واجباتنا ومسؤولياتنا في مواجهة أشكال الحرب الخاصة والنفسية..



واجباتنا ومسؤولياتنا في مواجهة أشكال الحرب الخاصة والنفسية..
أكاديمية عبد الله أوجلان لعلم الاجتماع في شمال وشرق سوريا..
على مر التاريخ، لم تجري الحروب كلها بالأسلحة التقليدية فقط، بل كان الحافز إلى النصر يلعب الدور المحوري في ذلك؛ ولهذا السبب جُرِّبتْ كل السبل والأدوات لأجل كسر أو إضعاف دافع القتال لدى الخصم وتحقيق النصر في ذهنه...فتحقيق النصر دون قتال يتطلب قيادة حربية خبيرة، ونعلم جيداً كيف أن جيوشاً ضخمةً هُزِمَتْ نتيجة الرُعب الذي خلقه ونشره الخصم، وقد حقق تنظيم داعش الإرهابي تقدماً سريعاً في معاركه بأسلوبٍ مماثل...! وحينما شرعت المقاومة العسكرية والاجتماعية في روج آفا بشكلٍ فاعل ومنظم في كسر هذا التصور، أصبحت جميع القوى في حالةٍ تُمكِّنها من القتال ضد داعش.
إن الحرب النفسية هي إحدى أشكال الحروب التي تستهدف العواطف والروح والنفس البشرية، وبالرغم من أنها تجري على قدمٍ وساق في كلِ ثانيةٍ تمرٌ طوال الساعات الأربع والعشرين من اليوم، بينما السلاح التقليدي المستخدم في الحروب لا يشكل فارقاً سوى بنسبة 20% في ميزان المعارك، إلا أنه في الغالب ما يتم الاستخفاف بمثل هذه الحرب؛ ففي المعارك المسلحة، يتم قضاء جزء كبير من الوقت في الإعداد للمعركة والتمركز والاستراحة على خلاف الحرب النفسية التي تكون مستمرة على مدار 24 ساعة من اليوم، وتكون كل ثانيةٍ أو لحظة بمثابة هجمة عنيفة في الحرب النفسية؛ ولذلك يكون الشعب والمقاتلين أمام مسؤوليات وواجبات تنظيمية صعبة.
ولِما للحرب النفسيةِ من آثارٍ مُنهِكة ومُشتتة ومُدمرة، يُصبح الانتظام والتنظيم والدعاية والتحريض في غاية الأهمية، وهنا تتضاعف مسؤوليات وواجبات دُعاة الحريةِ الذين يؤمنون بقضية شعبهم وقيمه وأهدافه المشتركة ووحدته الفكرية والروحية.
إن أشكال الحرب النفسية لا تهدف إلى قتل الناس...! بمعنى أنها لا تستهدف القتل الجسدي للبشر، بل تستهدف روحهم، أي تهدف إلى قتلهم روحياً ومعنوياً؛ ولذلك فإن الحرب النفسية تهدف إلى السيطرة على العقول من خلال بث الرعب في النفوس لأجل توجيه المجتمعات وتضليلها وتسخير سلوك الفرد والمجتمع لخدمتها...ولهذا السبب، تم تطوير الحرب النفسية لتكون أكثر أشكال الحرب سُمّية وخبثاً وقذارة؛ لِذا يستوجب الأمر اتخاذ تدابير وإجراءات استثنائية مانعة ضد شكل الحرب هذه.
