أخبار لبنان..«تحوُّل مثير للقلق» في معركة لبنان..وإسرائيل تُحمّل مقاتلاتها «قنابل ثقيلة» فوق بيروت..مجزرة النبطية تستنفر الأمم المتحدة لحماية المدنيين وإسرائيل أعلنت اغتيال قائد كبير في «الرضوان»..قرْع ناقوس الخطر دولياً بإزاء التصعيد المتدحرج على جبهة جنوب لبنان..العدوّ يوسّع استهدافاته: لا مصلحة لنا بالحرب..لبنان يلجأ لمجلس الأمن بعد غارات إسرائيلية..وبري يُحذر من «حرب لا تُحمد عقباها»..«حزب الله» يتصدر القتال في الجنوب بعد تراجع مشاركة الفصائل اللبنانية والفلسطينية..

تاريخ الإضافة الجمعة 16 شباط 2024 - 3:53 ص    عدد الزيارات 235    التعليقات 0    القسم محلية

        


«تحوُّل مثير للقلق» في معركة لبنان..وإسرائيل تُحمّل مقاتلاتها «قنابل ثقيلة» فوق بيروت..

اغتيال مسؤول عسكري في «حزب الله»..و11 مدنياً ضحايا القصف

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا.. عكسَ الاغتيال الإسرائيلي قيادياً عسكرياً في «حزب الله» في غارة بمدينة النبطية، ليل الأربعاء، «تحولاً مثيراً للقلق» في مسار المعركة القائمة منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حسب تقديرات «يونيفيل»، بالنظر إلى بُعده الجغرافي وتداعياته، إذ أسفر عن مقتل 7 مدنيين من عائلة واحدة يسكنون شقة ملاصقة للمنزل الذي اغتيل فيه مسؤول الحزب واثنان من معاونيه، فيما حمّل الجيش الإسرائيلي طائراته في سماء بيروت «قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة». واستهدفت مسيّرة إسرائيلية «بصاروخ موجّه»، ليل الأربعاء، مبنى من ثلاث طبقات في مدينة النبطية، البعيدة نسبياً عن الحدود مع إسرائيل. وقالت وسائل إعلام لبنانية إنّ 7 مدنيين من عائلة واحدة قُتلوا في الغارة التي أودت كذلك بثلاثة عناصر من «حزب الله» كانوا موجودين في الطابق السفلي من المبنى. وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أن غارة جوية شنها على مدينة النبطية اللبنانية، مساء الخميس، أسفرت عن مقتل قائد كبير في «قوة الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» ونائبه ومقاتل ثالث. وذكر أن القائد ونائبه هما علي محمد الدبس وحسن إبراهيم عيسى. وأضاف أن الدبس ساعد على تدبير تفجير قنبلة على جانب طريق شمال إسرائيل في مارس (آذار) الماضي، وشارك في القتال عبر الحدود منذ أكتوبر الماضي. كان علي الدبس، قد نجا الأسبوع الماضي من ضربة إسرائيلية شنتها طائرة مسيرّة على سيارته في شارع رئيسي في النبطية. ويقول سكان محليون إن الدبس «مسؤول عسكري» في الحزب، يتولى «قيادة مجموعات مقاتلة في منطقة محددة ضمن القطاعات العسكرية»، وأن المجموعات المنضوية تحت مسؤوليته «تشارك في العمليات العسكرية في الجنوب» التي أطلقها «حزب الله» في 8 أكتوبر الماضي من جنوب لبنان. وأعلن «حزب الله» من جهته، الخميس، مقتل 3 من عناصره، بينهم الدبس، قال إن كلاً منهم «ارتقى شهيداً على طريق القدس»، وهي عبارة يستخدمها لنعي عناصره الذين يُقتلون بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد.

7 مدنيين

وأسفرت الضربة الإسرائيلية في النبطية، عن مقتل 7 مدنيين من عائلة واحدة، وأحدثت، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، «أضراراً جسيمة في المبنى المؤلف من ثلاث طبقات»، والذي تقطن عائلة برجاوي إحداها. وانتشلت فرق الإسعاف تباعاً، «خمس جثث تعود لصاحب الشقة» حسين برجاوي وابنتَيه وحفيده وشقيقته. وفي وقت لاحق، انتُشلت جثتا زوجة برجاوي وابنة شقيقته، وفق مصدر أمني تحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، وأكد أن لا علاقة للعائلة بـ«حزب الله». وتمكنت فرق الإسعاف بعيد منتصف الليل من انتشال حفيد برجاوي، الطفل حسين علي عامر، من تحت الأنقاض حياً بعد أكثر من أربع ساعات من عمليات البحث، فيما فرضت القوى الأمنية و«حزب الله» طوقاً في محيط المبنى المستهدَف.

