أخبار لبنان..ميقاتي من لندن يتخوَّف من توسُّع الحرب..مسيَّرات من الجنوب فوق حيفا وعكا.. وتوتُّر بين الأهالي و«اليونيفيل»..مقاربتان مختلفتان لواشنطن تجاه لبنان وغزّة: رسائل أميركية جديدة تحذّر من تصعيد إسرائيلي..نشاط «مفاجئ» لعناصر القوات الدولية: هل تعيد اليونيفيل انتشارها؟..متطرفو تل أبيب يهددون: أسابيع للتوصل إلى تفاهم أو الحرب في جنوب لبنان..السنوار غاضب من «حزب الله» ونصر الله محبط من طهران..«تَحَرُّشٌ» بـ «اليونيفيل» في بلدتين جنوبيتين..هوكشتاين ينعش الوساطة الأميركية لتحديد الحدود البرية اللبنانية - الإسرائيلية..

تاريخ الإضافة الجمعة 29 كانون الأول 2023 - 5:07 ص    عدد الزيارات 436    التعليقات 0    القسم محلية

        


ميقاتي من لندن يتخوَّف من توسُّع الحرب..

مسيَّرات من الجنوب فوق حيفا وعكا.. وتوتُّر بين الأهالي و«اليونيفيل»..

اللواء..دخل الوضع في الجنوب، على بُعد أيام قليلة من إسدال الستار عن الشهر الثالث «لطوفان الأقصى»، واعلان اسرائيل الحرب على قطاع غزة والتدمير للبشر والحجر، على مرأى العالم وصمته المريب، في سباق بين الاشتعال وامتداد الحريق او التوصل الى ضبط قواعد المواجهات، اذا ما استمرت الحرب على غزة، عبر المفاوضات التي يرعاها من بعيد المستشار الاميركي الرفيع لأمن الطاقة آموس هوكشتاين، الذي تتوقع مصادر دبلوماسية عودته الى المنطقة في الاسبوعين الاولين من العام المقبل.. ومعه مشروع نزع فتيل التأزم على الجبهة الجنوبية عبر ترسيم الحدود البرية ضمن تسوية تضمن تنفيذ مندرجات القرار 1701. في المعطيات المتوافرة، فإن ظروف نقلّت المواجهات الى حرب واسعة تدفع بالوضع الى سلوك الحرب وليس التوجه باتجاه التهدئة. وربطاً بما يجري في غزة، تتحدث التقديرات عن ان ذهاب الحرب في غزة الى حرب طويلة من شأنه ان ينتج حربا واسعة في اي لحظة في الجنوب. وحسب قيادي بارز في «الثنائي الشيعي» فإن الستاتيكو العسكري لا يمكن ان يبقى على ما هو عليه مع استمرار العدو الاسرائيلي باستهداف المدنيين، والحزب وضع قراره بالرد بالمثل موضع التنفيذ العملي في الميدان. والوضع المتفاقم جنوباً، حضر خلال اللقاء بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في مقر اقامته في لندن، مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، من زاوية ان استمرار الاستفزازات الاسرائيلية قد يؤدي الى تدهور الاوضاع وحرب شاملة في المنطقة. والموضوع نفسه، بحثه الرئيس ميقاتي في اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، محذرا من ان عدم لجم التمادي الاسرائيلي سيذهب بالمنطقة الى انفجار واسع. ومجمل الوضع، سواء في مجريات الاشتباك الجنوبي او الحرب على غزة سيكون على جدول الكلمة التي سيلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاسبوع المقبل. يشار الى ان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، دعا الى مواجهة «اجتماع الشر» ممثلا بأميركا واسرائيل وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والمانيا وغيرها من الدول باجتماع الخير المتمثل بالمقاومة ومحور الدول الداعمة، واصفاً تضحيات الحزب والشعب اللبناني بأنها لنصرة غزة في حركة كبيرة لصد خطر كبير، معلنا عن الاستعداد للأكثر الى نهاية المطاف مهما بلغت التضحيات.

لا انفراجات

سياسياً، رأت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الملفات المتراكمة التي تُرحَّل إلى العام الجديد متوزعة بين السياسي والاقتصادي ولاسيما على صعيد الانتخابات الرئاسية والموازنة وغيرها في ظل غياب أي معطى عن السيناريو الذي يُعتمد، واوضحت هذه الأوساط أنه من الصعوبة بمكان توقع أية انفراجات في توقيت محدد لاسيما أن ما من مؤشرات فعلية حول تبدل النظرة للملف الرئاسي، لاسيما أن تطورات غزة تطغى على المشهد الخارجي، في حين أن احداث جبهة الجنوب محور ترقب وليس صحيحا ربطها بتأخير إنجاز ملف الرئاسة. إلى ذلك، أفادت هذه الأوساط أن إعادة طرح موضوع الحوار في الاستحقاق الرئاسي ليست دقيقة وهناك تكهنات انما ما من شيء نهائي بعد. وكشفت مصادر سياسية ان اكثر من مشكلة مهمة وحيوية، تواجه الحكومة والطبقة السياسية عموما مطلع السنة الجديدة، وجميعها مؤجل مقاربتها، اما لعجز السلطة وفشلها في إيجاد الحلول لها، وفي مقدمتها كيفية التعامل مع حرب الاستنزاف التي يخوضها حزب الله مع قوات الاحتلال الاسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية،انطلاقا من سياسة التضامن مع الفلسطينين بمواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، ومدى صوابية هذه السياسية في تحقيق اهدافها وتامين مصلحة اللبنانيين، وابعاد مخاطر الانزلاق الى الحرب الواسعة التي تهدد لبنان كله.وهناك المشاكل والقضايا المرتبطة بالاوضاع الاقتصادية والمالية،كمشكلة انجاز مشروع قانون الكابيتال كونترول، الذي يحدد للمودعين المبالغ الممكن سحبها من ودائعهم في المصارف شهريا، وقانون هيكلة المصارف والإصلاح المالي، وهي قوانين في حال اقرارها، بالرغم من اعتراض بعض المصارف والمتضررين منها، ستضع لبنان على بداية مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي والانطلاق قدما الى الامام،لأنه لم يعد امام الحكومة الحالية والمجلس النيابي اي حجة لترحيل هذه القوانين الى وقت لاحق ، بعد المماطلة والتعطيل الممنهج لاقرارها في المرحلة الماضية. واضافت المصادر هناك ايضا مشكلة التعيينات وملء الشغور في المراكز والمواقع الوظيفية الاساسية، في الدولة ،وفي مقدمتها مركز رئيس الأركان في الجيش اللبناني، الذي مايزال يخضع للتباينات والخلافات السياسية التي تقف عائقا امام تعيين من يشغله،بالرغم من حركة الاتصالات والمشاورات التي جرت مؤخرا بهذا الخصوص. وتوقعت المصادر ان تقوى حركة الاتصالات مطلع العام المقبل لاستكمال مساعي تعيين رئيس للاركان،نظرا لاهميته ودوره في تسيير امور المؤسسة العسكرية والابقاء على تماسكها ودورها الاساس بالحفاظ على الأمن والاستقرار العام في البلاد، واشارت إلى ان الحكومة تنتظر ان يبادر وزير الدفاع الى تقديم اسماء الضباط المؤهلين لملىء المراكز الشاغرة في الجيش وفي مقدمتها منصب رئيس الأركان، بموجب الكتاب المرسل من رئاسة الحكومة للوزير قبل الخامس عشر من الشهر المقبل، لتعرض على أول جلسة للحكومة وتتخذ القرارات اللازمة للتعيين استناد لصلاحيات الوزيرالدستورية، ولتجنب الطعن بقرارات التعيين. ولفتت الى انه في حال رفض وزير الدفاع تسمية الضباط المرشحين وامتنع عن التجاوب انطلاقا من مقاطعته جلسات الحكومة، بايعاز من التيار الوطني الحر،قد تعمد الحكومة إلى إجراء التعيينات المطلوبة في رئاسة الأركان أو غيرها،لانتظام حسن سير العمل والاستمرارية،برغم محاذير الطعن في قرارتها بهذه الحالة وامكانية فسخ هذه القرارات من المجلس الدستوري.