غالبًا ما تعتمد الحرب النفسية على خطاباتٍ كاذبة لا أساس لها من الصحة، وبيان شيء غير موجود كما لو كان موجوداً بالفعل، وخلق تصور حقانية الباطل رغم بُطلانه وإظهار الضعيف على أنه قويٌ للغاية رغم ضعفه والجبانُ شجاعاً رغم جٌبنِهِ؛ باختصار، تستند الحرب النفسية على خلق الإدراك والتصور عبر تشويه الوعي وتضليله من خلال المعلومات الكاذبة، ولذلك تستهدف الحرب النفسية أوهن نقاط ضعف المجتمع والفرد؛ في حين أنه لطالما كان النصر حليفة المجتمعات المنظمة المستعدة للمقاومة في وجه هذه الحرب؛ أما في المجتمعات ذات التنظيم الضعيف والغير مُعدَّة، حققت الحرب النفسية نتائجها، وبالأساس كل اشكال الذعر والخوف التي تنشأ وتتطور في المجتمعات جراء هجمات الحرب النفسية، هي نتيجة نقص الإعداد والتنظيم، وهذا يعني أن عدم التنظيم والاستعداد لمواجهة كل أشكال الحروب، من شأنه التسبب بانتشار الذعر والتشتت الناتج عن دعايات الحرب النفسية. وإذا لاحظتم كيف أن الهجوم الذي شنته الجماعات المسلحة من إدلب إلى حلب ومنها إلى دمشق، لم يكن في حقيقته هجوماً عسكرياً...! قبل ذلك كان الجيش السوري مشتتاً لا يمكنه الصمود نتيجة هجمات الحرب النفسية؛ ولَأن الجيش السوري لم يكن منظماً ومستعداً لمواجهة هذا الشكل من الحروب، تعرض لاضطراب شديد أدى إلى الهزيمة والانهيار، وبالطبع فإن عدم وجود مُثُل ومبادئ مشتركة بين النظام السوري وجيشه كان السبب الرئيسي والأساسي لهذا الانهيار.
كما إن تطور وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرقمي، تلعب دوراً حاسماً في الحروب ليس فقط على الصعيد المادي والجسدي، بل كذلك على الصعيد النفسي والإدراكي، فاستراتيجية تحقيق النصر دون قتال تتضمن القدرة على توجيه الحوافز والدوافع الأساسية، للتأثير على الجماهير والأطراف المتحاربة بأساليب متعددة مثل خلق التصور والإدراك والخِداع والتضليل والتلاعب النفسي.
وتستخدم هذه المرحلة كأداة الفوز بالحرب قبل أن تبدأ، من خلال التأثير ليس فقط على الجيوش، بل أيضاً على أذهان كل شرائح المجتمع، فالمعلومات المضللة في وسائل الإعلام تتلاعب بالرأي العام من خلال تشويه الحقائق أو بناء واقع جديد وإضعاف الروح المعنوية والتحفيزية لدى الطرف المعادي، كما يمكن للجانب الإدراكي الذي تشكل بتقنيات الدعاية في هذه المرحلة أن تكون أكثر فاعلية من المواجهة البشرية في الحرب.
هذه الحالة توضح لنا بوضوح أن تحقيق النصر في الحروب لا يكون فقط بالقوة البدنية، بل أيضاً عبر إدارة المعلومات والإدراك...وباستخدام الوسائل والأدوات التي يوفرها العصر الرقمي، أصبح من السهل كثيراً تحقيق أهداف مثل تشكيل التصور الجمعي وإحباط معنويات الخصم وكسب دعم وتأييد الراي العام العالمي، ولذلك لم يعد يتحقق النصر في الحروب على أرض الميدان فقط، بل في العقول والأذهان بالدرجة الأولى، وقد تجاوز هذا الوجه الجديد للحروب كل التعريفات الكلاسيكية للحروب وبات أحد أحجار الأساس في الاستراتيجيات الحديثة.
إن الضرورة تستوجب تصعيد نضالٍ فعال ومؤثر في مواجهة سياسات تركيا العدائية تجاه الكرد، بتنسيق كامل مع تنفيذ استراتيجية من شأنها إحباط كل حُجج وذرائع العدو؛ فالإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، تُعدُّ نموذجاً جديداً للإدارة والعيش المشترك، يتشارك فيها الكرد والعرب والسريان الآشوريين وغيرهم الكثير من المجموعات الإثنية والدينية، ومن المهم إظهار هذا الواقع وتعريف العالم به وكشف الخطط السرية الخبيثة للدولة التركية في المنطقة وإظهارها للعلن.