تحوّل مثير للقلق

وشهد جنوب لبنان وشمال إسرائيل تصعيداً دامياً، الأربعاء، مع شنّ إسرائيل سلسلة غارات جوية طالت بلدات عدة، يقع بعضها على بُعد 25 كيلومتراً من الحدود. وجاءت الضربات التي أسفرت عن مقتل 16 شخصاً، بينهم 11 مدنياً، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل جندية شمال إسرائيل جراء صاروخ أُطلق من الجانب اللبناني، ولم تعلن أي جهة المسؤولية عنه. وأفادت خدمة إسعاف إسرائيلية بإصابة 7 أشخاص بجروح. ويعد ذلك «تحولاً مثيراً للقلق» في مسار المعركة القائمة منذ 8 أكتوبر، حسب وصف الناطق الرسمي باسم قوات «يونيفيل» أندريا تيننتي، لجهة طريقة تبادل إطلاق النار، واستهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق. وقال تيننتي: «تعد الهجمات التي تستهدف المدنيين انتهاكات للقانون الدولي وتشكّل جرائم حرب. إن الدمار والخسائر في الأرواح والإصابات التي شهدناها تثير قلقاً عميقاً، ونناشد جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع مزيد من التصعيد». وأشار إلى أنه «يجب تكثيف الجهود الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين بالقرب من الخط الأزرق»، بينما، من ناحيتها، «تواصل (يونيفيل) العمل بشكل كامل مع الأطراف من أجل تخفيف التوترات، ويواصل حَفَظَة السلام عملياتهم على الأرض على الرغم من التحديات التي يواجهونها».

تهديد إسرائيلي

وتعد حصيلة القتلى، يوم الأربعاء، الأعلى في يوم واحد منذ بدء «حزب الله» وإسرائيل تبادُلَ القصف عبر الحدود. وتوعّد رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين، الأربعاء، بأن «العدوان الذي حصل اليوم في الجنوب اللبناني والذي استُشهد جراءه عدد من المدنيين والأطفال لا يمكن أن يمر دون رد»، فيما ذهبت إسرائيل إلى تهديدات مقابلة. وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الخميس، خلال اجتماع للجنة الطوارئ العليا: «نجتمع هنا بعد يوم (قتال) بقوة فائقة في الشمال، وقد ارتقينا درجة واحدة، لكنّ هذه درجة واحدة بين عشر درجات. وبإمكاننا أن نهاجم ليس على بعد 20 كيلومتراً و50 كيلومتراً فقط، وإنما في بيروت وفي أي مكان آخر أيضاً، وهناك قوة شديدة جداً للجيش الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن «طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة». وأضاف: «لا نريد الوصول إلى هذا الوضع. ولا نريد دخول حرب، وإنما نحن معنيون بالتوصل إلى تسوية تعيد سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان ومن خلال عملية تفاوض على اتفاق».

عشرات الأهداف

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة هاجمت عشرات الأهداف التابعة لـ«حزب الله» في منطقة وادي السلوقي، وقصفت «البنية التحتية التابعة للحزب في منطقة اللبونة، وكذلك مبنى عسكرياً تابعاً للحزب في الطيبة» التي نعى إثرها الحزب أحد مقاتليه، ليل الأربعاء. في المقابل، أعلن «حزب الله» أنه «استهدف التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة ‏المناسبة وأصابها إصابةً مباشرةً».‏ كما استهدف «ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ (فلق) وأصابها إصابة مباشرة»، فضلاً عن استهداف «التجهيزات التجسسية» في موقعَي الراهب والمرج.

مجزرة النبطية تستنفر الأمم المتحدة لحماية المدنيين وإسرائيل أعلنت اغتيال قائد كبير في «الرضوان»

قرْع ناقوس الخطر دولياً بإزاء التصعيد المتدحرج على جبهة جنوب لبنان

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- غالانت أبلغ اوستن «لن نتهاون مع هجمات حزب الله» وهدّد باستهداف بيروت

- «حزب الله» نعى 5 من مقاتليه بينهم 3 سقطوا في الغارة على النبطية

- لبنان يشكو إسرائيل وميقاتي يحرّك «هيئة الطوارئ الوطنية»

إذا كانت «الحرب أوّلها كلام» واستعداداتٌ ميدانية، بالتوازي مع تفلُّتٍ من ضوابط كان معمولاً بها لضمانِ بقاء «النار خافتةً» على جبهةٍ مشتعلة منذ 130 يوماً، فإن كل هذه العناصر تَقاطعتْ في الساعات الماضية واضعةً جنوب لبنان أمام منعطف هو الأخطر منذ «طوفان الأقصى» الذي لا يشي بأن انحسارَ «مدّه الدموي» يقترب، كما أن لا شيء يضمن أن ضموره عن غزة سينسحب تلقائياً على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. فغداة مجزرة النبطية التي سقط فيها ما لا يقلّ عن 7 مدنيين، بينهم نساء وطفل، في غارةٍ أعلنت إسرائيل أنها «أسفرت عن اغتيال قائد كبير في (قوّة الرضوان) التابعة لـ(حزب الله) علي محمد الدبس ونائبه حسن إبراهيم عيسى ومقاتل ثالث»، بدت حظوظ الحرب الكبرى متساوية مع بقاء جبهة الجنوب على ديناميتها العسكرية التي تحمل طابع الحرب المحدودة وإن مع ارتقاءٍ متدرّج يُمْليه الميدان سواء بكثافة النيران والحمولة التدميرية والتفجيرية من طرفيْ المواجهة أي «حزب الله» وإسرائيل، أو بتوسُّع مدى جغرافية النار عمقاً على مقلبيْ الحدود في تَماثُلٍ أبقى اللعبة حتى الساعة ضمن حساباتٍ بالغة الدقة وإن على حافة... الانفجار. وفيما كانت العدساتُ أمس على شارع وسط مدينة النبطية حيث أغارتْ مسيَّرة إسرائيلية ليل الأربعاء على مبنى من 3 طبقات ما أدى لوقوع عائلة المواطن حسين برجاوي بين قتيل وجريح، وسط تقديراتٍ بأن عدد الذين قضوا في الغارة يُرجّح أن يكون أكثر من 7 مدنيين (لم تكن عمليات الإنقاذ انتهت عصر أمس)، وذلك بعد ساعات من سقوط 3 أفراد من عائلة واحدة (امرأة وطفلها الرضيع وفتى) بغارة في الصوانة (مرجعيون)، ارتسمت لدي طرفيْ المواجهة معادلة مزدوجة:

