أخبار لبنان..إشارات إيجابية قبل لقاء عين التينة..والحكومة قبل نهاية الأسبوع المقبل..ماكرون ينسق زيارته مع ولي العهد السعودي.. وغوتيريش يترأس إجتماع لجنة وقف النار..الرئيس الفرنسي في بيروت اليوم ورسالته لـ «حزب الله»: عودوا إلى السياسة وتخلّوا عن السلاح..قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت يوجه تهماً لـ 10 أشخاص..الرئيس اللبناني: لدينا فرص كثيرة يجب عدم إدخالها بـ «زواريب طائفية»..الجيش فكك عشرات المواقع التابعة لـ «حزب الله» جنوب «الليطاني»..

تاريخ الإضافة الجمعة 17 كانون الثاني 2025 - 4:15 ص    عدد الزيارات 244    التعليقات 0    القسم محلية

        


إشارات إيجابية قبل لقاء عين التينة.. والحكومة قبل نهاية الأسبوع المقبل..

ماكرون ينسق زيارته مع ولي العهد السعودي.. وغوتيريش يترأس إجتماع لجنة وقف النار

اللواء....على خطوط ثلاثة تتحرك عملية إعادة بناء الدولة، ووضع البلد على سكة التعافي والاصلاح وإخراج المحتل الاسرائيلي من الجنوب:

1 - الاول يتعلق باستكمال المساعي لمعالجة، ما استجد من جانب الطرف الشيعي لجهة الاعتراض على ما أسماه انقلاباً في التكليف بتأليف الحكومة.

وهذا الموضوع من المتوقع التفاهم على طي صفحته بعد الاجتماع بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام في عين التينة ظهر اليوم، بعد انتهاء المشاورات غير الملزمة التي جرت في اليومين الماضيين، وبمقاطعة من كتلتي «الثنائي الشيعي»: كتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة. وحسب ما وصل الى «الثنائي» فإن الجهات العربية ذات التأثير، ابلغت من يعنيه الامر ان لا استهداف من اي جهة للشيعة في لبنان.. مبدية حرصاً على المشاركة في الحكومة ضمن التفاهمات السابقة، وهذا ما اكده الرئيسان عون وسلام، وبالتالي استنادا الى مصادر مطلعة فإن الرسائل حملت مؤشرات ايجابية للتعاون المقبل. لا تريد المصادر التعليق على ما يُحكى عن شكل الحكومة وآلية عملها وتوزيع الوزارات على اعتبار ان هذا الملف قد حسم قبل انتخاب عون، بانتظار سماع ما سيقدمه الرئيس المكلف، ولكن للتذكير فقط فان هناك نقاطا أساسية وخطوطا حمراء لا يمكن النقاش فيها وسبق ان تم التوافق عليها ومنها وزارة المالية والبيان الوزاري وآلية تطبيق القرار ١٧٠١ واتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الاعمار. وكشف مصدر واسع الاطلاع لـ «اللواء|» ان التشكيلة الحكومة سترى النور قبل نهاية الاسبوع المقبل بين (23 و24 ك2 الجاري). وكان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام أنهى الاستشارات النيابية غير الملزمة، ولم يشارك النائب حيدر ناصر في الاستشارات النيابية، إذ تغيب عن موعده المحدد بعد الظهر مع الرئيس المكلف نواف سلام. كما لم يشارك النائب بلال الحشيمي قبل الظهر. ويلتقي سلام اليوم، الرئيس نبيه بري لوضعه في نتائج الاستشارات ومناقشة الامور العالقة، وسط معلومات انه في ضوء نتائج اللقاء يتقرر موقف الثنائي، وأن بري لن يتطرق الى موضوع توزيع الحقائب بل الى مواضيع وطنية واستراتيجية اساسية وحول كيفية ادارة الدولة ودور الثنائي فيها وسبل معالجة الملفات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية العالقة اضافة الى موضوع الجنوب وإلزام العدو الاسرئيلي تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار و تنفيذ القرار 1701.

توضيح الحزب

من جهته، اعلن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض في حفل تأبيني لمجموعة من شهداء بلدة الخيام، أقيم في مجمع المجتبى (ع) - بيروت، مما جاء فيها: منعاً للتشويش والإلتباس المقصود، الذي يتعرّض له موقف الثنائي حزب الله - أمل في هذه المرحلة، تجاه الإستحقاقات كافة، وعلى الأخص ما يتصل بتكليف رئاسة الحكومة وتشكيلها. وتُصِرُّ قوى عديدة في مواقفها، على تقديم نفسها كقوى حريصة على بناء الدولة والولوج إلى مرحلة جديدة، وتصوير الثنائي وكأنه ضد بناء الدولة ويرفض إدخال البلاد في مرحلة جديدة عنوانها التعافي والإستقرار وانتظام الحياة السياسية. اضاف:إن موقف الثنائي في مشاورات التكليف الملزمة والتأليف غير الملزمة، يتصل حصراً بمسار توافقي جرى التفاهم على قواعده العامة وخطواته الأساسية، وينطلق من إنتخاب العماد جوزيف عون رئيساً ومروراً بالحكومة وما بعدها، وبالتالي فإن الخروج السهل عن هذا المسار، والتملص المفاجئ من هذه التفاهمات، دون أي إكتراث وبكثير من الإستهانة، إنما يُناقض كل ما يُعلن من مواقف وتطمينات إيجابية، ويترجم أفعالاً تقوم على منطق الغالب والمغلوب، وتغيّر التوازنات والتعاطي مع المكوِّن الشيعي وكأنه في حالة هزيمة. وهذا ما لا يمكن أن نرضى به أو نستسلم له، بل سنرفضه ونواجهه، ولن نسمح بتحوله إلى أمرٍ واقع بأي حال من الأحوال، إن الموضوع لا يتصل حصراً بشخص رئيس الحكومة المكلّف، الذي نعرف تاريخه العروبي جيداً وتأييده للقضية الفلسطينية وعداءه للكيان الصهيوني. والذي نثمن دوره الإستثنائي في محاكمة نتنياهو وقادة العدو الآخرين في المحكمة الدولية في لاهاي. ونقول بكل صراحة، إن ما يجري يضع البلد عند مفترق، كي لا يتهدد مسار الإصلاح والإستقرار بسوء الحسابات والنوايا. واوضح: إن القاعدة الذهبية التي يجب أن لا تغيب عن بال أحد، هي أن التوافق والتفاهم والحوار والتعاون، الركيزة التي تقوم عليها المرحلة الجديدة في نهوض الدولة وبناء مؤسساتها وصون سيادتها وبسط سلطتها. وقال النائب علي حسن خليل ان الطائفة الشيعية ليست مهزومة ولا تريد اقصاء احد وترفض ان يقصيها أحد.

2 - والخط الثاني، يتعلق باستنفار الضغوطات الدولية والعربية والاقليمية الضامنتين لوقف النار: الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا. وفي الاطار، وصل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الى بيروت مساء امس، واستقبله في مطار رفيق الحريري الدولي وزير الخارجية والمغتربين عبدلله بوحبيب، وكان يرافق غوتيريش مندوب لبنان الدائم بالامم المتحدة هادي الهاشم. وعلى جدول اعمال غوتيريش ترؤس اجتماع لجنة مراقبة وقف اطلاق النار في الناقورة، قبل ايام معدودة من انتهاء مهلة الشهرين، حيث من المتوقع حسب الاتفاق ان تنهي اسرائيل انسحابها من القطاعين الاوسط والشرقي بعد الانسحاب من القطاع الغربي.

3 - والخط الثالث، يتعلق بالزيارات التي يقوم بها الرؤساء الاجانب والموفد العربي لتهنئة لبنان في انتخاب الرئيس وتكليف رئيس حكومة جديد.. واليوم، يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث سيلتقي الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام ونجيب ميقاتي. وتهدف زيارة ماكرون الى توجيه رسالة دعم للبنان ورئيس الجمهورية، وبذل ما لديه من صداقة مع الاطراف لانهاء الاشكال السياسي في البلاد، من ضمن انخراط فرنسا في الجهود التي اوصلت الى انتخاب الرئيس وانهاء المأزق السياسي في البلاد، ودعم اخراج الجيش الاسرائيلي من الجنوب. وقبل وصوله الى بيروت، اجرى ماكرون اتصالا هاتفيا مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، من زاوية دعم «الطرفين الكامل» لتشكيل حكومة قوية وقادرة على جمع تنوع الشعب اللبناني وضمان احترام وقف اطلاق النار واجراء الاصلاحات الضرورية من أجل ازدهار لبنان واستقراره وسيادته حسب بيان الاليزيه. ومن المتوقع ان يزور وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان لبنان، في اطار التأكيد على الدعم السعودي للبنان في هذه المرحلة.

