل.. اي ان نظام الاسد راعي وحامي الاقليات في المنطقة وخاصة المسيحيين.. وتحت هذه الذريعة انتشر الجيش السوري في كافة الاراضي اللبنانية بموافقة عربية- دولية..

خلال الدخول السوري الى لبنان، عام 1976، دمرت القوات السورية، مصفاة طرابلس، بهدف وقف تصدير النفط العراقي من شمال لبنان، كما دمرت مصفاة صيدا في منطقة الزهراني لوقف المملكة العربية السعودية عن تصدير المشتقات النفطية من المصفاة المذكورة.. وكان سبق ذلك عطب وتعطيل الضخ من انبوب النفط (التابلاين) الممتد من المملكة السعودية الى جنوب لبنان...

عام 1977، وفي 16 آذار/مارس، تم اغتيال الزعيم الدرزي والوطني، كمال جنبلاط، على يد المخابرات السورية، كما اشار الكثير من اصحاب الراي والمعرفة.. لاضعاف الدور الدرزي، وشرذمة القوى الوطنية..

عام 1978، انقلب الاسد على الحلفاء المسيحيين، تماماً كما انقلب على الحركة الوطنية، فاندلعت الاشتباكات بين الميليشيات المسيحية والقوات السورية..بين شهري تموز/يوليو، تشرين الاول/ اوكتوبر.. فيما عرف بحرب المئة يوم..

عام 1978، وفي 14 آذار/مارس، اجتاحت اسرائيل جنوب لبنان وصولاً الى نهر القاسمية جنوب لبنان، ولم يتدخل الجيش السوري، دفاعاً عن الاراضي اللبنانية والشعب اللبناني، ولا حتى عن الفصائل الفلسطينية..

عام 1980، ومع نهاية شهر شباط/فبراير، تم اغتبال الصحافي وناشر مجلة الحوادث سليم اللوزي الذي اختطفته القوات السورية على طريق مطار بيروت وهو في طريقه لمغادرة لبنان..

عام 1981، حاصرت القوات السورية، مدينة زحلة ووقعت اشتباكات عنيفة مع مقاتلي القوات اللبنانية، واستمرت الاشتباكات من مطلع شهر نيسان/ابريل الى نهاية حزيران/يونيو..

عام 1982، وفي 26 نيسان/ابريل، تم اغتيال العالم الشيخ محمد عساف.. في مدينة بيروت

عام 1982، وفي مطلع شهر حزيران/يونيو، بدأت اسرائيل معركة اجتياح لبنان حتى العاصمة بيروت، تحت عنوان (سلامة الجليل).. وبهدف اخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، خرج ياسر عرفات وعناصر منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، بعد تسوية دولية، ومن ثم استكمل حافظ الاسد معركة سلامة الجليل نيابة عن اسرائيل، بإخراج ياسر عرفات بعد عودته الى لبنان وقواته الباقية في لبنان، من منطقة البقاع ومدينة طرابلس بحراً بعد معركة عنيفة وتدمير جزئي لمدينة طرابلس..

عام 1983، عمل حافظ الاسد على شق صفوف حركة فتح، وتم تاسيس حركة فتح الانتفاضة، بقيادة (ابو موسى)..ومع بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر، من ذلك العام شنت القوات السورية تحت اسم الحركة المنشقة والفصائل اللبنانية المؤيدة لها حرباً مدمرة على مدينة طرابلس واهلها لتجبر ياسر عرفات على مغادرتها..مع نهاية شهر كانون الاول/ ديسمبر.. ويستكمل الاسد خطة اسرائيل باخراج منظمة التحرير نهائيا من لبنان..

عام 1985، غادر رفعت الاسد، شقيق الرئيس السوري حافظ الاسد، سوريا، بعد ان استحكم الخلاف بينهما.. والمغادرة كانت تسوية بينهما.. يقال ان رفعت حاول الانقلاب على شقيقه حافظ.. والبعض يقول ان حافظ الاسد خاف من تعاظم دور شقيقه فطلب منه المغادرة..

عام 1985، اندلعت حرب المخيمات الفلسطينية بقيادة نبيه بري وميليشياته، وبارادة وادارة سورية.. حيث دارت المعارك بين آيار/ مايو 1985 وتموز/ يوليو 1988. وكان سبق ذلك قيام حركة امل وشركائها من الفصائل السورية والفلسطينية باحتلال مدينة بيروت وتصفية ميليشيات حركة المرابطون..

وفي 7 تشرين الاول/اوكتوبر،  عام 1986 امتدت يد الغدر لتغتال الشيخ العالم الدكتور صبحب الصالح، في منطقة ساقية الجنزير في بيروت المحروسة عن عمر ناهز ستين سنة وهو في عز عطائه..