- الأولى رَفَعت معها إسرائيل منسوب تحذيراتها الأعنف للبنان بالتوازي مع مضيّها في عملياتٍ قالت إنها ضد أهداف لـ«حزب الله».

- والثانية نفّذ عبرها حزب الله سلسلة هجمات ضدّ مواقع عسكرية إسرائيلية مع إشاراتٍ إلى أنه يتجرّع الضربات، على المدنيين كما كوادر وعناصر منه، على قاعدة «توسّعون نوسّع» التي رسمها أمينه العام السيد حسن نصر الله (يطل اليوم مجدداً) يوم الثلاثاء ومع حرص مستمرّ على إيلام الجيش الإسرائيلي بعملياتٍ نوعية، وبعضها رُجّح أنه تُرك غامضاً عمداً لإبقاء «العدو في حيرة» سواء لجهة من أين نُفذ الهجوم أو بماذا نُفذ (مسيرات انقضاضية أو صواريخ نوعية) كما كان الحال في استهداف صفد أول من أمس.

ففي موازاة إعلان الجيش الإسرائيلي أن الطيرانَ الحربي يقصف عشراتِ الأهداف التابعة لحزب الله في منطقة وادي السلوقي جنوب لبنان وأن «طائراتنا هاجمت مبنيَين عسكريَّين للحزب في بليدا ومارون الراس»، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الدفاع يواف غالانت، الذي كان أبلغ إلى نظيره الأميركي لويد اوستن هاتفياً «لن نتهاون مع هجماتِ حزب الله»، قوله إن «طائراتنا تحلق في سماء لبنان ووضعنا قنابل ثقيلة جداً وبعيدة المدى ونستطيع الهجوم إلى عمق 50 كيلومتراً وحتى ان نضرب بيروت»، معلناً «لقد صعّدنا أمام حزب الله درجة من أصل 10 درجات مما نستطيع فعله، وجاهزون للحرب وأمرتُ اللجنة الاقتصادية بالتجهز للحرب في الشمال». وقبْلها أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ «الغارة التي شنّها على مدينة النبطية مساء أول من أمس، أسفرت عن اغتيال الدبس ونائبه عيسى ومقاتل ثالث»، لافتاً إلى أنّ الدبس «ساعد في تدبير تفجير قنبلة على جانب طريق في شمال إسرائيل في مارس الماضي، وشارك في القتال عبر الحدود منذ أكتوبر»، وسط إبلاغ مصدر أمني لبناني إلى «فرانس برس» أن العناصر الثلاثة من الحزب كانوا موجودين في الطابق السفلي من المبنى الذي استُهدف، بينهم مسؤول سبق أن نجا من ضربة إسرائيلية طاولت سيارته في المدينة في الثامن من فبراير الجاري. وفي حين نعى «حزب الله» كلاً من الدبس وابرهيم مشيراً إلى أنهما«مجاهدان»ومن دون أن يحدّد مكان سقوطهما ولافتاً إلى أن الأول من بلدة بلاط وسكان زبدين في جنوب لبنان والثاني «من حومين التحتا»، قبل أن ينعي حسين أحمد عقيل (من بلدة الجبين)، عاد وأعلن عصراً سقوط كل من ناصر أحمد سعد«أبو مهدي»(من عيتا الجبل) وحسين علي نور الدين«مهدي»(من بلدة خربة سلم). وفي موازاة ذلك، استمرّت عمليات الإنقاذ في المبنى الذي استُهدف في النبطية وسط معلومات غير نهائية عن أن 7 مدنيين سقطوا بالغارة.