إذا لاحظنا كيف صوروا تسليم المجتمع السوري الغني والمتنوع ونظامه إلى عصابات الإخوان والجماعات الجهادية من أمثال داعش وأخواتها، على أنها "ثورة" وخلقوا تصورات موازية لها؛ فإن هذه العقلية التي تم إنشاؤها هي بالكامل عقلية وتصور الحرب الخاصة والحرب النفسية وليس لها أية علاقة بالحقائق أو الحقيقة...! فقد نشأت مرحلةٌ مٌظلمة إلى ما هو أبعد من العصور الوسطى؛ إن هذه القطعان القتلة تمثل العقلية المعادية للإنسان والمجتمع والثقافة والأخلاق والنساء والإيمان والحرية والمساواة والتنوير؛ ولكن من خلال الدعاية المكثفة للحرب النفسية والخاصة، خلقوا أجواءً وإدراكاً وعقليةً كما لو أنهم "سفراء السلام" الذين نزلوا من السماء إلى هذه البلاد...! لذا، فإن الحرب النفسية تسعى إلى السيطرة على العقول عبر خلق تشويه للوعي أولاً، ومن ثم تطبيق المكياج على وجوه الوحوش الشبيهة بالبشر وجعلهم يرتدون هنداماً بشرياً، ليظهروا في نهاية الأمر مخلوقات لطيفة...!
في العام 2004م، انطلقت الشرارة الأولى للثورة بقيادة الكرد في مركزها قامشلو؛ فإذا أردنا الحديث عن المرحلة الثورية الحقيقية على هذه الأراضي، فمن الضروري الكشف عن بدايتها بدقة، ومع استمرار شرارة الثورة هذه، اشعلت معها ناراً ثورية جديدة في سوريا، ومنذ بداية الثورة التي انطلقت في العام 2011م في سوريا، تمكنت شعوب ومكونات المنطقة بـ كردها وعربها وأرمنها وسريانها وتركمانها من طرد النظام البعثي من روج آفا وتطهير هذه المنطقة من تنظيم جبهة النصرة وداعش والمرتزقة الإرهابيين المدعومين من تركيا من خلال حربٍ ثورية، والتوصل إلى عقدٍ اجتماعي مستقبلي مشترك قائم على المساواة والحرية والعدالة بين جميع شعوب منطقة شمال وشرق سوريا وضمان حرية الهوية والمعتقد والثقافة والمرأة وأسلوب العيش القائم على الحياة الحرة والتأمين على حياة كل فرد وممتلكاته ووجوده الحر، وبذلك استنشق أهالي شمال شرقي سوريا هواء الحرية إلى ما لا نهاية، وبفضل عملية الوعي الديمقراطي والبيئة الثقافية، أدار هذا الشعب نفسه بنفسه على مدار 13 عاماً، والآن يتم السعي إلى تسليم سوريا للعقول المُظلمة والأيادي السوداء...! إنه وضع جديد وخطير للغاية، ولكن دعونا نُنزل الأشرعة، فنار الثورة سوف تعرف كيف تحول هذه المرحلة لصالح الشعب... وبعيداً عن التشاؤم، فإن شمال وشرق سوريا في هذه المرحلة أمام واجبات ومسؤوليات أكبر مما كان عليه بالأمس، ألا وهي نشر الديمقراطية وثقافة الحياة الحرة والتنوير على كامل الأراضي السورية وإنقاذ الشعب السوري من عقلية العصابات هذه، وبينما تنشغل عصابات الظلام هذه بسرقة الثورة، يتوجب على شعوب شمال وشرق سوريا نشر هذه الثورة وتنويرها في كل أنحاء سوريا، وهكذا يتضح أن واجباتنا ومسؤولياتنا تجاه الشعب السوري قد تضاعفت، وعلينا أن نقيِّمها على أنها فرصة سانحة لنا...وعلى هذا الأساس فإن جميع مكونات شمال وشرق سوريا على مختلف مشاربهم الإثنية والدينية من العرب والأرمن والآشوريين والشركس والدروز والعلويين والتركمان وغيرهم من المعتقدات والثقافات المتنوعة وفي مقدمتهم الكرد وكذلك النساء أمام مسؤولية التوحد حول ذهنية الثقافة الديمقراطية المشتركة ونشرها في عموم سوريا وتأسيس حديقة الديمقراطية.
وللعلم أن دحض الخوف والتشاؤم واليأس الذي ينشأ جراء الأكاذيب والخُدع وتشوهات الوعي التي تخلقها الحرب النفسية، ممكنٌ بالفعل عبر التسلح بالمعلومات الدقيقة والحجج المبررة والأدوات المقنعة؛ فأكثر ما يخيف الكذب هي الحقيقة.؛ ولهذا السبب يمكن إحباط وهزيمة هذه الخطابات النفسية عبر تنوير المجتمع وتعزيز تنظيمه، فالحرب النفسية التي طورها العدو هي شكل الحرب القائمة كلياً على التشويه والأكاذيب.