الصفدي في بيروت

وفي اطار الاحتضان العربي، سجلت امس زيارة وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي، والذي التقى الرئيس عون، ونقل اليه دعوة من الملك عبدا لله الثاني لزيارة الاردن. كما زار الصفدي عين التينة والتقى الرئيس بري، وكذلك الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس المكلف. وتلقى الرئيس عون دعوة لزيارة قطر نقلها اليه السفير القطري في بيروت الشيخ مسعود بن عبد الرحمن آل ثاني، موجهة من امير قطر الشيخ تميم بن حمد.

منصوري والودائع والاحتياط

مالياً، استقبل الرئيس عون ايضا حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري الذي أعلن أن الأوضاع النقدية إلى تحسن والاحتياطي بالعملات الأجنبية ازداد منذ انتخاب رئيس الجمهورية.وأكد أن سياسة مصرف لبنان هي الحفاظ على سعر الليرة اللبنانية وعدم التدخّل بالسوق. ولفت إلى أن لدينا معلومات عن رغبة خارجية كبيرة بالتواصل مع لبنان مشيرًا إلى أن الوضع الاقتصادي سيتحسّن مع دخول الدولار إلى البلد.وأوضح أن المصرف المركزي اكتفى منذ الأول من آب ببيع الليرة من خلال القطاع المصرفي حصراً والاستقرار النقدي مرتبط بضبط الكتلة النقدية بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية. وعن استعداده لتولّي حقيبة «المالية» قال: «لا أتحضّر لأي منصب آخر، إنما لاستكمال مهمتي في موقعي وأؤكد ضرورة تعيين حاكم أصيل لمصرف لبنان».وعن أموال المودعين قال منصوري: «لن أتكلم عن أموال المودعين طالما لم أصل الى نتيجة لأنني أخجل أن أقول لهم شيئًا، ولكن العمل بالمصرف المركزي لم يتوقف وأصبحنا قريبين من إيجاد حلّ لهذه المسألة».

البيطار يدَّعي مجدداً

قضائياً، حددّ المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار جلسات تحقيق استدعى اليها مدعى عليهم في الملف لاستجوابهم تبدأ في شباط وتنتهي في نيسان..وعُلم ان المستدعين هم مدعى عليهم سابقا من موظفين .كما يستجوب في شهر آذار دفعة اخرى من المدعى عليهم قد تتضمن امنيين على ان تنتهي جلسات التحقيق في نيسان بإستجواب سياسيين. كما ادعى البيطار أمس على 10 موظفين وامنيين وعسكريين عملوا في المرفأ على ان يُستجوبوا ابتداء من 7 شباط المقبل حتى طيلة الشهر المذكور. وكشفت مصادر ان البيطار سيتريث في اتخاذ اي اجراءات قانونية بحق الذين سيستدعيهم الى التحقيق في حال عدم مثولهم امامه انطلاقا من عدم تعاون النيابة العامة التمييزية مع قراراته التي سيتخذها، وبالتالي اي اجراء صادر عنه لا قيمة قانونية له. ولفتت الى ان «إجراء البيطار كان مقرراً منذ 18 أيلول وتم تأجيله بسبب العدوان الإسرائيلي وهو غير مرتبط بالتحولات السياسية». ومن المدعى عليهم، حمد احمد قصابية موظف في المرفأ ومروان كعكي من المرفأ واسعد الطفيلي وغراسيا القزي، ومن الجمارك ريمون خوري والعميد عادل فرنسيس والعميد في الامن العام نجم الاحمدية والعميد المتقاعد منح صوايا من الامن العام والعميد محمد حسن مقلد ومن الجيش العميد مروان عيد وادمون فاضل مدير المخابرات السابق وربيع سرور امين عام سابق في الجمارك. على مسار آخر، يستعد تيار «المستقبل» لاحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وسيلقي «الرئيس سعد الحريري كلمة في المهرجان الشعبي يوم الرابع عشر من شباط في ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في ساحة الشهداء، خلافاً للسنوات الماضية». ورفضت مصادر مطلعة، بحسب ما نقلت قناة تيار «المستقبل» «الإفصاح عن مضمون الكلمة، وقالت إنّ فحواها يعود للرئيس الحريري وحده»، متوقعة ان لا يبدأ الحريري بوضع خطوطها العريضة إلاّ قبل ايام قليلة من احياء الذكرى. يشار أن تيار «المستقبل» بدأ التحضيرات اللوجستية والعملية في مختلف المناطق تحت عنوان»#بالعشرين_عساحتنا_راجعين».

الجنوب: توغل وهدم وحرق منازل

تابع العدو الإسرائيلي عملية نسف القرى الجنوبية على الحدود مع فلسطين المحتلة، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني من العام 2024،ولا من يحاسب او يراجع. ونفذ العدو الاسرائيلي 3 عمليات نسف في بلدة عيتا الشعب منذ صباح امس. وفخخت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً مجاوراً لمركز الجيش اللبناني في القوزح، في جنوب لبنان. وتوغلت قوة للاحتلال إلى بلدة الطيبة، وشرعت جرافة في أعمال تجريف في أحياء البلدة، إلى جانب سماع أصوات انفجارات وإطلاق نار بين الأحياء السكنية.ونفذت قوات الإحتلال تفجيرات في عدد من المنازل في أطراف الطيبة الشمالية بالتزامن مع إشعال النار في منازل أخرى وفي الآليات المتوقفة. كما توغلت قوة للاحتلال عند الأطراف الشمالية لبلدة مارون الراس، واعتدت بالرصاص والقنابل اليدوية على عدد من المنازل.وعمدت إلى تفجير بوابة احداها.وتمشيط بالاسلحة الرشاشة من بلدة مارون الراس باتجاه مدينة بنت جبيل. وتوغلت دورية معادية ايضا نحو أطراف حولا الغربية، باتجاه وادي السلوقي. وليلاً، أقدم الاحتلال الاسرائيلي على تنفيذ عملية تفجير كبيرة في عيتا الشعب.

«انتفاضة» الثنائي مستمرّة: الضمانات أوّلاً؟..

الاخبار....باتَ شبه مسلّم به في بيروت أن العهد الجديد دخل في حرب باردة يُرجّح أن تنسحِب على جميع الملفات التي تزدحِم بها الأجندة السياسية، ربطاً بالتحوّلات في المنطقة. وفيما صارَ محسوماً أن ملف تشكيل الحكومة الجديدة قابِع في انتظار تسوية مع حزب الله وحركة أمل، تتجه الأنظار إلى الموعد المرتقب لرئيس الحكومة المكلّف نواف سلام مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم. وهو موعِد سيحدّد مسار المرحلة المقبلة، بعدَ مقاطعة الثنائي الاستشارات النيابية غير الملزمة، إذ سيحمِل سلام معه تصوّره لشكل الحكومة بعدَ استمزاج آراء كل الأفرقاء والكتل النيابية. وفيما أنهى سلام مشاوراته مع الكتل والنواب المستقلّين في مجلس النواب أمس، لم تتوافر معلومات مؤكدة حول موقف الثنائي في ما خصّ المشاركة في الحكومة، علماً أن رئيس الجمهورية جوزيف عون والرئيس المكلّف يُظهِران حرصاً على امتصاص «انتفاضة» أمل وحزب الله، وإن كانت التقديرات تتقاطَع على أن «الطرفين سيلتقطان اللحظة ولن يقفا في وجه العهد الجديد، لكن بعد ضمانات جدية يقدّمها كل من يحرص على ألا تكون هناك أزمة حكم في البلد». وكان لافتاً التكتّم الشديد الذي يتعاطى به الرئيس بري بشأن الخطوات التي سيقوم بها، علماً أن ردّه على ما اعتبره «خديعة» لم يوصِد الأبواب أمام الحل والتفاهم مع سلام، إذا ما فرمل الأخير مشروع محاصرة فريق وعزله أو إقصائه. وتشير المعلومات إلى أن الثنائي سيحرص على انتزاع ما سبقَ أن تمّ التفاهم عليه مع عون حين كانَ السيناريو المُتفق عليه، بمباركة فرنسية، إعادة تكليف نجيب ميقاتي وبقاءه حتى الانتخابات النيابية المقبلة. وتتمحور النقاط المتفاهم عليها حول تركيبة الحكومة ووزارة المال وآليات التعيينات في مصرف لبنان وقيادة الجيش والأجهزة الأمنية، إضافة إلى ملف إعادة الإعمار، وصدّ أي محاولة لمنع وصول الدعم الخاص بهذه العملية، سواء جاء من دول عربية وأجنبية أو من إيران والعراق. أما النقطة الأهم بالنسبة إلى حزب الله، فتتعلق بطريقة تطبيق القرار 1701 وحصره بجنوب الليطاني.