«توحش» إسرائيلي

وفي حصيلة أولية، قضى في الغارة (أوقعت أيضاً 7 جرحى) أحمد ضاهر برجاوي وزوجته أمل محمود عودة وابنتاه أماني وزينب وطفلها محمود عامر وشقيقته فاطمة وابنتها الفتاة غدير عباس ترحيني. وقبيل منتصف ليل الأربعاء – الخميس تمكنت فرق الإسعاف والإغاثة من انتشال الطفل حسين علي عامر (والدته الضحية زينب وشقيقه محمود) من تحت الأنقاض حياً. وبإزاء التوحُّش الاسرائيلي، توعّد نائب «حزب الله» حسن فضل الله رداً على سؤال حول رد فعل الحزب على مقتل أكبر عدد من المدنيين في يوم واحد في لبنان منذ اندلاع المواجهات جنوباً بأن«العدو سيدفع ثمن هذه الجرائم، والمقاومة ستواصل ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن شعبها». كما أكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «كل التهديدات يقابلها استعداد متواصل من المقاومة، وهي استعدّت لاحتمالات توسعة الحرب، وقرار المقاومة الرد السريع والشديد على أي تصعيد بالتصعيد، والتهجير بالتهجير، والتدمير بالتدمير». وفي حين كان لبنان الرسمي يدين العدوان وسط إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه طلب من وزير الخارجية تقديم شكوى جديدة عبدالله بوحبيب عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن، كاشفاً أنه بإزاء «تصاعد العدوان طلبتُ من وزير البيئة الدعوة إلى اجتماع عاجل لهيئة الطوارئ الوطنية لمواكبة الوضع كما اطلعتُ من وزير الصحة على الواقع الصحي والاستشفائي في الجنوب والخطوات العاجلة المتخذة»، قرعت الأمم المتحدة ناقوس الخطر حيال تصاعُد العنف في جنوب لبنان.

الأمم المتحدة

وقد أكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك «أن التصعيد الأخير هو بالفعل خطير ويجب أن يتوقف»، معلناً ان «قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لاحظت تحولاً في تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والمجموعات المسلحة في لبنان» شمل «استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق» الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان. وفي السياق قال الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي: «أودى تفاقم النزاع بحياة عدد كبير جداً من الأشخاص، بما في ذلك، وبشكل مأسوي، أرواح الأطفال. كما تسبّب بأضرار جسيمة في المنازل والبنية التحتية العامة، وعرّض سبل عيش الآلاف من المدنيين للخطر»، مضيفاً: «تُعتبر الهجمات التي تستهدف المدنيين انتهاكات للقانون الدولي وتشكل جرائم حرب». وأشار إلى أنه «يجب تكثيف الجهود الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين قرب الخط الأزرق»، كاشفاً «أن اليونيفيل تواصل العمل بشكل كامل مع الأطراف من أجل تخفيف التوترات»...

حزب الله يعلن مقتل 7 من عناصره في جنوب لبنان

دبي - العربية.نت.. أعلن حزب الله اللبناني مقتل سبعة من عناصره في جنوب لبنان اليوم الخميس، وذلك بعدما أعلن عن مقتل ثلاثة آخرين في ضربات إسرائيلية أمس. وقال حزب الله في بيانات مقتضبة إن القتلى هم علي محمد الدبس من بلدة بلاط، وحسن إبراهيم عيسى من بلدة حومين التحتا، وحسين أحمد عقيل من بلدة الجبين، وحسين علي نور الدين من بلدة خربة سلم، وناصر أحمد سعد من بلدة عيتا الجبل. كما أعلن الحزب في بيانين منفصلين مساء اليوم مقتل عنصرين آخرين هما عبد الكريم محمد علي سمحات من بلدة عيناثا، وعباس علي مهدي من بلدة العيشية.

"قائد مركزي"

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الدبس "قائد مركزي" في قوة الرضوان التابعة للحزب، كما وصف عيسى بأنه نائبه. وأضاف أن عنصرا آخر قتل معهما في الغارة التي شنتها طائرة مقاتلة على مبنى عسكري لحزب الله في مدينة النبطية. إلى ذلك ذكر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في بيان أن الدبس "قاد وخطط العديد من الاعتداءات" ضد إسرائيل خاصة خلال فترة الحرب. وقال البيان إن طائرات مقاتلة هاجمت في الساعات الأخيرة مبنى عسكريا تابعا لحزب الله في منطقة بليدا، ومبنى آخر في منطقة مارون الراس.

غارات إسرائيلية

يشار إلى أن الطيران الإسرائيلي شن غارات على مناطق في جنوب لبنان الخميس، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الغارات تركزت على وادي السلوقي ومجدل سلم وحولا والحجير. وقال حزب الله اللبناني إنه قصف موقعا إسرائيليا في مزارع شبعا بالجنوب، وأضاف في بيان أن مقاتليه استهدفوا "التجهيزات التجسسية" في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا بالأسلحة المناسبة وأصابوها "إصابة مباشرة".