لجنة.. بعد لجنة

تربوياً، عقدت اللجنة المنبثقة عن لقاء بكركي الموسع اجتماعا في وزارة التربية برئاسة الوزير عباس حلبي، وشارك فيه النائبان سليم الصايغ وادغار طرابلسي. واعتبر حلبي ان القانون سيصبح بحكم النافذ والعمل ينصب على آلية منسجمة مع نص القانون واللجنة. واتفق على لجنة جديدة تضم مدير عام التربية عماد الاشقر والمستشار القانوني في الوزارة سميح مداح ومدير صندوق التعويضات جورج صقر بهدف اعداد آلية تطبيقية للتعاون تحفظ حق المتقاعدين من ملاك المدارس الخاصة والمحالين الى التقاعد. وفي اطار التحضير للخطة الامنية لقضاء سهرة رأس السنة من قبل القوى الامنية، اعلنت قوى الامن الداخلي،انها ستقيم حواجز مرورية لمراقبة السائقين، وستجري فحص الكحول في الدم، وتنظيم محاضر ضبط بالمخالفين. ووزعت قوى الامن caders وPostersA3 على المطاعم والحانات لرفع الثقافة المرورية لدى سائقين حول مخاطر القيادة تحت تأثير الكحول.

مسيرات باتجاه حيفا وعكا

ميدانياً، كشفت النقاب عن ان حزب اطلق 100 صاروخ وسيَّر عشر طائرات مسيرة في يوم نوعي من المواجهات، وطالت القذائف حيفا وعكا. وشنّ العدو الاسرائيلي عدوانا جويا مزدوجا  مساء أمس على الوادي الواقعة بين بلدتي حومين التحتا وصربا بالطيران الحربي والمسيَّر معا. فقد تعرض الوادي الواقع بين بلدتي حومين التحتا وصربا ومزرعة الخريبة قرابة السادسة من مساء أمس لسلسلة غارات جوية نفذتها مقاتلات حربية ومسيرات ألقت عددا من الصواريخ الثقيلة التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد اصداؤه في مناطق اقليم التفاح والنبطية والزهراني، وتحطم جراءه زجاج عشرات المنازل في الحي الفوقاني في بلدة حومين التحتا والمقابل لمكان الغارات. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه في حالة تأهب قصوى في شمال البلاد، في ضوء تزايد الهجمات التي يشنها حزب الله انطلاقاً من لبنان. وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال زيارة لقيادة الجيش في مدينة صفد شمال إسرائيل: «صادقنا على خطط لمجموعة متنوعة من الحالات الطارئة، ونحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين للضرب إذا لزم الأمر». واعلنت المقاومة الاسلامية استهداف انتشار لجنود الاحتلال قرب ثكنة ميتات بالاسلحة المناسبة، كما استهدفت مدفعية المقاومة مرابض مدفعية العدو في قرنة ماعر بالاسلحة المناسبة، كما استهدفت ثكنة رايم بالاسلحة المناسبة محققة اصابات حسب بيان المقاومة. في جانب آخر، تركز الاهتمام امس على المواجهات التي جرت بين «الاهالي» وقوات اليونيفيل في كل من كفركلا والطيبة، واعتبرت اليونيفيل ان ما حصل غير مقبول واليونيفيل تعمل في خدمة السلام، وستواصل عملها في المراقبة ووقف التصعيد.

مقاربتان مختلفتان لواشنطن تجاه لبنان وغزّة: رسائل أميركية جديدة تحذّر من تصعيد إسرائيلي

الاخبار..تقرير هيام القصيفي ... للولايات المتحدة مقاربتان مختلفتان حيال التصعيد الإسرائيلي في الجنوب وغزّة. ورغم أن واشنطن لا تزال - حتى الساعة - تعمل على لجم إسرائيل لعدم استدراجها إلى حرب تفرضها الأخيرة في لبنان، تتزايد الخشية من أن تتمكّن تل أبيب من تحويل ضغطها إلى أمر واقع التصعيد الإسرائيلي في الجنوب ليس مجرّد خبر يومي. وهو، منذ اندلاع حرب غزة، يعكس - تصاعدياً - مقاربة إسرائيلية لاستدراج حزب الله إلى الحرب. وإذا كانت يوميات الحرب لا تزال تنحصر في ما يجري من تراشق صاروخي متبادل، فإن ما بدأ يرفع مستوى الخطر من توسّع الحرب فحسب، هو مدى قدرة واشنطن على الاستمرار في لجم الاندفاعة الإسرائيلية نحو لبنان، ومحاولات إسرائيل وضعها أمام الأمر الواقع. وبحسب متصلين بدوائر أميركية، فإن القلق كبير من أن «الهدنة» التي حظي بها لبنان في مرحلة الأعياد، تشارف على نهايتها.هناك مقاربتان مختلفتان لما تريده واشنطن في كل من قطاع غزّة ولبنان. بالنسبة إلى الأولى، تتعدّد اللهجات بين الدعوة إلى تحييد المدنيين، والاتفاق مع إسرائيل على عدم وقف النار، والتحضير لما بعد الحرب. ورغم تدخّل الأميركيين منذ اللحظة الأولى لوضع إطار محدّد للحرب، إلا أنهم، ضمنياً، لم يلجموا إسرائيل أو يضغطوا عليها تحت سقف غضّ النظر عن الهدف الإسرائيلي بتدمير حركة حماس تماماً، مع قناعتهم بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لن يتراجع عن قرار وقف الحرب. أما بالنسبة إلى ما بعد غزة، فهناك طروحات مختلفة لا تزال واشنطن تضع ملامحها الأولية على طاولة البحث مع دول المنطقة والخليج.

أما في لبنان فالأمر مختلف، إذ إن ما يقوله الأميركيون وما يفعلونه واحد.

في الأيام القليلة الماضية، رفعت واشنطن - عبر نصائح ورسائل مباشرة - من تحذيرها في شأن ما قد يستجدّ جنوباً. ورغم أن هذا ما دأبت، منذ 7 تشرين الأول الفائت، على إيصاله إلى لبنان، إلا أن ثمة حرصاً مستجدّاً على ألا تبدو هذه التحذيرات مجرّد لازمة دبلوماسية مكرّرة، وعلى أن تكون الرسائل واضحة للمسؤولين، رسميين وغير رسميين، بأن ما تريده إسرائيل من حزب الله، قد لا تكون الولايات المتحدة قادرة على لجمه، مع الإيحاء بأن تل أبيب قد تضع الأميركيين أمام أمر واقع في لبنان. وترفق واشنطن ذلك بالإشارة إلى أن لبنان غير قادر على تحمّل أعباء أي مواجهة تشبه حرب تموز أو ما هو أكبر، في ظل فراغ رئاسي وحكومة بلا صلاحيات أو قدرة على التواصل مع الدول العربية والغربية لوقف مسار أي حرب متوقّعة، فضلاً عن عجز سياسي ومالي وانهيار اقتصادي شامل. كما أن الدول المعنية ستكون منشغلة بتبعات توسّع الحرب على المنطقة، بما يضع لبنان في مواجهة منفردة مع إسرائيل. وهذا ما يفترض بحزب الله وما تبقّى من سلطة لبنانية وقوى سياسية العمل على تفاديه بأيّ ثمن.