الثنائي سيحرص على انتزاع ما تفاهم عليه مع عون عند الاتفاق على إعادة تكليف ميقاتي

وسط هذه الأجواء، ثمة شكوك في إمكانية أن يكون الرئيس المكلّف قادراً على إعطاء أجوبة حاسمة على كل هذه النقاط، ما يطلق عملية تأليف الحكومة. وتقول أوساط مطّلعة على خط التواصل بين سلام والثنائي إن الرئيس المكلّف يحرص على إرسال رسائل إيجابية، مؤكدة أن «المشكلة ليسَت مع شخص سلام، بل مع إدارة معركة إيصاله، وكان هدفها فرض صورة هزيمة سياسية للثنائي، خصوصاً أن الخارج وجدَ أن بإمكانه وسط التركيبة القائمة استكمال انتصاره بعد فرض عون للرئاسة بتسمية سلام للحكومة». وإلى جانب لقاء بري - سلام، يعوّل أيضاً على وساطة قد يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يصل إلى بيروت اليوم، فيما ينتظر الجميع التأكد من الاحتمال الأقرب إلى التطبيق: انضمام الثنائي إلى الحكومة بعد نيله ضمانات كافية، أم مشاركة أمل وخروج حزب الله إلى المعارضة، أم خروج الفريقين معاً على قاعدة اعتبار الحكومة غير دستورية ومشوبة بغياب الميثاقية في تكرار لتجربة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في عام 2006؟

مع ذلك، تحظى عملية تشكيل الحكومة بدعم خارجي كبير. وإلى جانب الدعم الأميركي المعلن، أذاع قصر الإليزيه أمس بياناً جاء فيه أنّ «الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكّدا خلال محادثة هاتفية دعمهما الكامل لتشكيل حكومة قوية في لبنان». وأشارا إلى أنّهما «سيقدّمان دعمهما الكامل للاستشارات التي تجريها السلطات اللبنانية الجديدة بهدف تشكيل حكومة قوية وقادرة على جمع تنوّع الشعب اللبناني وضمان احترام وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وإجراء الإصلاحات الضرورية من أجل ازدهار البلد واستقراره وسيادته». وفي وقت يحاول فريق «المجتمع المدني» تصوير الوضع بأنه وقوف للثنائي في وجه الإجماع اللبناني، سارع هؤلاء إلى فتح بازار التفاوض على الحصص والوزارات، ويحاولون «السيطرة على دارة الرئيس المكلف»، ويتصرّفون معه على قاعدة أنهم هم من أتوا به إلى موقعه، كما يحاولون محاصرته بفريق يعملون على تشكيله. كذلك يضغط هؤلاء على سلام لإقناعه بتجاهل الثنائي والذهاب نحو تسمية وزراء شيعة «مستقلين» استناداً إلى الدعم الخارجي، علماً أن الرئيس المكلّف «لا يبدو مغشوشاً» بهؤلاء، إذ يعرف جيداً مسار الأمور وتركيبة البلد، وهو ليس طارئاً على العمل السياسي إلى حدّ يسمح به لهم برسم سياساته. كما أنه لم يقرّر بعد من هو الفريق الذي سيكون معه في المرحلة المقبلة، ولو أن الطامحين إلى الأدوار الوزارية والاستشارية كثر.

الرئيس الفرنسي في بيروت اليوم ورسالته لـ «حزب الله»: عودوا إلى السياسة وتخلّوا عن السلاح

ماكرون ومحمد بن سلمان أكدا دعمهما الكامل لتشكيل «حكومة قوية» في لبنان

الراي..... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- لقاء مرتقب في بيروت بين ماكرون وغوتيريش

- تشكيل الحكومة الجديدة أمام ساعاتٍ فاصلة... هل يلتقط بري و«حزب الله» اللحظة؟

تَعَزَّزَتْ مع وَقْفِ النار المُمَرْحَل الذي تقف على مشارفه غزة الأبعادُ الما فوق عادية لِما تَشهده المنطقةُ وبدأ يلفحها خصوصاً منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية وتَسارَعَ مع العدّ العكسي لدخوله البيت الأبيض الاثنين المقبل على وهج متغيرات جيو - سياسية وضعتْ الإقليمَ على سكة توازنات وخريطة نفوذ جديدة على أنقاضِ تأثيراتٍ مدمّرة لـ «طوفان الأقصى» وما أفضت إليه الحروب المتعددة الجبهة التي أعقبته من «احتباسٍ» سياسي - عسكري للمحورِ الإيراني كانت أكثر ترجماته في لبنان بفعل ما أصاب «حزب الله» وبيئته جراء «إعصار النار» على مدى نحو 65 يوماً. وتَعتبر مصادر مطلعة أن لبنان وبانتخاب الرئيس جوزف عون الخميس الماضي رئيساً للجمهورية، ثم تكليف القاضي نواف سلام الاثنين تشكيل الحكومة الأولى في العهد الجديد، أَحْسَنَ الإمساكَ بـ «حبْلٍ» يرْبطه بالتحولات الإستراتيجية في المنطقة وطوى صفحةَ السير على حبلٍ مشدودٍ فوق أفواه براكين بدأت تخمد تباعاً وإن كان الإقليم ما زال يقيم في فم مخاطر انتقال عَصْفِ المتغيرات في اتجاه إيران نفسها، مشيرةً إلى أن ما حققتْه «بلاد الأرز» في أربعة أيام من نَقْلَةٍ وُصفت بـ «الثورة البيضاء» يصعب وقف اندفاعتها التي يُراد أن تحوّل الأمل الذي استعيد، بفعل حضٍّ خارجي حثيثٍ أفرج عن الاستحقاق الرئاسي وبـ «لبْننةٍ» طاغية قطعت الطريق على عودة نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة، إلى ثقةٍ بأن الوطنَ الصغير خَرَج من النفق المظلم على متن «قارب إنقاذ» شراعه – الشعار، الإصلاح والسيادة واتفاق الطائف. وترى المصادر أنه بمقدار ما أن عون وسلام حريصان على انطلاقةٍ للمرحلة الجديدة من دون «ترْك أحد في الخلْف»، بمقدار ما أن رئيس البرلمان نبيه بري و«حزب الله» مقيّدان بحدود أي تفجيرٍ لمسارٍ برمّته له مقتضيات داخلية وخارجية ويشي الدفْعُ الذي يسير به بأن الالتزام به سيحجز للبنان موقعاً في الشرق الجديد في حين أن تفخيخه سيعني تفويت «قارب الإنقاذ» الأخير وتمديد البقاء في حفرة مالية وتحت ركام «الحرب الثالثة» وعلى قارعة النظام الاقليمي الذي يتشكّل «بمن حضر». ومن هنا، تدعو المصادر إلى رصْد اللقاء الذي يُفترض أن يجمع اليوم بين بري وسلام، وسيكون الأول لهما منذ تكليف الأخير (ما خلا اللقاء التقليدي الثلاثي في القصر الجمهوري)، غداة انتهاء استشارات التأليف أمس والتي قاطعتْها كتلتا بري و«حزب الله» بذريعةِ ارتدادٍ يقولان إنه حصل على تفاهُم مسبق كان يقضي ببقاء ميقاتي في موقعه كأحد «الضمانات» المواكِبة لانضمامهما إلى التوافق على انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، وهو ما اضطرهما إلى رفْع بطاقة اعتراضٍ اتخذت شكلَ مقاطعة مدروسة أقرب إلى قول «نحن هنا» بعدما كان «الزمن الذي تحوّل» مَحْكوماً بـ «الأمر لي» لقوى الممانعة.