العدوّ يوسّع استهدافاته: لا مصلحة لنا بالحرب

الأخبار.. سيطر التصعيد الإسرائيلي على المشهد الجنوبي خلال اليومين الأخيرين، مع توسيع العدو مروحة استهدافاته وتسجيل مزيد من الشهداء في صفوف المدنيين، كما حصل في النبطية والصوانة وغيرهما. وفيما ربط العدوّ تصعيده بالضربة القاسية التي تلقّاها في صفد، حيث سقط له قتيل و8 إصابات بصواريخ استهدفت منطقة قاعدة القيادة الشمالية، ولم يعلن حزب الله مسؤوليته عنها، لم تغب الاعتبارات المتعلقة بالعدوان المرتقب على رفح عن حسابات العدوّ، وخصوصاً لناحية إرساله رسائل بالدم والنار للمقاومة في لبنان لثنيها عن أيّ تصعيد مرتبط بالعملية المرتقبة في رفح. فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن «إسرائيل ليس لها مصلحة في الحرب مع لبنان، لكن عليها أن تستعد».في هذا السياق، أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن «وحدة ساحتَي غزة ولبنان تمتد من المجال العسكري إلى المجال الديبلوماسي أيضاً»، في إشارة إلى الرسائل الديبلوماسية التي تصل إلى لبنان في إطار الضغط على المقاومة لتحييدها عمّا تحضّره إسرائيل لرفح. فيما عبّرت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن التشاؤم الذي يسود في إسرائيل إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن لبنان قبل انتهاء الحرب في غزة. بدورها، لفتت صحيفة «معاريف» إلى أن خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الثلاثاء، «أكد مجدداً تمسك حزب الله بالسياسة القائلة بأنه طالما أن إسرائيل تعمل ضد حماس في قطاع غزة، فإن حزب الله سيعمل ضد إسرائيل على الحدود الشمالية، بغضّ النظر عن طبيعة النشاط الإسرائيلي ضد لبنان». وفي سياق المواءمة بين الضغوط الديبلوماسية والتصعيد العسكري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «سنصعّد ضد حزب الله بمستوى عُشر ما نستطيع. طائرات سلاح الجو التي تحلّق الآن في سماء لبنان تحمل قنابل ثقيلة لأهداف بعيدة». لكن ردّ حزب الله أتى سريعاً على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذي قال في احتفال تأبيني أمس، إن «هذه المواجهة المسانِدة لا يمكن أن تتوقف إذا لم تتوقف الحرب بشكل كامل على غزَّة». وأضاف: «ليكن واضحاً أن لدينا لاءات ثلاثاً: لا تراجع عن مساندة غزة ما دام العدوان قائماً مهما كان الثمن، ولا نخضع للتهديدات وللتهويلات الإسرائيلية أو الغربية لأنَّنا نعتبر أنَّ الدفاع واجب، وبغيره لا استقرار ولا وجود لنا في هذه المنطقة، ولا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتَيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد وقف العدوان الكامل على غزة، وعندها تجري النقاشات. أما النقاشات التي تجري الآن، فهي نوع من إضاعة الوقت ولسنا معنيّين بها لا من قريب ولا من بعيد». وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تحدّث عن تعرّض قاعدة القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي لقصف صاروخي. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى 8 عمليات إطلاق صواريخ من لبنان تجاه صفد، سقطت في منطقة قاعدة القيادة الشمالية، وقد أصاب صاروخ أحد المباني فيها بشكل مباشر. وأعلن جيش العدو مقتل جندية من الكتيبة 869 التابعة لفرقة الجليل 91، وإصابة 8 جنود بجروح خطيرة ومتوسطة. وتحدث رئيس بلدية صفد عن أضرار جسيمة لحقت بقواعد الجيش الإسرائيلي، وقال: «هناك أصول استراتيجية حساسة في منطقتنا يعرفها حزب الله، ويحاول في كل مرة الإضرار بها».

حزب الله: لا تراجع عن مساندة غزة ولا خضوع للتهديدات ولا نقاش حول أيّ ترتيبات قبل وقف العدوان

في غضون ذلك، واصل حزب الله ضرب مواقع وثكنات العدوّ وتجهيزاته التجسسية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، فاستهدف أمس التجهيزات التجسسية في مواقع رويسات العلم (مزارع شبعا) والراهب والمرج والناقورة البحري. كما استهدف ‏موقع ‏السماقة وثكنة ‏زبدين (مزارع شبعا). وفي ردّ أوّلي ‌‏على مجزرتَي النبطية والصوانة، هاجم ‏الحزب مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وقد تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دويّ عدة انفجارات في المستوطنة وسقوط صواريخ في وسطها، وتوجّه فرق الإسعاف إلى المكان. وقالت إنه تم إطلاق صاروخين مضادّين للدبابات على كريات شمونة دون إنذار، تلاه وابل من 9 صواريخ، وأعقبه قصف آخر من 3 صواريخ. وتزامناً مع عمليات المقاومة، قال مجلس الجليل الأعلى الاستيطاني إنه بناءً على تقييم الجيش الإسرائيلي للوضع، تم إغلاق طرق عدة أمام حركة المرور حتى إشعار آخر. كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن منع الحركة داخل المستوطنات وإغلاق أبوابها في منطقة الجليل الغربي عند الحافة الحدودية مع لبنان بعد تقييم الوضع الأمني. وتعليقاً على التطورات الميدانية في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة، قال الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي «شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تحوّلاً مثيراً للقلق في تبادل إطلاق النار، بما في ذلك استهداف مناطق بعيدة عن الخط الأزرق». وأضاف أن الهجمات التي تستهدف المدنيين «تُعتبر انتهاكات للقانون الدولي وجرائم حرب». وناشد «جميع الأطراف المعنية وقف الأعمال العدائية على الفور لمنع المزيد من التصعيد»، داعياً إلى «تكثيف الجهود الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار والحفاظ على سلامة المدنيين المقيمين قرب الخط الأزرق». إلى ذلك، أعلن حزب الله في اليومين الماضيين استشهاد المقاومين: حسن علي نجم (الطيبة)، والجريح إبراهيم علي الدبق (كونين) وإبراهيم حسين المستراح (الطيبة) وعلي محمد الدبس (بلاط)، وحسن إبراهيم عيسى (حومين التحتا)، وحسين أحمد عقيل (الجبين)، وحسين علي نور الدين (خربة سلم)، وناصر أحمد سعد (عيتا الجبل)، وعبد الكريم محمد علي سمحات (عيناثا) وعباس علي مهدي (العيشية).

