العماد عون المستفيد الأكبر من حلفائه في خارطة المعارك الانتخابية

تاريخ الإضافة الأربعاء 3 كانون الأول 2008 - 9:56 ص    عدد الزيارات 1316    التعليقات 0

        

طوني خوري

تتقاطع كل المعلومات الواردة عن خطط رئيس المجلس النيابي نبيه بري الانتخابية عند حال الارباك التي يشعر بها كما يشعر بها اخصامه وحلفائه على حد سواء. فهذا الرجل بنى قوته السياسية والانتخابية على قاعدة الدور الشيعي الصاعد منفردا احيانا ومزدوجا احيانا اخرى خلال المراحل التي رافقت ظهوره السياسي منذ زمن الحرب الى زمن الوصاية فزمن الاستقلال.
وكان للدور السوري التأثير الاكبر في صيانة وجوده الانتخابي في زمن الوصاية حيث كان يعيش سياسيا على قاعدة التوافق مع "حزب الله" حول انفراد الاخير باعمال المقاومة ضد الجيش الاسرائيلي في مقابل تأمين كتلة نيابية ثابتة له تتوزع بين الجنوب والبقاع وبيروت وجبيل والضاحية الجنوبية في قضاء بعبدا. وفيما كانت كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لـ"حزب الله" تضم عددا من النواب اقل مما تضم كتلة بري ("التنمية والتحرير")، الا انها كانت تضم الاكثرية الشيعية فيما كانت الثانية تضم خليطا من الشيعة والمسيحيين من مختلف المذاهب. وكانت تلك الاستراتيجية الانتخابية تسود علاقة حركة "امل" والمقاومة وتؤمن التوازن المطلوب بينهما من جهة وبينهما وبين الطوائف الاخرى على الساحة السياسية.
لكن انتهاء زمن الوصاية لصالح اعادة التوازن المسيحي الاسلامي، إضافة الى الى حاجة الطائفة الشيعية للدور "الوطني" الذي يلعبه العماد ميشال عون على صعيد الموقف من اسرائيل، اعاد خلط الاوراق وخربط حسابات بري الذي لم بعد مضطرّاً لتحقيق تسويات مع "حزب الله" فحسب، بل أيضا مع الفريق المسيحي الاقوى والاصلح لموقف التحالف الشيعي السياسي، اي العماد ميشال عون والتيار "الوطني الحر" الذي يتحرك انتخابيا في المواقع التي كان بري و"حزب الله" يتحركان فيها شبه منفردين قبل اقرار القانون الجديد للانتخابات النيابية.
ففي الجنوب كان بري يتقاسم مع المقاومة اللائحة الانتخابية مع ارجحية لصالحه. وكان نفوذه يشمل قضاء جزين ذو الغالبية المسيحية الخاضعة للاكثرية الشيعية الناخبة. وانتهت آخر نتائج تقسيمات قانون الـ2000 الى ارتياح بري لضم النواب سمير عازار وبيار سرحال وانطوان خوري للائحته، بعدما كانت الكتلة الشيعية الناخبة مرجّحة فوز للائحته في مقابل تهميش الدور المسيحي في المنطقة نتيجة الواقع السياسي الذي خلقه الدور العسكري الاسرائيلي فيها، وخلّفه وراءه في زمن الوصاية السورية على القرارات الانتخابية والسياسية اللبنانية. واضافة الى جزين كان بري يضم الى لائحته المقعد الكاثوليكي في الزهراني الذي يشغله حاليا ميشال موسى. اما اليوم فحال الارباك ترتسم امام بري نظراً الى اضطراره للتفاهم مع عون الذي يطالب بحصوله على مقعدين مسيحيين في قضاء جزين وعلى المقعد الكاثوليكي في الزهراني. وهذا ما يضعف حجم كتلة بري لصالح توسع حجم كتلة عون، إذ يرى بري نفسه مجبرا على التضحية بثلاثة من نواب كتلته المسيحيين.