ماكرون إلى بيروت

وتعتبر المصادر نفسها أن زيارة العمل التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت اليوم واللقاءات التي سيعقدها سيكون لها تأثير في تعزيز المناخات التي تحضّ على احتواء تداعياتِ تكليف سلام الذي تم وفق قواعد اللعبة الدستورية وعبّر عن إرادة لبنانية سياسية - شعبية، مستغربة الكلام عن «انقلابٍ» على تفاهماتٍ لا يمكن بأي حال الركونُ إليها كون المعنيين بها في النهاية هم النواب على اختلاف مشاربهم، ناهيك عن الدلالات العميقة لمجاهرة «حزب الله» بأنه «دَفَعَ» سلفاً بانتخاب رئيس الجمهورية في مقابل «شيك مؤخّر» حول رئاسة الحكومة وما قال إنه ضمانات تتصل بوقف النار وحدود تطبيق القرار 1701 وتعيينات إدارية وعسكرية وسواها، ليتبيّن أن الشيك «بلا رصيد»، في دلالةٍ على الهوامش الضيقة جداً التي باتت متاحة لتحرّكه والتي تحكم في الوقت نفسه أي خطوات اعتراضية. وتلفت المصادر إلى أنّ الاتصالات التي يواصلها عون وسلام يُنتظر أن يتضح أثرها في الساعات القليلة المقبلة، وسط اقتناعٍ بأن توقيت زيارة ماكرون، الذي لعبت بلادُه دوراً عبر «مجموعة الخمس حول لبنان» (تضم ايضاً الولايات المتحدة، السعودية، مصر وقطر) في إنهاء الشغور الرئاسي - الذي ضغطتْ في اتجاهه خصوصاً الرياض من باب التشجيع على حُسن الاختيار واقتناص الفرصة الذهبية - يمكن أن يوفّر للثنائي الشيعي غطاءً للانتقال من «الغضبة» السياسية إلى ملاقاة اليد المدودة من رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، وذلك على قاعدة أن ذلك حصل بناءً على تمنيات دولية. وفي رأي الأوساط عيْنها أن ما سيسهّل الانضمامَ إلى حلقة الدعم الجامع لعون وسلام، بحال اكتملت عناصره أن الحكومة العتيدة، التي لن تكون من حزبيين أو سياسيين، لا بد أن تراعي وحدة معايير في التمثيل وطبيعته كما في توزيع الحقائب مع جو يشي بأن حقيبة المال قد تبقى مع المكوّن الشيعي (إما للحاكم بالإنابة لمصرف لبنان وسيم منصوري وإما للنائب السابق ياسين جابر)، في حين ان أي ضمانات أخرى لا يمكن أن يقدّمها أي من الرئيسين لأنها ستكون في عهدة مجلس الوزراء مجتمعاً، ناهيك عن أن من شأنها أن تثير نقزة الخارج بإزاء العودة إلى «اللعب وفق القواعد القديمة» التي لن يسلّم بها المجتمعان العربي والدولي كونها هي التي تسببت بما آلَ إليه الوضع في لبنان.

«الدعم الكامل»

وإذ برز أمس الاتصالُ الذي حصل بين ماكرون وولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان وأكدا خلاله «دعمهما الكامل» لتشكيل حكومة قوية في لبنان في إشارة بارزة إلى حجم التوقعات في ما خص الملف الحكومي وتعبيراته المنتَظرة، فإن الرئيسَ الفرنسي الذي يقوم بثالث زيارة لبيروت منذ العام 2020 (حين حط مرتين في 3 أيام عقب انفجار مرفأ بيروت) له مصلحة في الدفع نحو تكريس ركائز انطلاق «لبنان جديد» ودعْمه، هو الذي تسعى بلادُه لأن تعزز حضورها في الشرق الأوسط من البوابة اللبنانية. وبعدما كان الاليزيه أوضح ان الزيارة تهدف للمساعدة على «تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته»، نُقل عن دوائره أمس أن «بلاد الأرز» لها «قيمة رمزية وأخرى استراتيجية خاصة في الشرق الأوسط الحالي»، متوقعة حصول لقاء بين ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي يزور لبنان بدوره، فضلا عن القائد العام لـ «اليونيفيل» والمشرفين على الآلية التي وضعت برعاية فرنسا والولايات المتحدة لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه في 27 نوفمبر بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. وسيشدّد الرئيس الفرنسي خلال زيارته على ضرورة «التزام المهل المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار»، أي ان يتم بحلول 26 يناير انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وانتشار الجيش اللبناني. كما سيدعو حزب الله إلى «التخلّي عن السلاح» بغية «الالتحاق بالكامل بالمعادلة السياسية»، بحسب مصادر الإليزيه وأنه سيكرر رسالة «عودوا إلى السياسة وتخلوا عن السلاح». وتشير المصادر المطلعة إلى أن موجة الزيارات الدولية - العربية للبنان التي لم تهدأ منذ انتخاب رئيس الجمهورية تؤشر الى حجم الجاهزية الخارجية لمساعدة «بلاد الأرز» بحال التزمت قواعد التغيير السياسي - الإصلاحي. وبعد وزيري خارجية إسبانيا (والاتحاد الأوروبي) خوسيه مانويل ألباريس والدنمارك لارس لوكه راسموسن، زار بيروت أمس وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي الذي نقل إلى الرئيس اللبناني رسالة من الملك عبدالله الثاني تضمنت دعوة رسمية لزيارة الأردن، وذلك بعدما كان عون تسلّم ايضاً دعوة رسمية من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (عبر السفير في بيروت الشيخ سعود بن عبدالرحمن) لزيارة الدوحة. وأكد الصفدي من قصر بعبدا «وقوف الأردن المطلق الى جانب لبنان في هذه المرحلة التي نتفاءل جميعاً بأنها ستكون بداية خير للبنان ليتجاوز كل التحديات السابقة وليتقدم نحو تحقيق هدفنا المشترك في ان يستعيد أمنه واستقراره، ويبدأ مسيرة إعادة الإعمار». وأضاف: «نؤكد أيضاً ضرورة التزام إسرائيل بوقف اطلاق النار، ووقف أي اعتداء على لبنان وسيادته وتهديد امنه، واعتقد اننا في لحظة مهمة جدا لأن العالم كله يقف الى جانب لبنان، سواء في المنطقة او خارجها، ويدرك اهمية هذه اللحظة». وتابع: «بالأمس أعلن عن وقف النار في غزة، وهذا أمر كنا نعمل عليه منذ اللحظة الأولى. نرحب بهذا الاتفاق ونؤكد ضرورة الالتزام به وتطبيقه وأن نتحرك جميعاً في المنطقة والمجتمع الدولي، من أجل إيصال المساعدات الكافية لأهلنا في غزة، بعد أكثر من عام من القتل والدمار والخراب. اذا عملنا معاً اعتقد اننا قادرون على ان نتقدم باتجاه مستقبل افضل (...) ونؤكد أيضا ضرورة ان تلتزم إسرائيل بالاتفاقات التي وقّعتْها، وبالقانون الدولي، وتوقف خروقها لوقف النار في لبنان، وتطبق وقف النار في غزة، وتنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها، وتسير مع المنطقة باتجاه بناء السلام العادل الذي يشكل تلبية حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني بحدود 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس المحتلة، سبيلها الوحيد».