لبنان يلجأ لمجلس الأمن بعد غارات إسرائيلية..وبري يُحذر من «حرب لا تُحمد عقباها»

دعوات لتطبيق «1701»... والجميل يرفض تسديد المدنيين «فاتورة إسناد غزة»

بيروت: «الشرق الأوسط».. تعتزم الحكومة اللبنانية تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، بعد مقتل 11 مدنياً لبنانياً في غارات إسرائيلية خلال 24 ساعة، فيما وضع رئيس البرلمان نبيه بري تلك الاستهدافات «برسم الموفدين الدوليين والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لتتحرك لوقف آلة القتل الإسرائيلية»، وسط تنديد سياسي لبناني، ورفضٍ لاستهداف المدنيين وتسديدهم «فاتورة نظرية إسناد غزة». وأدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «العدوان الإسرائيلي المتمادي على جنوب لبنان والمجازر الجديدة التي يرتكبها بحق المواطنين اللبنانيين، لا سيما ما حصل ليل الأربعاء في النبطية، حيث استُشهد 7 أشخاص من عائلة واحدة في القصف الإسرائيلي». وقال رئيس الحكومة في بيان: «إزاء التمادي في هذا العدوان الإسرائيلي وسقوط الشهداء والدمار الهائل الذي يسببه العدوان، تشاورتُ مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي». وأضاف: «في الوقت الذي نشدد على التهدئة وندعو جميع الأطراف إلى التزام عدم التصعيد، نجد العدو الإسرائيلي يتمادى في عدوانه، مما يدفعنا إلى طرح السؤال على المعنيين الدوليين بالمبادرات عن الخطوات المتخَذة للجم العدو». وقال: «إزاء تصاعد العدوان طلبت من وزير البيئة الدعوة إلى اجتماع عاجل لهيئة الطوارئ الوطنية لمواكبة الوضع، كما اطّلعتُ من وزير الصحة على الواقع الصحي والاستشفائي في الجنوب والخطوات العاجلة المتخَذة».

بري يُحذر من حرب

في السياق نفسه، أدان رئيس مجلس النواب نبيه بري «المجزرة» في مدينة النبطية، معتبراً في بيان أنها «مجزرة جديدة يضيفها المستويان السياسي والعسكري في الكيان الإسرائيلي إلى سجله الحافل بالقتل والإرهاب وحروب الإبادة من خلال العدوان الجبان الذي استهدف الآمنين في مدينة النبطية». وأضاف أن «تلك المجزرة التي ارتُكبت مع سبق الإصرار والترصد، إنْ دلَّت على شيء إنما تدلّ على الطبيعة العدوانية والعنصرية لهذا العدو الذي لم يعد خافياً أنه على نقيض في أدائه ونهجه مع كل ما هو إنساني، وأن بنك أهدافه المعلن والخفيّ هم المدنيون وكل مقومات الحياة في وطننا ومنطقتنا». وأكد بري أن «الدماء التي أُريقت في النبطية وقبلها في حولا والصوانة وعدشيت... هي برسم الموفدين الدوليين والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، لا لتُدين وتستنكر، إنما لتتحرك بشكل عاجل وفوري لوقف آلة القتل الإسرائيلية وكبح جماح قادة كيان الاحتلال الذين يأخذون المنطقة نحو حرب لا تُحمد عقباها».

الأمم المتحدة: المدنيون ليسوا هدفاً

وأعرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، عمران ريزا، عن قلقه الشديد، قائلاً: «إن التصعيد الأخير في الأعمال العدائية والغارات الجوية في جنوب لبنان التي أدت إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين، أمر يثير القلق للغاية»، مشيراً إلى أنه «من بين الضحايا أطفال وأمهات وأجداد». وقال: «إن فقدان أرواح بريئة لَأمرٌ يبعث على الحزن والأسف»، مشدداً على أن «قواعد الحرب واضحة: يجب على أطراف النزاع حماية المدنيين واحترام هذه القواعد. المدنيون ليسوا هدفاً». وشجب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان، «المجزرة» في النبطية، إذ أكد أن «العدوان الصهيوني على جنوب لبنان هو سلسلة من الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني تُضاف إلى سجله الأسود في ارتكابه للمجازر المروعة التي يذهب ضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ الآمنون في منازلهم في قطاع غزة وفي فلسطين وقرى وبلدات الجنوب اللبناني». وطالب المجتمع الدولي بـ«التحرك فوراً للجم النازية الصهيونية ووقف المجازر التي تُرتكب بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني».