يوحي الأميركيون بأن تل أبيب قد تضعهم أمام أمر واقع في لبنان

وأتت الضربة الإسرائيلية باغتيال المسؤول في الحرس الثوري رضى موسوي في دمشق لتؤكد لمن سمع النصائح، لبنانياً، أن الكلام الأميركي يتطابق مع الأفعال الإسرائيلية، ما زاد من الحذر من أن تكون الرسائل الواضحة لم تؤخذ بالجدية المفترضة. السؤال، لبنانياً، هو: لماذا لا تزال واشنطن تحرص إلى هذا الحد على الضغط على إسرائيل لتحييد لبنان؟ وفي هذا السياق، أطلق الأميركيون، عبر الفرنسيين والألمان والبريطانيين، حملة إعادة تنشيط القرار 1701 كرادع أولي لإسرائيل، وحافظوا - عبر الفرنسيين - على وتيرة إرسال الرسائل إلى لبنان وضمناً حزب الله، ولم يمانعوا طرح التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون للحفاظ على بعض من مظلة الأمن فيه، في ظل تعذّر وجود مخارج قانونية صالحة لتعيين بديل منه. لا شك في أن مواجهة إسرائيل لحماس تختلف عن أي مواجهة تتعلّق بلبنان. فحرب غزة لا تزال محصورة وليست مرشّحة للتوسع إلى المنطقة، رغم دخول الحوثيين على الخط في البحر الأحمر عبر أعمال مضبوطة برسائلها. وهذه الحرب لم تورّط إيران مع إسرائيل في شكل مباشر، كما لم تورّط دولاً عربية إلا بالحد الأدنى من التعاطف الإنساني، وخشية مصر من أي مشاريع تهجيرية إليها، وخوف الأردن من انتقال الفوضى إلى الضفة الغربية وتدفّق النازحين إليه. لكنّ أياً من الدول العربية غير معنية بتوسّع إطار الحرب في المنطقة، انطلاقاً من غزّة، إذ إن لكل دولة حساباتها مع حماس، وحساباتها المستقبلية مع إسرائيل. إلا أن أي مواجهة مع حزب الله لن تكون على المستوى نفسه. فهي ستعني إيران أولاً وآخراً، كما تعني أن الحرب لن تدمّر لبنان فحسب، بل ستورّط دول الجوار، حيث لإيران دور فاعل. وإذا كانت دمشق اليوم تنأى بنفسها عن كل ما يجري، إلا أن أي مواجهة بين إسرائيل وحزب الله ستضع سوريا في دائرة الحرب مع كل التهديدات الإسرائيلية المتتالية لها. ولأن لبنان يشكل ساحة تجاذب غربي - عربي - إسرائيلي - إيراني، فإن أي شرارة فيه لن تبقى في مكانها فحسب. المشكلة أن الإسرائيليين لا يزالون غير معنيين بما تريده واشنطن التي تنظر، حتى الآن، إلى ما يحصل جنوباً على أنه لا يزال مضبوطاً بقدرة حزب الله، وخلفه إيران، على إمساك العصا من نصفها، ولو ارتفع مستوى القصف الإسرائيلي والتدمير المنهجي. وإذا كان ما تريده إيران من ذلك إبقاء مجال التفاوض مفتوحاً، فإنه يصبّ في صالح إبعاد الحرب عن لبنان، أما إذا قرّر الحزب نقل الرد إلى مستوى أعلى، فهذا يعني أن التفاوض بدأ يأخذ منحى تشدّدياً لتقديم تنازلات، وقد لا يكون ذلك في مصلحة لبنان، لأن إسرائيل غير معنية، حتى الساعة، بأي تفاوض مع إيران، أياً كان نوعه.

نشاط «مفاجئ» لعناصر القوات الدولية: هل تعيد اليونيفيل انتشارها؟

الاخبار..تقرير آمال خليل .. اعتاد الجنوبيون، مع كل عدوان اسرائيلي، أن يلجأ عناصر قوات اليونيفيل إلى مراكزهم وإقفالها على أنفسهم ريثما ينجلي غبار المعارك. لذلك، كان لافتاً، في الأيام الأخيرة، النشاط المتزايد لقوات اليونيفيل وزيادة عدد دورياتها على الخط الأزرق وفي البلدات الخلفية في منطقة جنوبيّ الليطاني، في ظلّ تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، وبالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان في حال عدم تطبيق القرار 1701. وقد ربطته مصادر بـ«الضغط الدولي الذي تمارسه بعض الدول، ولا سيما فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لفرض منطقة عازلة في جنوبيّ الليطاني».وكالعادة، أثار الظهور المفاجئ للقوات الدولية وتحرّكها المشبوه حفيظة أهالي تلك القرى، كما حدث في بلدة الطيبة ليل الأربعاء، عندما تعرضت دورية تابعة للقوة الإندونيسية للرشق بالحجارة أثناء مرورها في ساحة البلدة في طريقها إلى مركزها في عدشيت القصير. وأكد شهود أن الجنود كانوا يلتقطون صوراً عندما تعرّض لهم شبان بالرشق بالحجارة، ما أدى إلى تحطم زجاج إحدى الآليات وجرح جندي بقطعة زجاج. وبعد الحادثة، جرت اتصالات بين فعاليات المنطقة وقائد الكتيبة الإندونيسية، الذي زعم أن الدورية تعرضت للرشق بالحجارة من دون أن يشير إلى قيام أفرادها بالتصوير، واعتبر أن «الحادثة انتهت بعد استنكار رئيس بلدية الطيبة عباس دياب التعرض للدورية». غير أن قيادة اليونيفيل في الناقورة كان لها رأي آخر. فقد أصدرت صباح أمس بياناً تصعيدياً، وطالبت السلطات اللبنانية «بالتحقيق في الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة». وقبل أن تنجلي ملابسات حادثة الطيبة، وقع إشكال بين شبان ودورية تابعة للكتيبة الفرنسية حاولت دخول الشوارع الداخلية في بلدة كفركلا المجاورة، قبل أن يسمحوا للجنود الفرنسيين بالمرور «إثر اتصالات من مسؤولين في حزب الله تمنّوا عليهم عدم التعرّض للعناصر الدوليين» وفق مصادر في البلدة استغربت «الظهور المفاجئ للدوريات، فيما تغيب تماماً لدى تعرّض البلدة للقصف يومياً». ولفتت المصادر إلى أن «عناصر من وحدة أوروبية أخرى كانوا قد أجروا دورية في أحياء البلدة قبل أيام وتوقفوا طويلاً عند ثلاثة منازل جرى استهدافها بالقصف لاحقاً». غير أنه لم يتم التأكد من ذلك من مصادر أخرى. وتعليقاً على الحادثة، اعتمدت نائبة المسؤول الإعلامي في اليونيفيل كانديس آرديل لهجة هادئة، مشيرة إلى «اعتراض طريق جنود حفظ السلام لمدة أربع دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا. وبعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصلوا طريقهم». مصادر متابعة نبّهت إلى أن القوات الدولية قد تعمد في المرحلة المقبلة إلى «استفزاز الأهالي عمداً لافتعال إشكالات تبرر استيلاد ضغوط لتمرير مخطط إقامة منطقة عازلة جنوبيّ الليطاني لإبعاد حزب الله إلى خارج المنطقة». وأشارت إلى إعداد قيادة اليونيفيل خطة إعادة انتشار تحت مسمّى «إعادة تجميع القوات وتأمين حمايتها»، تقوم على «إعادة نشر جزء من الجنود بعيداً عن الحدود كمراقبين دوليين تحت تصنيف قوات فصل أو عناصر ارتباط لضمان تطبيق القرار 1701 لناحية سحب سلاح الميليشيات ووقف الأعمال العدائية».