لبنان الدولة

في موازاة ذلك قال عون أمام زواره «سبق أن قلتُ يوماً ان لبنان الدولة هو الذي يحمي الطوائف وليس دولة الطوائف هي التي تحمي لبنان. ورأينا ما حصل وقد دُمر كل لبنان كما الاقتصاد، ولم تُدمر طائفة وأخرى لا، ولم تفتقر طائفة وأخرى لم يطلها الفقر، وما ألمّ بلبنان ألمّ به كله (...) وسيكون لنا جميعا دور تتضافر فيه جهودنا باتجاه بناء الدولة كي نؤمن الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي». وأمل «ان يوفق الله رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة بأسرع وقت، ما يساهم في إعطاء إشارة إيجابية للخارج ونبني جسور الثقة». وقال: «أمامنا فرص كبرى فإما أن نستغلها، أو نذهب الى مكان لا نريده، بسبب اننا لم نساعد أنفسنا كي يساعدنا الآخرون»، متمنياً «ان يعي جميع المسؤولين دقة الوضع وحجم الفرص المتاحة أمامنا. كل ذلك يتوقف على خيارنا: هل نريد مصلحة شعبنا؟ هذه هي الطريق الواجب علينا سلوكها. اما الارتكاز على المصلحة الشخصية فنتيجته الخراب»....

قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت يوجه تهماً لـ 10 أشخاص

الراي.... استأنف قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار الخميس إجراءاته القضائية، بعد توقف لعامين، بالادّعاء على عشرة موظفين، بينهم سبعة مسؤولين عسكريين وأمنيين، على أن يبدأ استجوابهم الشهر المقبل، وفق ما أفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس.ومنذ عامين، غرق التحقيق القضائي بشأن الانفجار الهائل الذي وقع في الرابع من أغسطس 2020، وأسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة أكثر من 6500 بجروح، في متاهات السياسة، إذ قاد حزب الله حينها حملة للمطالبة بتنحّي البيطار، ثم في فوضى قضائية بعدما حاصرت المحقق العدلي عشرات الدعاوى لكفّ يده، تقدّم بغالبيتها مسؤولون مُدّعى عليهم.وجاء استئناف البيطار لعمله الخميس بعيد انتخاب جوزاف عون رئيسا للجمهورية ثم تكليف نواف سلام تشكيل حكومة، على وقع تغيّر موازين القوى السياسية في لبنان، بعدما تراجع نفوذ حزب الله في الداخل إثر حربه المفتوحة مع اسرائيل.

الرئيس اللبناني: لدينا فرص كثيرة يجب عدم إدخالها بـ «زواريب طائفية»

الجيش فكك عشرات المواقع التابعة لـ «حزب الله» جنوب «الليطاني»

الجريدة....أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال لقائه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، أن «لبنان الهوية هو للجميع، والتجربة الفريدة - كما قال البابا يوحنا بولس الثاني - دليل على أنه لبنان الرسالة»، مضيفاً: «لدينا فرص كثيرة يجب عدم إدخالها بزواريب طائفية ومذهبية. وقد سلّمني اليوم السفير القطري رسالة من أمير قطر تميم بن حمد تضمنت دعوة لزيارة البلاد، إلّا أن هذه الزيارة لا تتم إلا بعد تشكيل الحكومة، كذلك الأمر بالنسبة للإمارات والسعودية». وقال عون: «عندما تكون هناك إرادة صلبة تزول كل الصعوبات، والجهود المتضافرة يجب أن تصبّ في مصلحة الوطن لا مصلحة الأشخاص والطوائف. إن لبنان غني بطاقاته الفكرية والبشرية، وقد صدرنا من هذه الطاقات الى الخارج، حيث للبناني هناك وجوده ومكانته ومساهمته، فكم حريّ ذلك بلبنان. إن المطلوب أن تتضافر جهودنا جميعا لمصلحة البلد وعنوان بناء الدولة». وأضاف: «بالأمس أبلغنا الصندوق الدولي عن جاهزيته للمساعدة فيما نحن بحاجة إليه، وكما فعل عدد من الدول العربية، فإن هناك العديد من الدول الغربية التي أعربت عن رغبتها في أن نقوم بزيارتها، كاليونان والاتحاد الأوروبي وقبرص وغيرها التي بدأت بمدّ اليد لنا، وعلينا أن نقابلها، فهي إذا أقدمت على خطوة علينا أن نقوم بخطوتين». وعبّر عون عن أمله في أن يوفق رئيس الحكومة المكلف نواف سلام بتشكيل حكومة في أسرع وقت، «مما يسهم في إعطاء إشارة إيجابية للخارج، ونبني جسور الثقة»، وأن «يعي جميع المسؤولين دقة الوضع وحجم الفرص المتاحة أمامنا. كل ذلك يتوقف على خيارنا: هل نريد مصلحة شعبنا؟ هذه هي الطريق الواجب علينا سلوكها. أما الارتكاز على المصلحة الشخصية فنتيجته الخراب». الى ذلك، أشار وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، في تصريحات صحافية عقب لقائه عون، إلى»أننا نثق بأن القيادة الجديدة في لبنان قادرة على المُضيّ قدمًا»، مؤكدًا أن «دعمنا للجيش اللبناني مستمر، ونبحث مع شركائنا في العالم توفير ما يحتاجه الجيش من إمكانات وقدرات أساس ليقوم بدوره». وتلقى رئيس الجمهورية رسالة من ملك الأردن عبدالله الثاني، نقلها الوزير الصفدي وتضمنت دعوة رسمية لزيارة المملكة. في غضون ذلك، أنهى رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، أمس، استشارات غير ملزمة مع الكتل النيابية، وسط استمرار مقاطعة حزب الله وحركة أمل. ودعا العديد من النواب سلام الى الإسراع بتشكيل حكومة، وتعيين وزراء تكنوقراط غير حزبيين مع أصحاب الكفاءة، بعيدا عن الحسابات السياسية والحزبية الضيقة. الى ذلك، نقلت وكالة شينخوا الصينية عن مصدر أمني لبناني، أمس، أن الجيش اللبناني فكك «عشرات المواقع والمنشآت العسكرية» العائدة لحزب الله، وصادر أسلحة بداخلها في جنوب لبنان. وقال المصدر لـ «شينخوا»: «إن الجيش اللبناني، بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان، يكثف أعمال البحث والتفتيش عن المواقع العسكرية لحزب الله في المناطق الواقعة جنوبي نهر الليطاني». وتلت أعمال البحث والتفتيش عن مواقع حزب الله بدء وقف إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي، الذي يسري منذ 27 نوفمبر الماضي، وفق المصدر. وتابع «أنه تم تفكيك العشرات من هذه المراكز والمنشآت العسكرية، ومصادرة كمية كبيرة من مختلف أنواع الأسلحة كانت مخبأة داخلها». وأضاف: «يتم تجميع هذه الأسلحة في إحدى النقاط الحدودية الواقعة في القطاع الغربي من جنوب لبنان، تمهيدا لتدميرها بإشراف اللجنة العسكرية الخماسية لدعم القرار 1701». وأكد المصدر «أن أعمال التفتيش وتفكيك المواقع العسكرية لحزب الله متواصلة في المناطق الحدودية جنوب نهر الليطاني، حتى تنظيف هذه المنطقة من السلاح والمسلحين، تطبيقا للقرار 1701»....

ماكرون في بيروت مع حزمة دعم دولية

مجلس الأمن يحض على تأليف سريع للحكومة... وقلق من الانتهاكات الإسرائيلية

ماكرون في بيروت مع حزمة دعم دولية

باريس: ميشال أبونجم نيويورك: علي بردى... يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الجمعة)، إلى لبنان، متعهداً بـ«خطوات رمزية» لحزمة دعم الأسرة الدولية للبنان ودعم الانفراج السياسي. وتهدف الزيارة إلى «مساعدة» نظيره اللبناني جوزيف عون، ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام على «تعزيز سيادة لبنان وضمان ازدهاره وصون وحدته». كما سيلتقي رئيس البرلمان نبيه بري. بدوره، حض مجلس الأمن كل الأطراف اللبنانية على «إظهار الوحدة»، مؤكداً أن تشكيل حكومة برئاسة سلام يجب أن يحصل «بسرعة». وعبّر عن «قلقه» إزاء انتهاكات اتفاق وفق النار بين إسرائيل ولبنان، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل لبنان.