ما يجري الآن هي محاولة سرقة الثورة وتدميرها على يد عصابات النصرة وداعش والجيش الوطني السوري والتي ما هي إلا براءة اختراع الفاشية التركية، هذه حقيقة الأمر، إن الأحداث الأخيرة ليست "ثورة" بل هي ثورة مضادة، لأن الهدف لم يكن نظام البعث، فقد هرب نظام البعث وكان من المفترض أن تحدث المرحلة الحالية في عام 2012م وأن يتم التخلص من النظام القائم؛ ولكن الهدف الحقيقي للدولة التركية كان القضاء على الثورة في شمال وشرق سوريا؛ ولو تم استهداف دمشق في المرحلة التي بدأت عام 2012م، لما سحبت الدولة التركية تلك المجموعات من ريف دمشق وحلب، والقيام بتوجيهها صوب عفرين وكوباني وجرابلس والباب والشهباء ومنبج؛ ولو أمعنّا النظر في يوم سقوط دمشق، وبينما الجميع يحتفلون، هاجمت المرتزقة المدعومين من تركيا منبج؛ وقبل فترة قصيرة كانوا يخاطبون رأس النظام السوري بمقولة "أخي الأسد"، فقد الدافع الأساسي لهذا التآخي هو تحويل وجهة الأسد صوب مناطق شمال وشرق سوريا وإتمام القضاء على هذا النموذج، والآن يسعون إلى فعل ذلك بنفس الطريقة من خلال هيئة تحرير الشام، والهدف الأساسي والوحيد للدولة التركية ومرتزقتها هو القضاء على الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا؛ فالدولة التركية تعمل جاهدة على تسخير هذه مجموعات المرتزقة هذه لخدمة أجنداتها الخاصة وتنفيذ مخططاتها، ولذلك أرادوا تطوير أساليب الفتنة والاستفزاز بهدف وضع الشعب العربي في خدمة ذلك؛ إنها تعمل ليل نهار ولا تدخر جهداً في محاولة تسميم العقول من خلال خلق تصورات بأخبار مُضللة، إننا في مواجهة حقيقة عدوٍ مثل هذا، لذلك، لا ينبغي لأي مواطن أن يقع في شرك الأكاذيب والشقاق والتشاؤم الناجم عن أساليب وأدوات الحرب الخاصة، فكل مواطن يحمل في يديه وقلبه وسائل الحياة الحرة الصالحة القوية المقنعة، والأهم هو إمكانية تنظيمها والدفاع عنها.
من الأهمية في هذه المرحلة أن تُبدي جميع المكونات الاجتماعية رد فعل مشترك وأن يكون لها صدىً دولياً، وسيكون الكشف عن العلاقات القذرة الكامنة وراء سياسات الدولة التركية المناهضة للكرد، خطوة مهمة في هذا الصراع، ولذلك يجب استخدام وسائل الإعلام والمنصات الرقمية بشكل خاص كميدانٍ استراتيجي لإيصال هذه الرسائل إلى شرائح واسعة من الجماهير.
يجب على كل مواطن أن يتصرف بهذا الوعي ويوصل صوته إلى العالم وأن يتخذ موقفاً ثابتاً ضد الدعاية التي يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فإظهار التناقض بين أقوال الدولة التركية وأفعالها والتأكيد على البنية الديمقراطية للإدارة الذاتية والتضامن بين الأهالي، من شأنه أن يرفع معنويات النضال ويزيد الدعم الدولي؛ وفي هذا السياق، فإن العمل الفردي والجماعي سيكون رداً قوياً ورادعاً لسياسات الخداع والتضليل التي تنتهجها الدولة التركية.