مفاوضات التهدئة تشمل لبنان..وصراعات إسرائيل تنذر بالتصعيد

نتنياهو يهرب من أزمته الداخلية ويتمسك باستمرار العمليات العسكرية دون اتساعها

• متطرفو تل أبيب يهددون: أسابيع للتوصل إلى تفاهم أو الحرب في جنوب لبنان

• «حزب الله»: وقف إطلاق النار ثم الانسحاب وبحث مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا

الجريدة...منير الربيع ... كما يرتبط وضع الجبهة في جنوب لبنان باستمرار المعارك العسكرية في قطاع غزة، بدأت المفاوضات التي تخوضها قوى إقليمية ودولية لوقف إطلاق النار في غزة، تتشابك مع تحقيق تهدئة للنزاع على الجبهة اللبنانية. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية عربية، فإن المفاوضات التي تتناول تطورات الوضع في غزة لا تبدو غائبة عن المشهد اللبناني، وهناك تواصل مع المسؤولين اللبنانيين ومع «حزب الله» في سبيل ربط الاستقرار على الجبهتين معاً. وتجري المفاوضات على وقع تصعيد إسرائيلي مشهود في جنوب لبنان، من خلال تكثيف الغارات والاستهدافات، في حين ترتفع أصوات المسؤولين الإسرائيليين الداعية إلى تنفيذ عملية عسكرية ضد الحزب في جنوب لبنان وإبعاده إلى شمال نهر الليطاني. وتبرز خلافات إسرائيلية ناجمة عن اتهامات توجه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن ما يقوله في العلن أمام الإسرائيليين يختلف كثيراً عما يقوله في السرّ خلال مفاوضاته مع الأميركيين والفرنسيين إزاء وضع الجبهة مع لبنان، بالإضافة إلى عجزه عن معالجة الوضع في الشمال. وبحسب المعطيات، هناك خلافات إسرائيلية حول الحرب مع «حزب الله» ولبنان، فرئيس الأركان وقائد القوات الجوية ووزير الدفاع يوآف غالانت، إلى جانب متطرفين مثل بن غفير وسموتريتش، يعملون على الضغط في سبيل التصعيد، بينما لا يريد بني غانتس ومسؤولون آخرون أي تصعيد ويفضلون التماهي مع العمل الأميركي للوصول إلى اتفاق سياسي. من جهته، يتمسك نتنياهو باستمرار الحرب بدون اتساعها، أو تحويل مسار العمليات العسكرية إلى عمليات أمنية دون إعلان وقف إطلاق النار، والبقاء في حالة الحرب، للحفاظ على وجوده رئيساً للحكومة. في هذا السياق، تشير المعلومات إلى استمرار الإسرائيليين في الحديث عن مهلة أسابيع قليلة للوصول إلى تفاهم حول إعادة الاستقرار في جنوب لبنان، وإذا لم يتم التوصل إلى ذلك فإن مسألة التصعيد العسكري ستكون مطروحة بقوة. أما بالنسبة لـ «حزب الله»، فلا حديث عن أي استقرار أو وقف لعملياته العسكرية ضد إسرائيل قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وبعده يمكن للبنان أن يدخل في مفاوضات مفصلة حول كيفية تطبيق القرار 1701. وستجري هذه المفاوضات المزمعة وفق مسارين، يتعلق الأول بوقف المواجهات تحقيقاً للتهدئة، في حين يطغى الطابع السياسي على المسار الثاني وفقاً للتصور الأميركي، ويتعلق بالحديث عن انسحاب إسرائيل من النقاط 13 بما فيها نقطة b1، وشمال الغجر، وصولاً إلى البحث في مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهذا سيكون مساراً طويلاً. وبحسب المعلومات، فإن أطرافاً إقليمية ودولية تعمل على طمأنة اللبنانيين بأن تفضي الضغوط إلى تجنب توسع الصراع إلى حرب شاملة، بل حصرها في الجنوب ووفق القواعد القائمة. في المقابل، هناك من يبدي تخوفاً من أن تذهب إسرائيل إلى وضع الجميع تحت الأمر الواقع، نتيجة الخلافات الداخلية، وضغوط المستوطنين في الشمال من خلال تظاهراتهم واتهام الحكومة بأنها تخلّت عنهم، ومطالبتها بالتحرك عسكرياً لإعادة الأمن إلى مناطق الشمال، وصولاً إلى الرسالة التي أرسلها لوبي القرار 1701، الذي تشكل حديثاً من المستوطنين الذين هجروا منازلهم، إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن يطلبون فيه دعمه لإسرائيل لاستخدام القوة في سبيل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم. كل هذه الوقائع، ستكون ضاغطة في المرحلة المقبلة، إما للوصول إلى تفاهم شامل يؤمن الاستقرار، وإما حصول تصعيد والانزلاق إلى تنفيذ عمليات عسكرية واسعة.

السنوار غاضب من «حزب الله» ونصر الله محبط من طهران

الجريدة..طفت إلى السطح بعض خفايا أسرار عملية «طوفان الأقصى» في معلومات جديدة، وردت بتقرير نشرته صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، أمس، وفيه أن فكرة العملية التي نفذتها حركة حماس كانت تلوح في الأفق منذ عامين، بحسب ما أكد مصدر مقرّب من قيادة الحركة الفلسطينية في الأردن. كما نقلت «لوفيغارو» عن القيادي بـ «حماس» في بيروت أسامة حمدان، أنه علم بالهجوم الذي شُن في 7 أكتوبر الماضي «من خلال الاستماع إلى الأخبار»، وأن الوحيد الذي تم إبلاغه بالعملية قبل البدء في تنفيذها هو نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، حيث تلقى اتصالاً هاتفياً من زعيم الحركة بغزة يحيى السنوار، طلب منه فيه إخبار الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصر الله، بالعملية قبل 30 دقيقة من تنفيذها. كما قام السنوار وقائد الجناح العسكري محمد ضيف بتمويه بعض استعداداتهم للهجمة بعناية قبل البدء بالهجوم الكاسح، ومنها قيام السنوار بتعيين قادة جدد في قيادة معظم «كتائب القسام»، ممن حلّوا محل الذين تعرفهم إسرائيل. وكشفت الصحيفة أيضاً أن زعيم «حزب الله» غضب وأصيب بالإحباط لأن طهران لم تبلغه بخطة «حماس»، وأن السنوار وضيف «غاضبان من أن نصر الله لم يستخدم قوة حزب الله الكاملة بعد الهجوم على جنوب إسرائيل، وأرسلا رسالة غاضبة بهذا المعنى، حتى إن رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، سافر إلى الجمهورية الإسلامية لحث المرشد علي خامنئي على الانضمام إلى الحرب، لكنه رفض طلبه»...