نائب عن «حزب الله»: تفاهمنا مع حركة «أمل» في الموقف من مشاورات التكليف وتأليف الحكومة

بيروت: «الشرق الأوسط»... أوضح عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لـ«حزب الله» اللبناني النائب علي فياض، أن موقف الثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» في مشاورات التكليف الملزمة والتأليف غير الملزمة للحكومة اللبنانية، يتصل بمسار توافقي متفاهم عليه وليس بشخص رئيس الحكومة المكلف، معتبراً أن القاعدة الذهبية هي التوافق. وقال فياض في كلمة له الخميس: «إن موقف (الثنائي) في مشاورات التكليف الملزمة والتأليف غير الملزمة، يتصل حصراً بمسار توافقي جرى التفاهم على قواعده العامة وخطواته الأساسية، وينطلق من انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً، مروراً بالحكومة وما بعدها»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف أن «الموضوع لا يتصل حصراً بشخص رئيس الحكومة المكلف الذي نعرف تاريخه العروبي جيداً وتأييده للقضية الفلسطينية وعداءه للكيان الصهيوني، والذي نثمّن دوره الاستثنائي في محاكمة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وقادة العدو الآخرين في المحكمة الدولية في لاهاي». وتابع فياض: «إن القاعدة الذهبية التي يجب ألا تغيب عن بال أحد، هي أن التوافق والتفاهم والحوار والتعاون هي الركيزة التي تقوم عليها المرحلة الجديدة في نهوض الدولة وبناء مؤسساتها وصون سيادتها وبسط سلطتها»، مضيفاً: «بكل صراحة، إن ما يجري يضع البلد عند مفترق، كي لا يتهدد مسار الإصلاح والاستقرار بسوء الحسابات والنيات». واعتبر أن الخروج السهل عن مسار التوافق، «والتملص المفاجئ من هذه التفاهمات، دون أي اكتراث وبكثير من الاستهانة، إنما يناقضان كل ما يعلن من مواقف وتطمينات إيجابية، ويترجم أفعالاً تقوم على منطق الغالب والمغلوب، وتغير التوازنات والتعاطي مع المكون الشيعي وكأنه في حالة هزيمة. وهذا ما لا يمكن أن نرضى به أو نستسلم له، بل سنرفضه ونواجهه، ولن نسمح بتحوله إلى أمر واقع بأي حال من الأحوال». وأضاف: «تصر قوى عديدة في مواقفها على تقديم نفسها كقوى حريصة على بناء الدولة والولوج إلى مرحلة جديدة، وتصوير (الثنائي) وكأنه ضد بناء الدولة ويرفض إدخال البلاد في مرحلة جديدة عنوانها التعافي والاستقرار وانتظام الحياة السياسية». وقال: «لا بد من التذكير بأن الأمين العام لـ(حزب الله) سماحة الشيخ نعيم قاسم هو أول من أطلق في ذروة الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان مجموعة أولويات، بينها الدعوة إلى بناء الدولة في إطار (اتفاق الطائف)، وكان (حزب الله) قد أطلق مرات عدة على مدى السنوات الماضية استعداده وجاهزيته لحوار وطني يضع على الطاولة مختلف الملفات العالقة التي تعوق إصلاح الدولة وبناء مؤسساتها». يُذكر أن كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية التابعة لجماعة «حزب الله»، وكتلة «التنمية والتحرير» التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لم تسميا أحداً لرئاسة الحكومة خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها رئيس الجمهورية يوم الاثنين الماضي، ولم تشاركا في الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها رئيس الحكومة المكلف نواف سلام الأربعاء والخميس.

الرئيس الفرنسي عازم على إثارة ملف سلاح «حزب الله» خلال زيارته للبنان

سيعلن عن مبادرات بينها مؤتمر دولي لدعم الجيش والقوى الأمنية

الشرق الاوسط...باريس: ميشال أبونجم... لن يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان صباح الجمعة خالي الوفاض؛ فجعبته ستكون مليئة بالوعود والمشاريع والرسائل التي تذهب كلها في اتجاه توفير الدعم للبنان على المستويات السياسية والاقتصادية والإعمارية والعسكرية. فرنسا تريد المساعدة على نجاح التجربة اللبنانية الجديدة التي بدأت مع انتخاب الرئيس العماد جوزيف عون وتسمية القاضي نواف سلام رئيساً للحكومة، ويفترض أن تستكمل سريعاً بتسمية الحكومة لبدء ورشة إنهاض لبنان. وتريد باريس أن تواكب خطوات العهد الجديد على صُعد عدة: ترميم السيادة اللبنانية بخروج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وتمكين قوى الدولة الشرعية من فرض هيمنتها على كامل الأراضي اللبنانية وفرض الرقابة على الحدود، وذلك من خلال توفير الدعم للجيش اللبناني والقوى الأمنية ومساعدة الرئيس الجديد على تحقيق ما وعد به في خطاب القسم، بما في ذلك العمل على إقناع «حزب الله» بالتخلي عن السلاح والانخراط في اللعبة السياسية اللبنانية كبقية الأحزاب.

مبادرة فرنسية جديدة لدعم قوى الشرعية اللبنانية

تريد باريس أن توظف إمكاناتها وعلاقاتها، وفق ما تقوله مصادرها؛ «من أجل تعبئة الأسرة الدولية لصالح لبنان». وينتظر أن يعلن ماكرون عن مبادرات جديدة عقب اجتماعه بعون في قصر بعبدا. وقالت مصادر الإليزيه، في معرض تقديمها للزيارة، إن باريس «ستواصل جهودها من أجل التعبئة الدولية وتجميع شركاء لبنان»، مؤكدة أن فرنسا «ستكون بتصرف السلطات اللبنانية من أجل توفير الدعم الذي تريده»، مضيفة أنها «ترى الظروف (الجديدة) أصبحت ملائمة» لإنجاح التعبئة المنشودة، خصوصاً في موضوع «رصّ الجهود الدولية لدعم سيادة لبنان؛ ما يعني (بداية) توفير الدعم للجيش والقوى الأمنية التي يحتاج إليها لبنان»، خصوصاً لجهة تطويع أعداد من الجنود؛ لما لذلك من تأثير مباشر على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ونشر الوحدات اللبنانية في الجنوب وفقاً للقرار 1701، فضلاً عن تأمين الحدود وفرض سلطة الدولة على أراضي الجمهورية. في هذا السياق، أفاد قصر الإليزيه بأن باريس ستواصل العمل لتعبئة شركائها في الاتحاد الأوروبي لدعم الجيش والقوى الأمنية في مجالات التدريب والتأهيل والتجهيز وتوفير البنى التحتية. والجديد أيضاً، أن الجانب الفرنسي يريد أن يستفيد لبنان من مركز التدريب الذي أقامته باريس للمساعدة في تدريب المطوعين الجدد وتأهيلهم بالتوازي مع ما تقوم به بريطانيا والولايات المتحدة على هذا الصعيد. في السياق عينه، شددت مصادر الإليزيه على أهمية الدور الذي تعزم المملكة العربية السعودية على القيام به لمساعدة الجيش اللبناني على المستويين المالي والتجهيزي. وقال الإليزيه إن الرياض «شريك رئيسي لتوفير الاستقرار في لبنان وقد عملنا معها بشكل وثيق». وتجدر الإشارة إلى أن ماكرون اتصل صباح الخميس بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مستبقاً بذلك وصوله إلى بيروت للتشاور معه بشأن الملف اللبناني، مذكرة بأنه كان على رأس المواضيع التي بحثها المسؤولان خلال زيارة ماكرون إلى السعودية بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وبناءً على ما سبق؛ ينتظر أن يعلن ماكرون «مبادرة جديدة» من أجل لبنان على شاكلة مؤتمر تدعو إليه وتستضيفه باريس بالاشتراك مع الدول الأوروبية لدعم الجيش اللبناني وتوفير والمساعدات الإنسانية للمدنيين.