ليس لدى الدولة التركية والجماعات الجهادية التي تدعمها أي مستقبل تقدمه لسوريا والمنطقة، فوجودهم في سوريا لن يأتي بشيء سوى الفوضى والدمار، ولا شك أن هذا الوضع سيكون كارثة كبيرة ليس فقط على الشعب السوري، بل على الإنسانية في الشرق الأوسط والعالم أجمعه، ومن يفرحون اليوم سيبكون غداً ومن يسيئون فهم الأحداث ويشيدون بما يجري، سوف يثورون غداً ضد هذه العقلية المظلمة، هذه هي الحقيقة، ومن الواضح تماماً أن تركيا تريد مواصلة استراتيجيتها التدميرية التي نفذتها في السابق عبر داعش، والآن من خلال فلول داعش المعروفة الآن باسم هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري؛ لذلك، إن رؤية هذا الخطر وإقناع الذات بحقيقة ما يجري وشرحه بشكل صحيح للرأي العام العالمي، أمرٌ بالغ الأهمية لضمان السلام الإقليمي.
وبينما تكافح سوريا لأجل التخلص من الدكتاتورية، فإنها تواجه خطر النموذج الدكتاتوري لعشرات التنظيمات الجهادية، الكبيرة منها والصغيرة... لقد سقط وانهار الدكتاتور البعثي، ولا بد أن تحل مكانه إدارة اجتماعية ديمقراطية تعددية، والشعب السوري استحق ذلك، ولا يمكن أن نسمح بسرقة ثورة الشعب؛ وفي هذه المرحلة، لا بد من الإعلان والتوضيح على أن الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا هي البديل المثالي والواقعي الذي يجمع الناس جميعاً ويُمكِّنهم من العيش المشترك في جوٍ ديمقراطي؛ وليعلم الجميع أن حكم مجتمع متعدد الأعراق والديانات مثل سوريا بعقلية جهادية يعني إثارة الفوضى وتعميقها في المنطقة على المدى الطويل.
علينا أن نوضح ونبين لمجتمعنا والإنسانية جمعاء أن الدولة التركية ضمت سوريا، واتخذت من هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري واجهةً لها، وأعادت صياغة ذهنية داعش التي هُزمت بدعم القوى الدولية والرأي العام العالمي، وزَجِّها إلى الميدان مجدداً.
ومما لا شك فيه أن كل هذا يجب أن يتم بحماس لحماية القيم التي خلقها شعبنا وبناء وطنٍ أفضل للعيش فيه، ومن الضروري هنا أن نعتنق بكل إخلاص قيم الحرية التي خُلقت.
ونتيجة لذلك فإن الواجب الأساسي على كل شاب وامرأة ورجل وكل مواطن يدعي أنه إنسان، يواجه مسؤولية استخدام وسائل الإعلام الرقمية بشكل فعال لإحباط هذه اللعبة ونشر وعي وثقافة الحرية، وهذا العمل غير مكلف ولا يشكل أي عبئ إضافي؛ علاوة على ذلك، يستخدم الجميع هذه الأدوات والوسائل وكل ما يجب القيام به هو الارتقاء بهذا المجال إلى مستوى منظم؛ في هذه المرحلة، يُقدم العدو ومرتزقته على استخدام كل الهواتف التي في أيديهم كسلاح وذخيرة، إنهم يستخدمون الوسائط الرقمية والإنترنت بلا رحمة ضد القيم الأساسية لشعبنا.
في مواجهة واقع العدو الذي يستخدم التكنولوجيا الرقمية لتقويض قيم الشعوب، من أهم واجباتنا اليوم هو استخدام أدوات الهاتف والاتصالات التي يملكها كل شخص في المنزل ضد العدو على الأساس الصحيح. فاليوم، إحدى أعظم أدوات الحرب هي الهواتف والاتصالات، فكل كلمة يتم كتابتها ونشرها في مواجهة الهجمات المعادية، هي بمثابة رصاصة في صدر العدو، ولها قيمة كافية لردع العدو عن تحقيق أهدافه، وربما لدى أولئك الذين قلوبهم مليئة بشغف الحرية ولكنهم بعيدون عن ساحة روج آفا، وسائل تواصل واتصال هي أكثر فاعلية وتأثيراً من الأسلحة نفسها، يمكنهم مقارعة ومحاربة العدو من بيوتهم ومنازلهم وشوارعهم وأماكن عملهم؛ الآن هو الوقت الأنسب لاستخدامها بفعالية وعلى أوسع نطاق؛ لذلك، لا بد من دعوة الجميع إلى إداء الواجب وإنشاء مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي و وضع كافة أدوات التواصل الأخرى في خدمة ذلك واستخدامها على نطاق واسع.