الإغتيال السياسي.... لتعطيل الحوار..!!
مدير المركز - حسان القطب
منذ نجاح مسعى المصالحة، واللقاء الجامع الذي ضم مختلف القوى والشخصيات في عاصمة الشمال طرابلس، والتفاف مختلف القيادات الشمالية في دارة مفتي الشمال، ومباركة كافة القيادات اللبنانية لما جرى من عمل مشترك وتعاون مبارك لوأد الفتنة التي اطلت برأسها من الشمال عبر بوابة جبل محسن وباب التبانة وبعض القرى العكارية، إنطلقت على أثر هذا النجاح بعض الاصوات والألسن من بعض السياسيين لتقول إن ما جرى لا يعدو كونه عمل عشائري، وبعض الاعلام انطلق لتقييم مستوى الربح والخسارة عند هذا الفريق أو ذاك، معتبراً أن الحل والحلم باستقرار السلم الاهلي واستتباب العيش المشترك ليس في متناول اليد، وأن انطلاق ورشة الاعمار والبناء لا زالت بعيدة المنال، وبعضها وصل الى اعتبار ان ما جرى لا يعدو كونه مرحلة، لا بد ان يستتبعها اعلان للفشل..!!! فشل لكل الحوارات والتفاهمات واللقاءات..!!! لماذا هذا النعي المبكر..؟؟ ولماذا لا نعطي للمصالحة فرصة وللتفاهم فرص..!! هل المطلوب ان يبقى جرح الوطن نازفاً..!!! وأن تبقى معاناة المواطنين مستمرة دون أفق للحل او للتفاهم ..!! لماذا هذا التشاؤم .. ولمصلحة من اشاعة هذه الاجواء وهذه الروح الحاقدة على كل فرص الحل ومحاولات التغيير لهذا الواقع المرير الذي يعيشه المواطن اللبناني..؟؟؟
والدعوة الى الحوار التي أطلقها الرئيس سليمان من قصر بعبدا، كانت مفاجئة لكل من لا يريد الهدوء في لبنان..!! ولكل من لا يريد استقرار الوطن وبناء مستقبل واعد لمواطنيه..!! ولكل من لا يملك إلا أن يكون عاملاً وساعياً في مشروع آخر لا يرى في لبنان إلا ساحة صراع وتصفية حسابات إقليمية..!! ولا نكون نحن المواطنين .. كافة المواطنين ..دون استثناء..إلا أدوات ووقود وضحايا.. لهذا المشروع!!!
وبالأمس جاءت جريمة الاغتيال الأثمة لأحد كوادر الحزب الديمقراطي... لتكون رسالة واضحة المعالم والاهداف للأمير طلال ارسلان.. وهو الذي فقد أحد اركان حزبه وذراعه الأيمن... ولتقول له بأن الاعتدال والانفتاح وتغليب منطق الحوار والتفاهم لا يزال درباً غير مرغوب به...!!! وأن من يسير على هذا الدرب لا بد له من أن يدفع ضريبة الدم ويتعرض للإغتيال..!!!!
وجاءت الجريمة لتقول للسيد وليد جنبلاط ... أن رسائله الأخيرة التي أطلقها جاداً أم هازلاً ... والتي اتسمت بالخروج بعض الشئ على مواقف حلفائه في قوى 14 آذار .... وأن تهجمه على بعض نواب المستقبل في بيروت وخارج بيروت ...غير كافية بعد... وأن مشروع الفتنة الذي يسعى له البعض من الممكن ان ينطلق وبعود ليطل برأسه ساعة يشاء ويريد هؤلاء المجرمون وحيثما يريدون أيضاً.... وحين يريد من لا ينمو ويزدهر ويستقر ويستمر إلا على وقع الانفجارات وسيل الدم.....
لهؤلاء نقول... إن عربة الحوار ستنطلق، وإن منطق التفاهم سيسود، رغم ما يحاك لهذا الوطن ولسائر ابنائه من فتن ومؤمرات...وأن الدم الذي سال بالأمس ويسيل اليوم سيكون لعنة على من يستبيح ارواح المواطنين من سياسيين وعسكريين ومدنيين ابرياء...!!!