الاقتصاد والعودة لصندوق النقد الدولي

يحلّ في المقام الثاني ملف إعادة الإعمار بما يحتاج إليه من تعبئة أموال ضخمة. وترى باريس أنه سيطرح سريعاً، لكن السير به يتطلب من السلطات اللبنانية أن تنجز عدداً من الإصلاحات «حتى تتمكن فرنسا من ضمان تعبئة الأسرة الدولية». وشدد الإليزيه على الحاجة «سريعاً جداً» إلى إصلاح القطاع المصرفي، وإلى الإصلاحات البنيوية لضمان شفافية الدورة الاقتصادية (أي بعيداً عن الفساد). وبحسب مصادر فرنسية أخرى، فإن الأسرة الدولية، قياساً لتجارب سابقة، في حاجة إلى ضمانات أن المساعدات التي قد توفر ستذهب في الاتجاه الصحيح، ومن غيرها سيكون من الصعب إقناع وتعبئة الممولين الإقليميين والدوليين الاستثمار في الاقتصاد اللبناني. من هنا، تؤكد باري بقوة على الحاجة إلى الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يمكن اعتباره شرطاً للتعبئة الدولية لصالح لبنان ولعودة الثقة به والسبيل لتنظيف اقتصاده وإعادة إطلاقه على أسس سليمة وشفافة. وكل ذلك يصبّ، وفق المقاربة الفرنسية في إطار الذهاب نحو تنمية لبنان وازدهار اقتصاده. ليست الشروط المشار إليها جديدة؛ إذ سبق للأسرة الدولية أن طالبت بتحقيقها منذ سنوات، وتحديداً منذ مؤتمر «سيدر» الذي عُقد في باريس ربيع عام 2018 ونتج منه وعود بتوفير 11 مليار دولار من المساعدات، شرط أن يقوم لبنان بإنجاز الإصلاحات المطلوبة منه. لكن باريس ترى أن الوضع تغير اليوم في لبنان مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية عرض، في خطاب القسم، خطة إصلاحية طموحة ومع وجود رئيس حكومة إصلاحي أيضاً. وقالت مصادر الإليزيه إن ماكرون «سيكون سعيداً بمواكبة لبنان على صعيد الإصلاحات ومواصلة انخراط فرنسا في ظروف تبدو ملائمة للسير بها». وفي أي حال، فإن باريس تريد العمل مع السلطات اللبنانية «من أجل تحديد الوسائل التي بحوزتنا لمساعدة لبنان على تعزيز سيادته وتمكينه من الازدهار والمحافظة على وحدته».

سلاح «حزب الله»

تعي باريس أن موضوع سلاح «حزب الله» يشكّل عقبةً كأداء بوجه السلطات الجديدة، وقد رحبت بخطاب الرئيس عون أمام البرلمان وبالفقرة التي أكد فيها «حق الدولة في احتكار حمل السلاح. دولة تستثمر في جيشها ليضبط الحدود ويساهم في تثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً وبحراً...». ونظراً لحساسية هذا الملف؛ فإن المصادر الرئاسية قاربته من زاوية ثبات رؤيتها له منذ ما قبل الحرب الأخيرة، وأنه في الوضع الراهن «ثمة إمكانية لأن يعود (حزب الله) إلى (العمل في) الإطار السياسي». وبرأيها، فإن إضعافه، عسكرياً، بشكل كبير ومقتل أمينه العام حسن نصر الله وسقوط نظام بشار الأسد وصعوبة إعادة تسليحه، وتضاؤل الدعم الخارجي الذي كان يحظى به، كلها عوامل يمكن أن تحفزه للتخلي عن سلاحه والانخراط في المشهد اللبناني سياسياً. وذكرت هذه المصادر أن ماكرون قبل أن يكون «حزب الله» حاضراً في الطاولة المستديرة للحوار السياسي التي ترأسها في قصر الصنوبر، في عام 2020، وأنه منذ ذلك الوقت يدعوه إلى التخلي عن سلاحه، وأنه «سينقل هذه الرسالة مجدداً لجميع الأطراف وليس فقط لـ(حزب الله)». وفي أي حال، تذكر باريس بأنه سعت مع واشنطن وقبل الحرب المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل لإقناع الأخير بوقف إطلاق النار مع إسرائيل، لكن دون طائل. كذلك أشارت إلى وجود مطالب من المجتمع المدني اللبناني، بمختلف مكوناته، لضرورة التغيير وترميم السيادة وأن أفضل ترجمة لذلك هي انتخاب عون وتكليف سلام؛ ولذا «يتعين على (حزب الله) أن يستمع لهذا المطلب الذي نؤيده، ومن أجل أن يستفيد لبنان من هذه الفرصة للنهوض واستعادة السيادة والأمن والازدهار».

باريس استجابت لدعوات إقليمية للمساعدة على ملء الفراغ المؤسساتي

ليس سراً أن فرنسا تُعدّ الوحيدة من بين الدول الغربية التي تحافظ على علاقة مباشرة مع «حزب الله». وقبل الانتخابات الأخيرة، اجتمع الوزير السابق جان إيف لودريان بمحمد رعد، رئيس كتلة الحزب في البرلمان؛ للدفع باتجاه إقناعه بانتخاب جوزيف عون. وتؤكد باريس أن ديبلوماسيتها لعبت دوراً كبيراً، مع أطراف الخماسية، في تسهيل انتخاب عون ولاحقاً في تكليف نواف سلام تشكيل الحكومة. وقال مصدر رئاسي رفيع إن الرئيس ماكرون «استجاب لدعوات صادرة عن أطراف إقليمية، في الأيام الأخيرة؛ من أجل تسهيل الخروج من الأزمة المؤسساتية وتسهيل انتخاب رئيس وأيضاً تسمية رئيس حكومة»، مشيراً أيضاً إلى المهمة التي قام بها لودريان الذي زار لبنان ثماني مرات. وفي المحصلة، فإن تتمناه باريس هو أن يتخلى «حزب الله» عن سلاحه وأن ينخرط في إطار «عقد سياسي حكومي يتيح ترميم عمل المؤسسات بشكل طبيعي ويعيد إيجاد اللُّحمة بين اللبنانيين». وفي سياق موازٍ، شددت المصادر الفرنسية على الدور النشط الذي لعبته الديبلوماسية الفرنسية بالتشارك خصوصاً مع الولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ولإنشاء آلية الرقابة والإشراف عليه، وتؤكد أن التعاون بين الإدارتين الأميركيتين (الأولى المنتهية ولايتها والقادمة) سهَّل كثيراً الوصل إلى النتائج الإيجابية. كذلك، شددت على تواصل التنسيق مع واشنطن وعلى التركيز على احترام منطوق الاتفاق من الجانبين الإسرائيلي واللبناني بما في ذلك إنجاز انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وفق الروزنامة الموضوعة. وفي هذا السياق، كانت الدوائر الفرنسية تعمل على عقد اجتماع صباح الجمعة، في قصر الصنوبر، بين ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لبحث ملف الاتفاق وتطبيق القرار 1701. كذلك سيعقد ماكرون اجتماعات مع قادة «يونيفيل» ومع المسؤولين عن آلية المراقبة لتقييم الوضع جنوباً ودراسة الخطوات المقبلة. وبالتوازي، فإن باريس حرصت على الإشارة إلى أنه، في سعيها لمساعدة لبنان على استعادة سيادته، فإن وزير خارجيتها شدد خلال اجتماعه مع أحمد الشرع، رئيس «هيئة تحرير الشام» وسلطة الأمر الواقع الجديد في سوريا، خلال زيارته مؤخراً لدمشق مع نظيرته الألمانية أنالينا بايربوك، على «ضرورة احترام السيادة اللبنانية وحصل على وعد بأن سوريا لن تكون مصدر تهديد لأي بلد في جوارها، وأن دمشق تعي المشاغل اللبنانية» لجهة التهريب والسيطرة على الحدود المشتركة.

