مــــن نتائــــج الحـــــرب على غــــزة
رندى حيدر
لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية
مــــن نتائــــج الحـــــرب على غــــزة
الخلاف بين "حماس" - غزة و"حماس" - دمشق
نشر الموقع الالكتروني "أوميديا" اول من امس مقالاً كتبه يوحاي سيلع، رأى فيه ان اهم نتائج حرب غزة بروز الخلاف بين "حماس" غزة و"حماس" دمشق، وعودة الزعامة العربية الى مصر، واختبار قدرة الردع الاسرائيلية، ومما جاء في المقال: "بدأت العملية العسكرية على غزة بعد مضي 8 اعوام من حرب استنزافية فرضتها التنظيمات الارهابية على دولة اسرائيل. وتجدر الاشارة الى ان هذه المعركة المهمة بدأت مع جبهة خلفية قوية وقادرة على التحمل وجمهور منح الحكومة دعماً غير محدود، وجيش قادر ومعد جيداً يريد تغيير الوضع الأمني في الجنوب لمصلحة اسرائيل وشعبها.
من جهة أخرى، شهدت غزة قيام كيان جهادي برعاية ايرانية يريد القضاء على دولة اسرائيل (...) من هنا لا يمكن قياس الصراع ضد العدو في قطاع غزة بمصطلحات سياسية وانما بمصطلح نكون او لا نكونز ليس هناك تفسير آخر يمكنه ان يقدم فهماً عميقاً وشاملاً للخطر الذي تتعرض اليه اسرائيل من حلفاء ايران في هذا الجزء من المنطقة.
لقد كشفت الحرب في الجنوب الفارق الذهني الكبير بين حماس – غزة وحماس – دمشق لخالد مشعل. لكن الفارق الأكبر ظهر داخل حماس – غزة نفسها اي بين القيادة السياسية المحلية والذراع العسكرية التي تتصرف كجهاز مستقل من دون رقابة او اشراف من القيادة السياسية المحلية، وفي بعض الاحيان بعكس مواقفها. لقد رفض الجناح العسكري لحماس بالتنسيق مع ايران نمطاً معيناً من الحرب التي ادت الى وقوع العديد من الضحايا بين المدنيين، واضعفت قدرة الزعامة السياسية في حماس على حماية السكان المحليين في اثناء المعارك. ويمكننا الافتراض ان تغييرات كثيرة ستحدث داخل حماس في غزة بهدف سيطرة اكبر للقيادة السياسية اذا شاءت الحركة مواصلة سيطرتها على غزة في المستقبل (...).
لقد منحت الحرب على غزة مصر فرصة نادرة لاعادة لمّ شمل الدول العربية المعتدلة تحت زعامتها مع دعم اوروبي – دولي واسع النطاق وعلني، وذلك كي تعمل بصورة فعالة ضد النفوذ الايراني في قطاع غزة والمنطقة. من الناحية العسكرية كان قلب مصر مع المدنيين في غزة، ولكن عقلها ومنطقها بقيا مع اسرائيل حتى لو بقي التحرك المصري في غزة موضع خلاف. لقد ادركت مصر ان عليها ان تتحرك بطريقة فعالة وقاطعة اذا شاءت الا تستيقظ ذات يوم لتجد على حدودها كياناً ايرانياً.
المشكلة مع مصر هي وجود فارق كبير بين ادراكها ضرورة ان تفعل شيئاً والرغبة الحقيقة في ان تتحرك ضد حركة حماس وعمليات تهريب السلاح التي تجري عبر الحدود المصرية.
إن حرب لبنان الثانية، بالاضافة الى الهجوم على المفاعل السوري في دير الزور والمعركة الأخيرة في الجنوب، قدمت صورة عن اسرائيل كدولة ديموقراطية قادرة على مواجهة الكثير من الاخطار دفاعاً عن شعبها (...)".