ميقاتي: تمادي إسرائيل بهجماتها سيدخل لبنان في مواجهة شاملة قد تطول كل المنطقة

بيروت: «الشرق الأوسط».. حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، اليوم الخميس، بأن تمادي إسرائيل في «الاعتداء» على بلاده من شأنه أن يدخلها في «مواجهة شاملة قد تطال كل دول المنطقة». وذكرت رئاسة وزراء لبنان، في بيان، أن ميقاتي عبر خلال اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، عن قلقه من تصاعد الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان «واستهداف المدنيين على نطاق واسع». وطالب ميقاتي في اتصاله مع الوزيرة الفرنسية بـ«الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها»؛ وفق البيان. وتشهد حدود البلاد الجنوبية قصفاً متبادلاً شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي من ناحية؛ وجماعة «حزب الله» اللبنانية وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من ناحية أخرى، في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

إسرائيل تعلن الاستعداد «لتوسيع القتال» مع لبنان

غارات كثيفة على بلدات حدودية و«حزب الله» يقصف مراكز عسكرية

بيروت: «الشرق الأوسط».. أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن سلاح الجوّ شنّ هجوماً استباقياً في جنوب لبنان، استهدف بنية تحتية لـ«حزب الله»، فيما أفيد لبنانياً عن غارات كثيفة نفذها الطيران الحربي على عدة بلدات لبنانية، وردّ «حزب الله» بقصف لمراكز عسكرية إسرائيلية على طول خط الحدود. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، ألمح ليل الأربعاء لاحتمال «توسيع القتال في الشمال» على الحدود مع لبنان. وأتت تصريحاته بعد زيارة قام بها رئيس الأركان هرتسي هاليفي إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية، حيث أكد أن الجيش في «مستوى جاهزية عالٍ للغاية»، وفق ما أفاد بيان عسكري. وأضاف: «لقد صادقنا اليوم على خطط مختلفة للمراحل اللاحقة، حيث يتعين علينا أن نكون جاهزين للهجوم إذا لزم الأمر». وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن 9 من جنوده قتلوا في المواجهات مع «حزب الله» منذ 7 أكتوبر. وكان رئيس الأركان هاليفي قال خلال زيارته لقيادة الجيش في مدينة صفد: «صادقنا على خطط لمجموعة متنوعة من الحالات الطارئة، ونحن بحاجة لأن نكون مستعدين للضرب إذا لزم الأمر». وأضاف: «حتى الآن، تمت إدارة الحملة بشكل صحيح ودقيق، ويجب أن تستمر بهذه الطريقة. لن نعيد السكان دون الشعور بالأمن». كما دعا بيني غانتس العضو في مجلس الحرب إلى ضرورة تغيير الوضع على الحدود مع لبنان. وقال إن وقت الدبلوماسية ينفد. وفي لبنان، شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش على أن «المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات، وليس أمام العدو بعد كل هذا العجز والفشل في الميدان، سوى وقف العدوان والإذعان لمعادلات المقاومة وشروطها». وأفادت «القناة 12» الإسرائيلية، الخميس، عن «دوي انفجارات قرب مدينة حيفا نتيجة اعتراض الدفاعات الجوية لطائرة مسيرة أطلقت من لبنان»، كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى عن دوي صفارات الإنذار في إفن مناحم وزرعيت وشتولا وشوميرا بالجليل الغربي خشية تسلل مسيّرات. من الجهة اللبنانية، أفيد عن غارات عنيفة استهدفت بلدة عيتا الشعب. وأشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى غارة نفّذها الطيران الحربي الإسرائيلي على أطراف البلدة، وأخرى طالت حي أبو طويل داخل البلدة. وفي وقت لاحق، أصيب أحد المنازل بقذيفة مدفعية إسرائيلية. كما طال القصف المدفعي أطراف بلدة رامية. وأغارت مسيرة إسرائيلية على منطقة الوعر الواقعة ما بين بلدتي راميا وبيت ليف. وأعلن «حزب الله» عن استهداف موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتحقيق إصابات مباشرة. كما تحدث عن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في ثكنة هونين. ونشر الحزب مشاهد من استهدافه موقع زبدين التابع للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.

اعتداءان على «اليونيفيل» في جنوب لبنان وإصابة جندي

شبان بثياب مدنية غير مسلحين هاجموا دوريتين فرنسية وإندونيسية

بيروت: «الشرق الأوسط».. تعرضت قوة حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان «اليونيفيل» لاعتداءين خلال أقل من 24 ساعة استهدفا الوحدتين الفرنسية والإندونيسية ما أدى لإصابة أحد الجنود الدوليين. وأعلنت القوة الدولية في بيان، الخميس، أن إحدى دورياتها تعرضت مساء الأربعاء لـ«هجوم من قبل مجموعة من الشّبان في بلدة الطيبة في جنوب لبنان»، ما أدى لإصابة أحد الجنود. من جهتها، قالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن مجموعة من الشبان من بلدة كفركلا اعترضت الخميس طريق دورية تابعة لـ«اليونيفيل» من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في البلدة وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديدية. وأشارت الوكالة إلى أنه تم حل الموضوع بعد التواصل مع المعنيين من دون وقوع إصابات. وفي وقت لاحق، أعلنت نائبة مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامي كانديس أرديل في بيان، أنه «عند حوالي الساعة التاسعة صباحاً، تم اعتراض طريق جنود حفظ السلام لمدة أربع دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا، وذلك بينما كانوا في طريقهم إلى مقرّنا في القطاع الشرقي». وقالت: «بعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصل حفظة السلام طريقهم». وأضافت: «إننا نواصل تأكيد أهمية حرية حركة اليونيفيل بينما نعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان». ودعت «اليونيفيل» السّلطات اللّبنانيّة إلى «إجراء تحقيق كامل وسريع، وتقديم جميع الجناة إلى العدالة»، مؤكدة أنّ «حفظة السّلام التّابعين لليونيفيل ما زالوا يتابعون مهامهم، وسنواصل عملنا الأساسي في المراقبة ووقف التّصعيد». وشدّدت على أنّ «الاعتداءات على الرّجال والنّساء الذين يخدمون قضيّة السّلام ليست فقط مدانة، بل تشكّل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني»، مشددة على أنّ «حرّية حركة قوّات حفظ السّلام أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق». وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها قوات «اليونيفيل» لاعتداءات في جنوب لبنان، إذ تتكرر هذه الحوادث باستمرار. ودأب «حزب الله» على مهاجمة قوات الطوارئ الدولية، واتهمها بـ«الانحياز لإسرائيل، وعدم تسليط الضوء على اعتداءاتها التي تطال البلدات اللبنانية، وأدت إلى سقوط عشرات الضحايا بينهم مدنيون وصحافيون». وكشف القضاء العسكري مطلع يونيو (حزيران) الماضي ملابسات حادث الاعتداء على دورية تابعة للكتيبة الآيرلندية العاملة ضمن قوات «اليونيفيل» في بلدة العاقبية بجنوب لبنان في 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأسفرت عن قتل أحد عناصر الدورية ومحاولة قتل ثلاثة من رفاقه. واتهم قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوّان الموقوف الوحيد في القضية محمد عيّاد، وأربعة آخرين فارين من وجه العدالة، بـ«تأليف جماعة من الأشرار أقدمت على قتل الجندي الآيرلندي عمداً». واستنكر النائب مارك ضو الاعتداء على «قوى حفظ السلام التي تدعم لبنان وتسانده»، معتبراً أنه «اعتداء على كل لبنان الذي يريد الاستقرار والحماية لأهالي الجنوب». وأضاف: «هذا عمل مدان، ونطالب بفتح تحقيق وتوقيف فوري للمعتدين».