عام 1987، وفي 27 ايلول/سبتمبر..قام ايلي حبيقة وبدعم سوري مباشر باختراق منطقة الاشرفية، مما تسبب بسقوط العديد من الفتلى والجرحى..

عام 1987، وفي 25 شباط /فبراير، ارتكبت القوات السورية مجزرة ضد عناصر حزب الله في منطقة البسطا فيما عرف حينها بمجزرة ثكنة فتح الله..

عام 1987، وفي 2 آب/أغسطس عام 1987.تم اغتيال محمد شقير مستشار الرئيس السابق أمين الجميل. ..

عام 1989، وفي 16 آيار/مايو، تم اغتيال سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ حسن خالد، بعد خلافات علنية مع نظام الاسد...

عام 1989، وفي 22 ايلول/ سبتمبر، تم اغتيال النائب ناظم القادري..

عام 1989، وفي يوم الاستقلال 22 تشرين الثاني/ نوفمبر.. تم اغتيال رئيس الجمهورية المنخب عقب الاعلان عن اتفاق الطائف.. الاستاذ رينيه معوض..

في تشرين أول/اوكتوبر.. 1998 تم إبعاد الزعيم الكردي عبد الله أوجلان من سوريا، وذلك تحت الضغوط التركية الشديدة، واعتقلته تركيا بعد ذلك، ولا زال في السجن في تركيا.. وتبين ان نظام الاسد قد اقام قواعد ومعسكرات لحزب العمال الكردستاني في سهل البقاع اللبناني لصالح حزب العمال وقد تم اغلاقها بعد ذلك..

عام 2005، وفي 14 شباط/فبراير، تم اغتيال رئيس الوزراء الاسبق للجمهورية اللبنانية.. رفيق الحريري، وقد ادانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.. عدد من اعضاء حزب الله حليف سوريا وايران.. بارتكاب الاغتيال وكان يطلق على الحريري لقب وزير خارجية سوريا غير المعلن..

في عام 2006، اطلق بشار الاسد على القادة العرب.. لقب (اشباه الرجال)..

في عام 2012 هاجم بشار الأسد في لقاء صحفي مع مجلة "الأهرام العربي" السعودية وقطر متهما إياهم بالدوران في فلك النفوذ الغربي ودعم الإرهابيين وتغذية العنف.

في عام 2015 أكد رئيس النظام بشار الأسد أن "قطع الرؤوس هو تراث السعودية"، قائلاً إنها "دعمت الإرهابيين في أفغانستان وباكستان وفي الجزائر خلال التسعينيات، والآن في سوريا وليبيا واليمن".

الخلاصة..

هذا غيض من فيض ممارسات نظام الاسد من الاب الى الابن.. الدموية والانقلابية، وعدم المصداقية..واستخدام الجميع دون استثناء ادوات لتنفيذ سياساته وتحقيق رغباته ونثبيت سلطته.. لذا من يراهن على ان الاسد وبعد الانفتاح السوري والعربي، على بعضهما البعض بطلب روسي ورغبة تركية.. قد يغير من اداء وسلوك ونهج الاسد فهو واهم، لان تاريخ هذه العائلة الدموي، لا حدود له، ونزيف الدم الذي روى به تاريخه وسلطته تؤكد ان لا مصداقية له وانه ليس صاحب عهد ووعد يمكن الوثوق به او الركون اليه...؟؟؟ وما يقوم به تصرفات وممارسات يخدم سلطته واقليته المازومة لا اكثر.. وهو يستخدم ايران اليوم كما استخدم غيرها من قبل.. ؟؟

فهل حان وقت انقلاب موقف الاسد من التحالف مع ايران وميليشياتها المتعددة الى الانقلاب عليها.. كما انقلب على المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، والجبهة اللبنانية المسيحية، وايلي حبيقة من بعدها.. وعبد الله اوجلان ايضاً.. وكذلك انقلاب حافظ الاسد على شقيقه رفعت الاسد...؟؟؟ اذ لا حدود للانقلابات والتقلبات..؟؟

وهل سيخرج نظام الاسد ايران من سوريا ولبنان، كما اخرج منظمة التحرير من لبنان، تلبية لمطلب اسرائيل واستكمالاً لشروط تنفيذ حرب سلامة الجليل عام 1982..؟؟؟؟

إن غداً لناظره قريب.. وايران اليوم ومن يقف معها يراقب بقلق التغييرات والمتغيرات والتقلبات السورية سياسياً وعسكرياً وامنياً.. خاصة مع تفاقم الغارات الاسرائيلية والتدمير المنهجي للمعسكرات الايرانية ومخازن الاسلحة الايرانية وميليشياتها لحظة وصولها الى مطارات سوريا..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,125,037

عدد الزوار: 6,754,877

المتواجدون الآن: 101