وفي صيدا كان بري يجري مقايضة مع رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري حيث كان قضاء صور ذو الثقل الشيعي هو المرجّح للفوز الانتخابي بمقاعدها. فكانت لوائح بري تضم بهية الحريري فيما كانت لائحة الحريري في بيروت تضمن مقعدا شيعيا لبري من المقعدين الشيعيين في الدائرة. يقابلهما مقعدا شيعيا للحريري في بعبدا لباسم السبع. اما اليوم وبعد اعتماد قضاء صيدا كدائرة انتخابية، اضافة الى توزير النائبة الحريري وما تمثله من ثقل سياسي وخدماتي ومالي، فلم يعد موضوع المقايضة ملحّاً على النائب سعد الحريري كما كان قبل التقسيمات الجديدة. وهذا التطور من شانه ايضاً تعزيز حال الارباك لدى بري، وايضا لدى الحريري الذي يرى ان التسوية مع بري ضرورية بسبب حاجته الى فريق شيعي محاور غير "حزب الله"، والا اصبح فوز الحريري بالمقعدين السنيين في صيدا والمقعدين الشيعيين في بيروت هوالضربة التحجيمية لكتلة بري.
وفي بعبدا حيث اصبح التفاهم على المقايضة بين بري و"حزب الله" والحريري غير اضطراري بعد انفصالها عن عاليه، فتؤكد معلومات واردة من كتلة بري ان رئيسها لن يقبل بالتنازل عن المقعد المستعاد من الحريري (السبع) لصالح "حزب الله" او عون (رمزي كنج)، الا مقابل اختيار بري للمرشح الشيعي في قضاء جبيل الذي سيكون على لائحة عون والذي من المرجح الا يكون النائب الحالي عباس هاشم، الذي اصبح منتسباً الى التيار الوطني الحر حيث يفضل برّي السيد مصطفى الحسيني الاقلّ تأثرا بـ"حزب الله" وعون. وهذا الامر يسبب ارباكا ثلاثياً لعون المتمسك بهاشم، وبري الطامح للتعويض عن خسارة مقعدين في بيروت وبعبدا، و"حزب الله" الذي يجد نفسه مجبرا على التوفيق بين الفريقين حتى لو اضطر الى التنازل عن مقعد علي عمار في الضاحية الجنوبية كما يردد عمار نفسه.
وفي البقاع سيواجه بري ارباكا اضافيا بسبب مطالبة عون بالمقعد الماروني في دائرة بعلبك الهرمل مكان نادر سكر ليحل محله مرشح اللقاء الوطني المسيحي اميل رحمة، وهنا لاتوجد مشكلة بسبب تقبل "حزب الله" للامر، لكن المشكلة تكمن في المقعد الكاثوليكي الذي يحتله مروان فارس والذي يطالب به عون لمرشحه في 2005 العميد سليم كلاس، فيما يشترط بري حصوله على المقعد الشيعي في زحلة الذي يحتله حسن يعقوب للتعويض عن خسارته لمقعد فارس في بعلبك.
ونتيجة لهذه التعقيدات التي يسببها تغيير التقسيمات الانتخابية والتحالفات السياسية، تؤكد مصادر كتلتي "التحرير والتنمية" و"التغييروالاصلاح" وجود ارباك متبادل بين بري وحلفائه الشيعة ("حزب الله")، والمسيحيين(عون)، وشركائه الانتخابييبن ("المستقبل") واصدقائه الدائمين(سوريا)، حيث يجد نفسه مقيدا بالتحالف الشيعي الذي يتحالف شريكه فيه مع عون، كما هو مقيّد بحرصه على استمرارالتفاهم مع الحريري وعدم قدرته على مخاصمة سوريا .ويرى احد نواب تكتل عون ان هذا الارباك ممنوع ان يستمر لكي لا يستفيد منه اخصام عون و8 آذار، لذلك فإن الكرة الان في ملعب حزب الله لتحقيق التسوية التي سيدفع ثمنها اما من جعبته النيابية واما من جعبة بري، لان عون سيكون المستفيد الاكبر منها في جميع الاحوال.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,510,593

عدد الزوار: 7,031,174

المتواجدون الآن: 81