«تَحَرُّشٌ» بـ «اليونيفيل» في بلدتين جنوبيتين

لبنان يودّع 2023 بـ «وديعة نار»... تزداد التهاباً

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- ميقاتي «يَستنفر» ديبلوماسياً... استقبل كاميرون في لندن وأجرى محادثات هاتفية مع كولونا

لا يُشبه العدُّ العكسي الذي يعيشه لبنان لطيّ آخِر ورقةٍ في روزنامة السنة الاستعدادات التي تسود الغالبية الساحقة من دول العالم لـ«التسليم والتسلّم» منتصف ليل الأحد – الإثنين بين 2023 و 2024. ورغم أن الصراعاتِ المشتعلةَ في أكثر من بقعةٍ في العالم، من أوكرانيا وصولاً إلى غزة، يصيب وهجُها أوروبا والشرق الأوسط وبلداناً أبعد حضرتْ بـ«مخالبها» البحرية إلى المتوسط مثل الولايات المتحدة أو باتت في مرمى تداعيات «حرب الممرات المائية»، إلا أن ارتداداتِ هذه الصراعات على لبنان، لاسيما تشظيات «طوفان الأقصى»، تختلف في «القياس والمقياس» عنها في أي دولٍ «مكتملة المواصفات» تقيم «عازلاً» بينها وبين نقاط التوتر ارتكازاً على مصالحها القومية وأحادية القرار لها في ما خص قضايا مصيرية مثل الحرب والسلم. والواقع أن 2024 تحلّ على لبنان محمَّلةً بـ «وديعةِ نارٍ» ورثتْها من 2023 التي بدأتْ على وقع فراغٍ في رئاسة الجمهورية (منذ 1 نوفمبر 2022) عطّل «النظام التشغيلي» للدولة ومؤسساتها، وانطبعت منذ 7 أكتوبر الماضي بحرب غزة التي تُنْذِر بأن تُقتاد البلاد إليها و«تحترق بجمْرها» في ضوء المؤشرات الخطيرة إلى زيادة احتمالاتِ تحويل اسرائيل انخراطَ «حزب الله» في مواجهاتِ مُشاغَلةٍ معها منذ 8 أكتوبر «فرصةً» لاستدراج المجتمع الدولي لاسيما واشنطن إلى أمر واقع تفرضه (تل ابيب) بقوةٍ «حرب محدودة» وفق اعتقادها، على قاعدة جعْل تنفيذ القرار 1701 بحذافيره وإبعاد الحزب الى شمال الليطاني أو مسافة آمنة كافية لمستوطناتها الشمالية هدفاً تمعن في مراكمة حيثياته وأرضيته، ديبلوماسياً وميدانياً، وكأن «معركة جنوب الليطاني» صارتْ على الأبواب. وفيما كان هديرُ المواجهات على الجبهة الجنوبية يعكس التصاعدَ اليومي للتوتّر العالي، وسط تصريحاتٍ اسرائيلية وتهديدات بمكبرات الصوت على قاعدة «هناك خياران لاستعادة الأمن على الحدود الشمالية: سياسي يتضمّن تنفيذ الـ 1701 وانسحاب«حزب الله»الى شمال الليطاني، أو عسكري تتصرف فيه إسرائيل فتطرد الحزب من الحدود»، مع التشديد على أن «قواتنا على مستوى عالٍ جداً من الاستعداد على الجبهة الشمالية وتمت الموافقة على خطط ومستعدون للهجوم إذا تطلّب الأمر»، عكستْ حركة اتصالاتٍ لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الموجود خارج البلاد جديةَ المخاطر التي بات معها لبنان يسير على «حبل مشدود» فوق بركان غزة المتفجّر، لاسيما بعد ما عبّر عنه اغتيال القيادي في الحرس الثوري الايراني رضى موسوي قرب دمشق وانتقال واشنطن إلى «الدفاع الهجومي» (في بلاد الرافدين) بوجه استهداف أذرع إيران قواعد لها في سورية والعراق من غليانٍ «باق ويتمدد». فميقاتي وخلال استقباله وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون في دارته (لندن) طالب «بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان»، معتبراً «أن استمرار الاستفزازات الاسرائيلية في جنوب لبنان قد يؤدي الى تدهور الأوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة ككل»، وداعياً «الى ممارسة أقصى الضغوط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان». وكرّر تأكيد«أن المدخل الى وقف الحرب في غزة يبدأ بوقف إطلاق النار ومن ثم الانتقال الى التفاوض الى حل على أساس الدولتين وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم». من جهته اعتبر كاميرون «أن تصعيد الصراع من غزة إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة ككل، من شأنه أن يرفع مستوى المخاطر وانعدام الأمن في العالم». وقال«أنا ممتن لرئيس الوزراء اللبناني لمناقشة هذه القضايا الحاسمة معي ولجهود لبنان لمنع مثل هذا التصعيد». كما جرى اتصال بين ميقاتي ووزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا عبّر خلالها رئيس الحكومة عن «قلقه لتصاعد العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان واستهداف المدنيين على نطاق واسع»، معتبراً أن «من شأن هذا التمادي في الاعتداءات ان يُدْخِل لبنان في مواجهةٍ شاملة قد تطال كل دول المنطقة».

رفع وتيرة العمليات

وفي موازاة ذلك، كان الميدان يلتهب في ما بدا مرحلةً جديدةً من لعبةِ «عض الأصابع» على حافةِ الهاوية و«استطلاع بالنار» لمدى استعداد كل من اسرائيل و«حزب الله» إلى الذهابِ بعيداً في مواجهةٍ كلما صارتْ تل ابيب فيها محشورةً أكثر زادت الخشيةُ من «هروبٍ إلى الأمام» تلجأ إليه، ومن تحويلها «عمليات المشاغَلة» سلاحاً يرتدّ على «حزب الله» من خلال «شبْك الساحات» عسكرياً وتالياً بالأفق السياسي على قاعدة «وحدة الحل» بين غزة وجنوب لبنان. وثمة مَن تعاطى مع مضيّ «حزب الله» أمس في رفْع وتيرةِ العمليات، التي كانت اشتملتْ مساء الأربعاء على استهداف مستعمرة كريات شمونة بـ30 صاروخ «كاتيوشا» تَسببتْ بدمار كبير رداً على استهداف اسرائيل المدنيين في مدينة بنت جبيل، على أنه رسالةٌ لتل أبيب وعواصم دولية بأن التهديداتِ لن تثنيه عن إسناد غزة على أن «يعود إلى قواعده» كما كان عليه الحال في 7 اكتوبر حين تتوقّف الحربُ على القطاع، ومن دون أن يكون معنياً بأي ترتيباتٍ تسعى إسرائيل لإرسائها على البارد أو الساخن تحت عنوان تطبيق الـ 1701 وإبعاده عن جنوب الليطاني. وانطبعتْ مواجهات يوم أمس بسلسلة مسيّرات تم إطلاقها في اتجاه شمال اسرائيل، قبل أن يستأنف الحزب بعد الظهر عملياته ضد مواقع بينها السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة «وتجمّعاً لجنود العدو في ثكنة هونين» وثكنة راميم، قبل أن يعلن المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية عصراً «وقوعَ أضرارٍ في كريات شمونة عقب إطلاق ما لا يقلّ عن 20 صاروخاً من لبنان»، بالتوازي مع تقارير عن «انفجار 3 مسيّرات هجومية في المستعمرة نفسها. ونهاراً تحدثتْ وسائلُ إعلامٍ إسرائيليةٍ عن تفعيلِ الدفاعات الجوية ضدّ 3 أهداف مشبوهة في سماء ضواحي حيفا قبل أن تورد أن«دويّ انفجارات سُمع قرب المدينة نتيجة اعتراض الدفاعات الجوية لطائرة مسيَّرة أطلقت من لبنان»، بالتوازي مع الإعلان عن سماع دويّ صفارات الإنذار في يفتاح وراموت نفتالي والمالكية وديشون في الجليل الأعلى، وفي الغجر ودفنا ودان وسنير بإصبع الجليل خشية تسلل مسيّرات. في المقابل، نفذتْ الطائراتُ الحربية عدواناً على عيتا الشعب حيث استهدفت بغارة حي ابوطويل، قبل أن تصيب المدفعية الاسرائيلية أحد المنازل في البلدة بقذيفة. وفيما أغارتْ مسيَّرة على منطقة الوعر الواقعة بين بلدتي راميا وبيت ليف، طاول القصفُ المدفعي المباشر تلة حمامص في سردا، وأطراف بلدات ياطر، شيحين الجبين ومجدلزون وحولا من جهة مركبا وسهل مرجعيون وخراج بلدة راشيا الفخار.

