تآكل بين «معارضي» الجبل... والأخ الأكبر يتفرّج

تاريخ الإضافة الخميس 11 كانون الأول 2008 - 9:26 م    عدد الزيارات 1310    التعليقات 0

        

نادر فوز
تعرّض الوزير السابق وئام وهاب لإطلاق نار في قرية كفرحيم. ردّ أنصاره سريعاً، فقطعوا طريق الشوف من جهة الدامور، ووجهوا عدداً من الرسائل المباشرة إلى الجهة المسؤولة عن الحادثة. حصل وهاب على تعاطف عدد من المشايخ، وسلّم وليد جنبلاط مطلقي النار، كذلك احتشد أكثر من 1000 «وهابي» في بلدته الجاهلية.
كرسّت أحداث أيار واقعاً جديداً في الجبل، ولو أنّ هذا التغيير لم يأت بعد بتعديل واسع في المزاج الشعبي الجبلي. لكن حوادث أيار أطلقت مفهوماً جديداً للعمل السياسي في عرين رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط، فتقلّصت قبضة الحزب الاشتراكي ونال المعارضون له مساحةً أكبر في نشاطاتهم وعملهم السياسي، فأصبح للمعارضة السابقة في الجبل حيّز يمكنها الانطلاق منه لإثبات وجودها. إلا أنّ هذه القوى وقعت في المحظور، فمع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، تحوّل الصراع إلى تنافس بين المعارضين بدل أنّ يتركّز العمل لمواجهة المارد الجنبلاطي.
أما أخبار هذا المارد، فلم تعد كما كانت في السابق، لعوامل عديدة منها الداخلية والسياسية، ومنها اهتزاز أسطورته قبل اتفاق الدوحة وبسبب حوادث أيار. ويبدو تخبّط جنبلاط في حسابات متعدّدة الشكل والبعد مع اقتراب الانتخابات، وهو المشهد الذي ظهر فيه الزعيم الدرزي في لقائه الأخير يوم الأحد الماضي، في مظهر المساوم والمهدّئ والداعي إلى التسوية، فيما حدّة خطابه إلى تدنٍّ مع مرور الأيام بعد 7 أيار.
لا تستغلّ المعارضة الجبلية التراجع الجنبلاطي، فتتخبّط بدورة الصراع في ما بينها، ويستكمل رأسا حربتها، طلال أرسلان ووئام وهاب، لعبة الأخذ والردّ. يطمع الأول بإعادة المجد إلى عائلة أرسلان بعدما تقلّصت سيطرتها في الأعوام السابقة إلى رئاسة بلدية. أما الثاني، فيحاول استكمال شقّ طريقه السياسي وتثبيت وجوده وشعبيته، وشعاره ضرب الإقطاع المسيطر على الجبل منذ قرون.
بدأ النزاع بين الحزب الديموقراطي اللبناني وتيار التوحيد اللبناني يتّخذ الحجم والشكل المخفيين منذ ثلاثة أعوام، وخاصةً أنّ الانتخابات اقتربت ويسعى الطرفان إلى دخول مجلس النواب. لم يستطع أرسلان حتى الساعة أن ينتزع من وليد جنبلاط سوى عبارة واحدة: «مقعدك في دائرة عاليه مقابل مقعد آخر تتنازل عنه «المعارضة» في دائرة آخرى». وموقف جنبلاط هذا لا يعزّز إلا الصراع بين «المعارضين»، الذين تتجه عيونهم نحو المقعد الدرزي الوحيد في دائرة بعبدا. يسعى وهاب وأرسلان كلاهما إلى الحصول على هذا المقعد.
ودخل طرف آخر إلى الصراع، هو فادي الأعور، الذي نال ثقة الأخ الأكبر لقوى «المعارضة» وعرّابها، حزب الله. ويقوم الأعور بنشاطات عديدة، حظي فيها برعاية الحزب، وكان آخرها حفل كوكتيل نظّمه لمناسبة عيد الاستقلال حضره كل من العضو في المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، ومسؤول المتن الجنوبي في الحزب بلال داغر. أزعج هذا الغطاء «الإلهي»، أرسلان ووهاب، وبدا الأخير أكثر انزعاجاً عندما وجّه الأعور خلال النشاط الأخير نقداً مباشراً لوهاب على مرأى مسؤولين في حزب الله.
دفع ذلك وهاب إلى توجيه رسالة واضحة لقيادة «المعارضة»، فأعلن ترشيح مسؤول الداخلية في تيار التوحيد، هشام الأعور، في بعبدا، محترماً شعور أكبر العائلات الدرزية في هذا القضاء، ومحترماً «المعارضة» إذا كان اسمه غير مقبول للانضمام إلى كتلتها النيابية. ويضاف إلى فادي وهشام، أربعة مرشحين آخرين من آل الأعور، لم يتبنّ أي طرف سياسي أحداً منهم حتى الساعة.
ويعتبر بعض المتابعين لشؤون الجبل أن ترشيح هشام الأعور مناورة «وهابية» قبيل الانتخابات كسب فيها أولاً ثقة «المعارضة»، وثانياً يكون قد جسّ نبض أرسلان الذي حقق تقدّماً واضحاً لدى الطائفة الدرزية في عاليه، فيصوّر منقذاً لهذه الطائفة وصمام أمانها بعد الموقف الإيجابي الذي اتّخذه خلال المحاصرة العسكرية والأمنية التي أقدمت عليها «المعارضة» لقصر كليمنصو قبل أشهر.
تتآكل «المعارضة» في الجبل، وعنوان هذا التآكل ينتقل من بعبدا إلى عاليه، حيث مجموعة من المرشحين المعارضين: عصام شرف الدين عن الحزب الديموقراطي اللبناني، سليمان الصايغ نائب رئيس تيار التوحيد، مسؤول الحزب السوري القومي الاجتماعي في عاليه حسام العسراوي.
يدور هذا الصراع، فيما يكتفي حزب الله بتأكيد دعمه، يومياً لجميع «المعارضين»، ولم تبتّ قيادته حتى اليوم هذا الملف.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,589,308

عدد الزوار: 7,034,399

المتواجدون الآن: 70