تقرير: مقربون من ترمب يحذرون إسرائيل من انهيار وقف إطلاق النار في لبنان

الشرق الاوسط...قالت صحيفة «جيروزاليم بوست»، الخميس، إن إعلان مسؤولين إسرائيليين أن الجيش يعتزم البقاء في جنوب لبنان بعد فترة الستين يوماً الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله»، أثار مخاوف واشنطن. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قولهم إن مسؤولين أميركيين وجهوا تحذيراً صريحاً لإسرائيل من البقاء في جنوب لبنان لمدة أطول من المتفق عليه. وأضافت الصحيفة أن مقربين من ترمب أبلغوا مسؤولين إسرائيليين رسالة واضحة مفادها: «لا نريد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان». لكن مسؤولين إسرائيليين حاولوا، دون جدوى، إقناع نظرائهم الأميركيين بأن انتشار الجيش اللبناني كان بطيئاً وغير كافٍ ما يستلزم استمرار الوجود الإسرائيلي في المنطقة. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) عن التوصل لهدنة في لبنان ومدّتها 60 يوماً، مشيراً إلى أنّها تهدف «لأن تكون دائمة»، ومحذّراً من أنّه لن يُسمح «لما تبقّى من (حزب الله) (...) بتهديد أمن إسرائيل مرة أخرى». ودخلت الهدنة حيز التنفيذ يوم 27 من الشهر نفسه. وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق حدودية في جنوب لبنان خلال 60 يوماً، وتعزيز الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة لانتشارهما في الجنوب عند الحدود الشمالية للدولة العبرية. وأتى إعلان الرئيس الأميركي بعيد تشديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أنّ الاتفاق يتيح لجيشه «حرية التحرّك» في لبنان، ويؤدي إلى «عزل حركة (حماس)» في قطاع غزة ويسمح للدولة العبرية بـ«التركيز على التهديد الإيراني». وقالت وسائل إعلام عبرية، بداية شهر يناير (كانون الثاني)، إن هناك «توقعات» بأن تنقل تلّ أبيب رسالة إلى واشنطن، بأنها «لن تنسحب من جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة 60 يوماً (المحددة لإتمام الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان)، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار». وفي حين نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تل أبيب «تأمل أن يتفهم الأميركيون موقفهم، بأن الانسحاب في الموعد المحدد، دون أن يلتزم لبنان بتعهداته، سيكون أمراً إشكالياً».

عون يتلقى دعوتين لزيارة الأردن وقطر

الصفدي في بيروت بحث تزويد لبنان بالكهرباء

بيروت: «الشرق الأوسط»... تلقى الرئيس اللبناني جوزيف عون، الخميس، دعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لزيارة الأردن، نقلها إليه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال زيارته إلى بيروت، حيث التقى المسؤولين اللبنانيين، فيما تلقى عون أيضاً دعوة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لزيارة دولة قطر، حملها السفير القطري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. ونقل الوزير الصفدي، خلال اللقاء مع عون، رسالة أكد فيها العاهل الأردني «الحرص على المضي قدماً في توطيد العلاقات بين البلدين وتعزيزها في شتى الميادين». ووجه دعوة لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية «هذا العام، وفي الوقت الذي ترونه مناسباً، إذ إن هذه الزيارة ستشكل فرصة للنهوض بمستويات التعاون بين بلدينا، وبحث مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك». وحمل الرئيس عون، الوزير الصفدي، في المقابل، «شكره إلى العاهل الأردني على التهنئة والدعوة»، واعداً بتلبيتها بعد تشكيل الحكومة الجديدة. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والدعم الذي يقدمه الأردن للبنان في المجالات كافة، وتطرق كذلك إلى «الأوضاع في غزة بعد الإعلان عن الاتفاق الجديد»، حسبما أفادت الرئاسة اللبنانية.

دعم لبنان

وقال الوزير الصفدي في تصريح للصحافيين: «موقفنا في المملكة هو أننا نقف إلى جانب أمن لبنان واستقراره وسيادته»، مؤكداً على ضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، ووقف أي اعتداء على لبنان وسيادته وتهديد أمنه. وتابع الصفدي: «نحن نثق في القيادة اللبنانية وقدرات الشعب اللبناني ليستعيد لبنان دوره، وتستعيد بيروت ألقها عاصمة الحضارة والاستنارة والاستقرار في المنطقة». وعن إمكانية أن يساعد الأردن في عملية إعادة الإعمار في لبنان، قال الصفدي: «الأردن سيقوم بدوره بالتأكيد في هذا المجال»، مضيفاً: «كنا بدأنا النقاش حول تزويد الأردن لبنان بالكهرباء، والنقاش ما زال مستمراً، وسنرى الكثير من هذا التعاون». وعما إذا كانت المنطقة ذاهبة إلى انفراجات، قال الصفدي: «بالنسبة إلى لبنان، تم انتخاب رئيس، وهناك رئيس وزراء مكلف، وهناك أيضاً حالة من التفاؤل وخطوات عملية باتجاه إعادة بنائه على الأسس التي يريدها الشعب اللبناني ويستحقها لبنان، ونحن بالتأكيد داعمون للبنان في هذا المجال، ونريد للمنطقة أن تستقر». وتابع: «ثمة تغيير كبير أيضاً في سوريا، ونحن نقف مع السوريين لإعادة بناء وطنهم. بالأمس أعلن عن وقف إطلاق النار في غزة، وهذا أمر كنا نعمل عليه منذ اللحظة الأولى»، مضيفاً: «نرحب بهذا الاتفاق ونؤكد على ضرورة الالتزام به وتطبيقه». وعن قضية النازحين السوريين، قال الصفدي: «قضية النازحين قضية أساسية»، مضيفاً: «موقفنا هو دعم العودة الطبيعية الآمنة إلى سوريا».

بري

والتقى الصفدي خلال زيارته إلى بيروت، برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، حيث بحثا الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية. وأكد الصفدي على الموقف الأردني الداعم بالوقوف إلى جانب لبنان مع أمنه وسيادته واستقراره، ورأى أن «هذه مرحلة جديدة ستكون هي بداية خير للبنان ليتجاوز تحديات الماضي ويسير إلى الأمام نحو مستقبل أفضل لكل اللبنانيين». وأكد أن لبري «دوراً أساسياً نحترمه ونقدره، ونتطلع إلى استمرار التفاعل والتواصل الأخوي بيننا حتى نسهم في تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع المملكة بلبنان الشقيق». كما التقى الصفدي برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قائلاً إنه «على مدى السنوات الماضية قام بجهد كبير لتعزيز العلاقات الثنائية الأردنية - اللبنانية، والحرص الذي لمسناه دائماً من دولته على تعزير هذه العلاقات، وخدمة لبنان الشقيق ومستقبله وأمنه واستقراره».



السابق

أخبار وتقارير..معضلة جديدة..إسرائيل "سنبقى في فيلادلفي"..81 شهيداً و188 جريحاً بغارات إسرائيلية على غزة..«حماس» تؤكد الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار..الاتحاد الأوروبي يعلن مساعدة غزة بقيمة 120 مليون يورو بعد وقف إطلاق النار..إمام شيعي راديكالي مؤيد لحزب الله يشارك في حفل تنصيب ترامب..خرق جديد..طائرات إسرائيل تحلق فوق بيروت والضاحية..وزير خارجية سوريا: على إسرائيل احترام أمننا وحدودنا..روته للأوروبيين: تعلموا الروسية..رسالة موحدة من اليابان والفلبين لترامب..مقترح ترامب للاندماج يعزز «القومية الكندية»..بكين تنتقد هجمات وزير خارجية ترامب «غير المبرّرة» ضدها..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..إسرائيل توافق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة..تفاؤل بـ «اتفاق غزة» ونتنياهو يراوغ..نجاة رهينتين إسرائيليتين من الغارات المستمرة على القطاع..واشنطن ترى فرصة لخلق مستقبل أكثر سلاماً للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني..«هدنة غزة» الثانية..اتفاق بعد «مخاض عسير»..«هدنة غزة» الثانية..اتفاق بعد «مخاض عسير»..ترمب يطلب من نتنياهو «عدم إفساد صفقة» غزة..الجيش الإسرائيلي يعلن قصف نحو «50 هدفاً» في غزة..

هل يمكن لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل أن يصمد؟..

 الإثنين 3 شباط 2025 - 6:58 ص

هل يمكن لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل أن يصمد؟.. توصل لبنان وإسرائيل إلى اتفاق لوقف القت… تتمة »

عدد الزيارات: 183,271,777

عدد الزوار: 9,570,715

المتواجدون الآن: 68