«اليونيفيل»

ولم تحجب التطوراتُ الميدانيةُ المتدحرجة تَحَرُّشاً تعرّضت له قوة «اليونيفيل» مساء الاربعاء ويوم أمس في بلدتي الطيبة (أصيب جندي وتضررت آلية) وكفركلا وهو ما اعتُبر بمثابة«بطاقة صفراء» من«حزب الله»عبر بيئته الحاضنة بوجه الدول التي تساهم في «ديبلوماسية الضغط» في اتجاه تطبيق الـ 1701 الذي تلعب «القبعات الزرق» دوراً ناعماً فيه لطالما سعت تل ابيب لجعله بـ«أنياب الفصل السابع». فقد أعلنت «اليونيفيل» أن «جندي حفظ سلام أصيب ليل الاربعاء، بعد أن تعرضت دورية تابعة لها (الكتيبة الاندونيسية) لهجوم من مجموعة من الشباب في بلدة الطيبة في جنوب لبنان، كما تضررت آلية في الحادث». واعتبرت أن «الاعتداءات على الرجال والنساء الذين يخدمون قضية السلام ليست فقط مدانة، ولكنها تشكل أيضاً انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني. إن حرية حركة قوات حفظ السلام أمر حيوي خلال عملنا على استعادة الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق»، داعية «السلطات اللبنانية إلى تحقيق كامل وسريع وتقديم جميع الجناة إلى العدالة». وأمس، أكدت نائبة مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامي كانديس ارديل أنه «قرابة الساعة التاسعة صباحاً، تم اعتراض طريق جنود حفظ سلام لمدة أربع دقائق تقريباً خلال مرورهم في كفركلا، وذلك بينما كانوا في طريقهم إلى مقرّنا في القطاع الشرقي». وأضافت «بعد مناقشة قصيرة مع سكان المنطقة، واصل حفظة السلام طريقهم. إننا نواصل تأكيد أهمية حرية حركة اليونيفيل بينما نعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان»..

«حزب الله» يطلب من أهالي القرى الجنوبية الحدودية فصل كاميرات المراقبة عن الإنترنت

بيروت: «الشرق الأوسط».. طلب «حزب الله» من سكان القرى الحدودية في جنوب لبنان حيث تدور منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) اشتباكات بين الحزب وفصائل أخرى من جهة والقوات الإسرائيلية من جهة ثانية، فصل كاميرات المراقبة الموجودة في الشوارع والأحياء عن شبكة الإنترنت لكي لا يستخدمها الجيش الإسرائيلي في تحديد أهدافه. وجاء في بيان صادر عن «الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية»: « بعد عمليات المقاومة الإسلامية التي استهدفت معظم كاميرات وتجهيزات الجمع الحربي للعدو الإسرائيلي عند الحافة الأمامية على الحدود اللبنانية الفلسطينية، خسر العدو الكثير من إمكانية الرؤية والتنصت لاستهداف المقاومين ومراقبة تحركاتهم». وأضاف: البيان: «تعويضا عن هذه الخسارة، عمد العدو في الآونة الأخيرة إلى اختراق الكاميرات المدنية المثبّتة أمام المنازل والمتاجر والمؤسسات في القرى الأمامية، الموصولة إلى شبكة الإنترنت، للاستفادة من المادة البصرية التي تؤمنها في جمع معلومات تتعلق بالمقاومة وحركة الإخوة المجاهدين لاستهدافهم». وطلب البيان من الأهالي «خصوصاً في القرى الأمامية التي تجري في محيطها أعمال للمقاومة، فصل الكاميرات الخاصة أمام منازلهم ومتاجرهم ومؤسساتهم عن شبكة الإنترنت، والمساهمة في إعماء العدو أكثر عن بعض ما تقوم به المقاومة ومجاهدوها من أنشطة أو تحركات في المنطقة». وأسفر التصعيد عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ اندلاع الحرب عن مقتل نحو 160 شخصا على الأقل في لبنان بينهم أكثر من 110 مقاتلين من «حزب الله» و17 مدنيا على الأقل بينهم ثلاثة صحافيين. وفي الجانب الاسرائيلي قتل 13 شخصا على الأقل بينهم تسعة جنود.