تطبيق الـ«1701»

ولم تخلُ الإدانات من انتقادات ضمنية لانخراط «حزب الله» في القتال الدائر. وكتب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، على منصة «إكس»: «كل الحجج الإسرائيلية لاستهداف المدنيين مرفوضة ومدانة وفاتورة نظرية (إسناد غزة) و(إلهاء إسرائيل) لا يجوز أن يسددها اللبنانيون الأبرياء». وقال: «يدفع أهل الجنوب يومياً من دمهم وأرواحهم وأرزاقهم ثمن حرب يفرضها عليهم (حزب الله) بقرار أحادي». بدوره، أعرب رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة عن استنكاره وإدانته الشديدة «استمرار اعتداءات وممارسات العدو الإسرائيلي تجاه المدنيين والسكان الآمنين في قرى وبلدات الجنوب وصولاً إلى بيروت». ودعا «الجميع، وفي مقدمهم الحكومة اللبنانية إلى النظر بواقعية، وضرورة التبصر بعدم الانزلاق نحو الفخ الذي تنصبه إسرائيل للبنان واللبنانيين، وبالتالي إلى ضرورة إيجاد السبل لتطبيق القرار الدولي 1701 تطبيقاً دقيقاً من لبنان وإسرائيل المعتدية، لا سيما أن هذا القرار جاء في الأصل لوقف أعمال إسرائيل العدوانية ضد لبنان ومن أجل وضع حد لها». من جهته، أكد الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» أن «القرار 1701 إذا جرى تطبيقه بشكل صحيح على جانبَي الحدود، سيوقف مزيداً من التصعيد ويمنع التدمير المتبادَل».

«حزب الله» يتصدر القتال في الجنوب بعد تراجع مشاركة الفصائل اللبنانية والفلسطينية

«حماس» تعيد الخطوة إلى ضرورات الميدان

الشرق الاوسط..بيروت: بولا أسطيح.. منذ أسابيع، تراجع النشاط العسكري لقوى وفصائل لبنانية وفلسطينية على حد سواء كانت تقصف مواقع إسرائيلية انطلاقاً من الجنوب اللبناني، بعدما كان نشاطها ظاهراً بعد 8 أكتوبر (تشرين الأول) لتوجيه رسائل متعددة للطرف الإسرائيلي كما للمجتمع الدولي. وكانت «كتائب القسام» و«سرايا القدس» - فرع لبنان، أولى الفصائل التي انخرطت في «القتال الرمزي»، ونفّذت عمليات إطلاق صواريخ وعمليات تسلل محدودة باتجاه شمال إسرائيل. وقد لحقتها مجموعات لبنانية أخرى، مثل «قوات الفجر» التابعة لـ«الجماعة الإسلامية»، ومجموعات لـ«حزب البعث» وحزب «التيار العربي» أعلنت عن مشاركة معينة في المواجهات. وانتشر عناصر لحركة «أمل» في مواقع متقدمة على الحدود الجنوبية، من دون الإعلان بشكل رسمي عن تنفيذ عمليات، وبقي الإعلان عنها على شكل تسريب إلى وسائل إعلام محلية. وقد نعت الحركة ثمانية من عناصرها استهدفتهم ضربات جوية. وبدا واضحاً في الآونة الأخيرة أن هناك إضاءة مقصودة من «حزب الله» على دور تقوم به «أمل» جنوباً لتأكيد «وحدة الصف الشيعي»، على حد تعبير رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد مؤخراً.

الحزب لن يفرط بسيطرته على الجنوب

ويعتبر مدير «معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، أنه «في بداية المطاف، كان (حزب الله) يستخدم هذه العمليات لتأمين غطاء فلسطيني، والتأكيد أنه لا تورط مباشراً للحزب في عملية (طوفان الأقصى). لكن، مع مرور الوقت، فإن (حزب الله) لن يفرط بكونه القوة المسيطرة على الجنوب، وهو لن يشارك هذه المهمة مع أي طرف ثان. فعلى الرغم من التقارب الاستراتيجي مع (حماس)، فإنه لن يتيح لها أو لسواها فرصة للتجذر في أرض الجنوب». ويشير نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «العامل الأساسي الذي دفع الحزب لإيقاف العمليات الرمزية لبقية القوى، هو التزامه بسقف معين يقوم على تبادل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، والحرص على عدم توسعة الحرب، وسحب الذريعة من الإسرائيليين الذين قد يعتبرون وجود (كتائب القسّام) جنوباً مبرراً لتوسعة عملياتهم». وتشير مصادر «حماس» إلى أن تراجع عملياتها من جنوب لبنان أو تكثيفها «أمر مرهون بالميدان، خاصة أنه في الآونة الأخيرة بات هناك وجود لطائرات الاستطلاع بشكل مكثف، وهذا يحتم الحيطة والحذر»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «أصلاً، مشاركة القوى الفلسطينية في العمليات جنوب لبنان كانت مشاركة ضمنية - تضامنية، وهي أقل الواجب تجاه ما يحصل من مجازر في قطاع غزة. أما المقاومة الأساسية هناك فهي لـ(حزب الله) الذي يعود له تقدير حجم العمليات وكثافتها». أما الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، فيربط مشاركة فصائل وقوى أخرى غير «حزب الله» في العمليات العسكرية في الجنوب، بالواقع الميداني، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «لكل فصيل قدراته وإمكانياته الميدانية، ويشارك حسب هذه القدرات».