هوكشتاين ينعش الوساطة الأميركية لتحديد الحدود البرية اللبنانية - الإسرائيلية

هل لإيران مصلحة في توسع الحرب جنوباً؟

الشرق الاوسط..بيروت: محمد شقير.. يستعد مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة أموس هوكشتاين للعودة إلى بيروت في النصف الأول من (يناير) (كانون الثاني) المقبل للقيام بوساطة بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود البرية بين البلدين، وهذا ما أكدته السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا التي تغادر بيروت اليوم بعد انتهاء فترة انتدابها لتسلُّم منصبها الجديد في الأمم المتحدة. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية لبنانية رفيعة أن شيا أبلغت القيادات التي التقتها في سياق جولتها الوداعية بموعد عودة الموفد الأميركي إلى بيروت، في محاولة جديدة لإنعاش الوساطة الأميركية لتحديد الحدود البرية اللبنانية - الإسرائيلية. وأكدت المصادر السياسية أن شيا شددت على ضرورة تبريد الأجواء لمنع تمدد الحرب من غزة إلى جنوب لبنان من دون أن تخفي مخاوفها حيال تصاعد وتيرة المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان، رغم أن واشنطن تضغط لقطع الطريق على توسعتها التي قد تعوق مهمة الوسيط الأميركي، لئلا يضطر للتحرك بين بيروت وتل أبيب لخفض منسوب التوتر كي لا تصبح وساطته أسيرة الدبلوماسية الساخنة بتبادل الرسائل الصاروخية بين الطرفين. ولفتت إلى أن شيا ركّزت في لقاءاتها الوداعية على ضرورة التعاون لتهيئة الظروف السياسية المواتية لتطبيق القرار الدولي 1701، وقالت إنها لا ترى وجود مشكلة، على الأقل من وجهة نظرها، لتحديد الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل بدءاً بالنقاط الـ13 التي سبق للحكومة اللبنانية أن تحفّظت عليها بذريعة أن إسرائيل ما زالت تحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية، رافضة الاعتراف بالخط الأزرق على أنه خط الانسحاب الشامل ما لم تنسحب من هذه النقاط. ونقلت المصادر نفسها عن شيا قولها إن الاجتماعات التي عُقدت في مقر قيادة القوات الدولية «يونيفيل» في بلدة الناقورة في جنوب لبنان، وبرعايتها، بين الوفدين العسكريين اللبناني والإسرائيلي، كانت توصلت إلى إنهاء النزاع حول 7 نقاط من أصل 13 نقطة سبق للحكومة اللبنانية أن تحفّظت عليها، ولم يبق منها سوى 6 نقاط على طول الحدود اللبنانية الممتدة من رأس الناقورة إلى مشارف مزارع شبعا المحتلة. وأكدت أن تبريد الأجواء على طول الجبهة يمكن أن يؤدي إلى تسوية النزاع حول النقاط المتبقية، وقالت، كما نُقل عنها، إن توصُّل هوكشتاين إلى تحقيق وقف إطلاق النار الذي بقي عالقاً ولم ينفّذ، كما نص عليه القرار 1701 من شأنه أن يسهم، مع إنهاء الأعمال العسكرية، في خلق المناخات الأمنية والسياسية للبحث عن حل لمزارع شبعا. وأضافت أن واشنطن لم تقل ولو لمرة واحدة إن مزارع شبعا هي أراضٍ تخضع للسيادة الإسرائيلية وتتعامل معها على أنها أراضٍ لبنانية، شرط أن تعترف سوريا وتقر بها، ورأت أنه يمكن التوصل إلى تفاهم يتيح للبنان أن يستعيد سيادته عليها، ربما بتوسيع مهام القوات الدولية لتشمل إلحاقها بها، بخلاف الشق اللبناني من بلدة الغجر. فالمشكلة التي تمنع لبنان من أن يستعيد سيطرته عليها تكمن، كما تقول شيا، في أن سكانها هم من اللبنانيين، لكنهم يرفضون إلحاق بلدتهم بالسيادة اللبنانية كونهم يستفيدون من التقديمات الإسرائيلية لهم بعد حصولهم على جوازات سفر إسرائيلية مكّنت معظمهم من العمل، وأتاحت لبعضهم السفر إلى الخارج. ويبقى السؤال: كيف يمكن للوسيط الأميركي التحرُّك لإبرام اتفاق بين لبنان وإسرائيل لتحديد الحدود بين البلدين، في حال أن الجبهة إلى مزيد من التصعيد الذي ينذر باحتمال توسع الحرب، على غرار تلك الدائرة في قطاع غزة والتي ستؤدي حتماً إلى تعطيل الوساطة الأميركية، طالما أن «حزب الله» ماضٍ في مساندته لـ«حماس» ويعطي الأولوية لوقف إطلاق النار في غزة، وإن كان حتى الساعة ليس في وارد توسعة الحرب إلا في حال بادرت إسرائيل إلى توسعتها؟.... وينسحب السؤال أيضاً على حكومة تصريف الأعمال في ضوء تأكيد رئيسها نجيب ميقاتي التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 الذي لن يرى النور ما لم توقف إسرائيل اعتداءاتها على لبنان، واستمرار خرقها لأجوائه براً وبحراً وجواً، واقتطاعها لمساحات من الأراضي اللبنانية، وبات عليها التقيُّد باتفاقية الهدنة بكامل نصوصها ومندرجاتها، في إشارة مباشرة لرفض لبنان مجرد الدخول في تعديل القرار الدولي؟

فوضوح الموقف اللبناني الرسمي يفتح الباب أمام السؤال عن مدى استجابة «حزب الله» للوساطة الأميركية، أسوة بتقديمه التسهيلات للوسيط الأميركي التي كانت وراء توصله إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وإن كان تذرّع في حينها بوقوفه خلف القرار الذي تتخذه الدولة اللبنانية في هذا الخصوص. وفي هذا السياق، يقول مصدر دبلوماسي أوروبي إن هناك ضرورة لإعادة الاعتبار للقرار 1701 بخلق الأجواء المواتية لتطبيقه لمنع انزلاق الوضع في الجنوب نحو توسعة الحرب، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن التصعيد العسكري، وإن كان يوحي بأن الجبهة تقف على حافة الهاوية، لكن لا مصلحة للحزب بأن يبادر إلى تصعيد المواجهة بشكل تصعب السيطرة عليه. كما يبقى السؤال: هل لإيران مصلحة في أن تستعجل حرق المراحل وتدفع بحليفها الأول في المنطقة «حزب الله» للتفريط بما لديه من فائض للقوة استباقاً لما سيؤول إليه الوضع في غزة، أكان سياسياً أو عسكرياً، أم أنها تتحسّب لجميع الاحتمالات وتتجنب الدخول في حرب قبل أوانها ولم يحن وقتها، خصوصاً أنها مرتبطة بنتائج الحرب في غزة وبقدرة لبنان على تحمّل كلفتها واستيعاب ارتداداتها على كافة المستويات في ظل تدهور أوضاعه الاقتصادية والمالية، وانسداد الأفق السياسي حتى الساعة أمام انتخاب رئيس للجمهورية؟



السابق

أخبار وتقارير..دولية..بسبب حرب غزة.. القوات الأميركية على خط النار في الشرق الأوسط..أستراليا تعلن مقتل 2 من مواطنيها بضربة إسرائيلية في لبنان..ماكرون يبلغ نتنياهو بضرورة العمل على وقف طويل الأمد لإطلاق النار..واشنطن تفرج عن الحزمة الأخيرة من المساعدات العسكرية المتاحة لأوكرانيا..ديبلوماسي روسي: فنلندا أول من سيعاني إذا تصاعد التوتر مع حلف الأطلسي..قصيدة تقود شاعرين روسيين إلى السجن..روسيا: الغرب فشل بهزيمتنا ويقترح الآن السلام بأوكرانيا..واشنطن تقترح على «السبع» مصادرة 300 مليار دولار روسية..فرنسا تطرد دبلوماسيَين أذربيجانيَّين رداً على طرد اثنين من دبلوماسييها..تقارب أميركي - مكسيكي لوقف تدفق المهاجرين عبر الحدود..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..نزيف غزة يتواصل..والاحتلال يصادر ملايين الدولارات بالضفة..القاهرة تنتظر الردود على مبادرتها و«حماس» تنفي اعتراف خالد مشعل بإسرائيل..البرلمان العربي يطالب بوقف «الإبادة الجماعية» في غزة وتوفير ممرات إنسانية..حماس: إيران تداركت خطأ ربط هجوم أكتوبر بسليماني..موافقة إسرائيلية مبدئية على إدخال مساعدات إلى غزة عن طريق قبرص..«حماس»: فصائل فلسطينية تتفق على تشكيل حكومة وحدة..وسط غزة..«تهجير» المُهجرين مُجدداً..«محمد السنوار القائد الحقيقي للقسّام وليس ضيف»..«لوفيغارو»: نصرالله غاضب من إيران..والسنوار غاضب من «حزب الله»..إسرائيل تعلن 9 مصارف فلسطينية منظمات إرهابية..قادة «فلسطينيي 48» ينظمون مظاهرة ضد حرب غزة..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,598,903

عدد الزوار: 7,034,748

المتواجدون الآن: 64