«حزب الله» في ورطة؟

ويُذكّر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور هلال خشان، بأنه «عندما بدأت المقاومة ضد إسرائيل في الجنوب، كانت تسمى (المقاومة الوطنية)، لكن بعد نشأة (حزب الله) واكتشافه عدم قدرته على إقامة الدولة الإسلامية التي يريدها، تبنى المقاومة وحوّلها من وطنية إلى إسلامية واحتكرها»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بعد 7 أكتوبر، سُمح لحركة (حماس) و(الجهاد) و(الجماعة الإسلامية) وغيرها من المجموعات، بتنفيذ عمليات عسكرية محدودة من الجنوب باتجاه إسرائيل، لتوجيه رسائل معينة في حينه، ولكن، لأن (حزب الله) لا يريد التصعيد، ولرغبته في حصر ما يقوم به جنوباً بإطار المساعدة الرمزية، أوقف أي عمليات أخرى تحصل من الجنوب، وأبقى على بعض العمليات والعناصر لحركة (أمل)، للقول إن الطائفة الشيعية متماسكة وقت الجد. لكن الأمور انقلبت عليه، وعلق في المصيدة الإسرائيلية، وهو حالياً في ورطة بمواجهة مع إسرائيل، أعتقد أنها ستبقى رمزية».

وزير الدفاع الإسرائيلي: لا نريد الحرب لكن نستطيع مهاجمة «حزب الله» في أي مكان

القدس: «الشرق الأوسط».. نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم الخميس، عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله إن قواته تستطيع مهاجمة «حزب الله»؛ ليس فقط على مسافة 20 كيلومتراً من الحدود، بل على مسافة 50 كيلومتراً وفي بيروت وفي أي مكان، لكن إسرائيل لا ترغب في الحرب، وحذَّر من أن «طائرات سلاح الجو التي تُحلّق حالياً في سماء لبنان تحمل قنابل أثقل لأهداف أبعد». ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، قال غالانت إن الجيش الإسرائيلي كثَّف هجماته ضد «حزب الله»، بعد قتال عنيف في الشمال. وأضاف، خلال اجتماع مع لجنة «الاستعداد للطوارئ»، أن «حزب الله» تقدَّم نصف خطوة، بينما تقدمت إسرائيل خطوة كاملة في ردّها على الجماعة «لكنها خطوة واحدة من أصل عشر». وقال الوزير أمام عدد من الوزراء ومسئولي الدفاع: «صعَّدنا هجماتنا على حزب الله في لبنان بمستوى واحد من عشرة مستويات... لا نريد الدخول في حرب مع حزب الله، ومهتمون بالتوصل إلى اتفاق يسمح بالعودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم، لكن إذا لم يكن هناك خيار آخر فسوف نعمل على عودة سكان الشمال وتهيئة الظروف الأمنية المناسبة لهم».



السابق

أخبار وتقارير..غالانت: يمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم ببيروت وأي مكان آخر..إسرائيل: قتلنا قيادياً بحزب الله في غارة دقيقة جنوب لبنان..مصر تكرر: لم نقم منطقة عازلة في سيناء لاستقبال نازحي غزة..حماس: أي اتفاق يجب أن يضمن هدنة وانسحاب إسرائيل من غزة..خلافا لقرارات عواصم غربية..دولة أوروبية تعلن عن تمويل إضافي للأونروا..أستراليا وكندا ونيوزيلندا تدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة..وزير المالية الفلسطيني يحذر من "انهيار مؤسسات السلطة" في الضفة الغربية..أميركا: نفّذنا 4 ضربات على أهداف حوثية جهّزت لضرب البحر الأحمر..واشنطن تصادر شحنة أسلحة إيرانية كانت بطريقها للحوثيين..ألمانيا تناقش إنشاء مظلة نووية أوروبية على وقع المخاوف من إعادة انتخاب ترمب..الجيش الباكستاني أحبط مخططات «داعش» لتعطيل الانتخابات.. البنتاغون يكشف عن السلاح الذي استهدف القيادي بـ«كتائب حزب الله» في العراق..بوتين: نأسف لأننا لم نتحرك عسكرياً بشكل مبكر..والغرب خدعنا..بايدن «الرئيس الأفضل» بالنسبة لنا..وبلينكن «رجل روسيا»..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..واشنطن تجهز خطة مدعومة عربياً لإقامة دولة فلسطينية..ووزراء إسرائيليون يرفضون ويهددون بتمزيق «اتفاق أوسلو»..مساعٍ للتوصل لوقف إطلاق نار قبل حلول شهر رمضان..واليمين الإسرائيلي عازم على إحباطها..وقف النار 3 أشهر ومغادرة قادة حماس..مصادر تكشف تفاصيل صفقة مرفوضة..بعد التوتر بينهما..بايدن يبحث مع نتنياهو صفقة التبادل..لولا دا سيلفا: إسرائيل تقتل النساء والأطفال بحجة قتال «حماس»..سوناك لنتنياهو: التفاوض على هدنة إنسانية في غزة هو «أولوية فورية»..عائلات الأسرى تتهم نتنياهو بشن حرب ثانية عليهم..نتنياهو: إسرائيل لن نرضخ لأي ضغوط للقبول بدولة فلسطينية..العقوبات الأوروبية الأميركية على المستوطنين تستهدف صد هجمة استيطان خطيرة..القاهرة تنفي إقامة معسكرات للنازحين في سيناء..العاهل الأردني والرئيس الفرنسي يبحثان حرب غزة..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,652,873

عدد الزوار: 7,037,340

المتواجدون الآن: 64