من يقمع علماء طائفته كيف يحاور من يمثل طوائف اخرى..!!

تاريخ الإضافة الأحد 20 آب 2023 - 2:13 م    عدد الزيارات 770    التعليقات 0

        

من يقمع علماء طائفته كيف يحاور من يمثل طوائف اخرى..!!

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

بعد عجز حزب الله وحليفته حركة امل في انتخاب او فرض رئيس جديد للجمهورية على اللبنانيين، عقب انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، بدات الماكينة الاعلامية لحزب الله، وتبعتها حركة امل باعتبارها حركة تابعة.. في رسم مسار اعلامي تحت عنوان .....

الحوار هو مدخل الحل..لانتخاب رئيس توافقي..

تحت هذا العنوان اطلقت الدعوة للحوار واللقاء والتفاهم والتعاون، وترجمتها تقول بان لا خيار للبنان واللبنانيين الا التلاقي، لانهم محكومون بالتوافق للحفاظ على ميثاقية الكيان الذي لا يستمر ويستقر الا بالتوافق..

وتم تخصيص وتجهيز غرفة عمليات ضمت اعلاميين وسياسيين لاختيار المصطلحات والمفردات المناسبة، بحيث انها اظهرت الذئب الشرس، حملاً وديعاً.. والعكس صحيح تماماً..

واستفاضت في تصوير كل من يعارض مرشح حزب الله وحركة امل على انه مرتبط ومرتهن، ويعمل على تفكيك الكيان اللبناني وتهديم اسسه.. وكل مرشح غير مرشح هذا الثنائي المتسلط بقوة الميليشيات والسلاح، هو مرشح استفزاز وتحدي ومشروع فتنة..

وقدمت مرشحها النائب السابق سليمان فرنجية على انه مرشح توافق ووئام وازدهار وتقارب وانفتاح وانطلاق وخروج من ازمة لبنان.. لكن دون ان تقدم هذه الجهة، او حتى المرشح نفسه مشروعه الرئاسي او مخططه التوجيهي لمعالجة ازمة لبنان الامنية والمالية والسياسية.. والانقسام الداخلي والتشرذم الوطني.. يكفي ان يتم انتخابه بتوافق حت يتم حل كافة المشكلات..؟؟؟

الحوار مصطلح جميل وجذاب ورائع، والحوار عادةً يكون بين قوى مختلفة ومنقسمة ومتباينة في التوجه والفهم والمنطلقات والآراء.. لذا يجب ان يكون للحوار جدول اعمال.. طبعا لا ضرورة لوضع هذا التصور في اذهاننا اذ يكفي ان نلتقي على طاولة واحدة حتى تتقارب القلوب وتتناغم الارواح وتتعانق الافئدة..

هل مطلب الحوار جدي..؟؟؟

هل هذا الفريق المسلح والمستقوي بسلاحه وميليشياته.. والذي يستنهض بيئته بشعاراته الدينية.. مستعد للحوار او يؤمن بالحوار فعلاً..؟؟

وهل الحوار جزء من ثقافته وفكره ونهجه وسلوكه وممارساته..؟؟

واذا حاور هل يلتزم بعهوده ومواقفه وما يتم الاتفاق عليه..؟؟ ولنا في تفاهم بعبدا مثلاً.. وفي بنود اتفاق الدوحة عبرة..؟؟

سؤال يجب ان يطرح، اذ ما يستوقفنا هنا هو ما جرى منذ ايام، عندما صدر بيان مفاجىء من قبل هيئة التبليغ في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، أُعلن فيه عن اسماء عدد من رجال الدين الشيعة، الذين وصفوا حسب البيان انهم غير المؤهلين لممارسة مهامهم الدينية!....؟؟

بحسب موقع جنوبية.. (من الذين طالتهم كيديّة هيئة التبليغ العلامة العابد الزاهد الأستاذ في الفقه الشيخ يوسف حسن كنج، المشتغل بتأليف أكبر موسوعة فقهية إستدلالية من بين علماء الدين الشيعة في لبنان، وهي موسوعة : ” مستند منهاج الصالحين “، والتي شهد له فيها بالفقاهة، فقهاء حوزات النجف الأشرف وقم المقدسة وجبل عامل المبارك).. ..

(الشيخ كنج لـ«جنوبية»: تعرضنا لإهانة كبرى من المجلس الشيعي..فهل يرضاها بري ونصرالله؟!.)..

(ووفق ما أكده الشيخ عباس يزبك لـ”جنوبية” فإن المجلس بات فاقداً للصفة التي تُخوّله على اصدار البيانات، فالإنتخابات مغيبة ولا وجود للهيئات التمثيلية والشرعية فيه، وأضحى المجلس أشبه بمكتب حزبي تابع لفريق سياسي شيعي يتلقى التوجيهات ويعمل على أساسها”..)..

الشيخ ياسر عوده قال: (“نعم انا منحرف عن العقيدة الشيعية المغالية. انا منحرف عن السياسيين وسلوكهم، وإذا كانوا يريدون عمامتي، فليأخذوها”..)..

من الواضح ان هذا الثنائي لا يستطيع ولا يرغب ولا يريد ان يحاور المعترضين على سياساته ومواقفه وسلوكه وافكاره ضمن بيئته، من العلماء، والمثقفين، ولا يملك من لغة المخاطبة، سوى استخدام اية سلطة ممكنة لضبطهم بل لوقف اعتراضهم، ورفضهم لهذا النهج السياسي كما الديني المتطرف كما وصفه الشيخ ياسر عودة..

بناءً على هذا المشهد كيف يمكن ان يكون هذا الثنائي الذي يطالب بالحوار مدخلاً لانتخاب رئيس توافقي، صادقاً في دعوته ومحقا وجدياً في مطلبه...؟؟

كما ان اللافت والواضح ان كافة الابواق الاعلامية التي كانت تنادي بالحوار، من قبل هذا الفريق اي غرفته الاعلامية، صمتت بقوة صمت القبور فلا تعليق ولا توضيح ولا استنكار للاسلوب الفوقي والتسلطي الذي يطال نخبة من العلماء، فكيف بهذا الفريق وقد امسك بزمام السلطة كاملة دون منقوصة على الساحة اللبنانية..

عندها لا حوار ولا تفاهم بل املاءات وفرض مواقف وثقافات تحت عنوان حفظ الاستقرار وحماية مشروع ايران في المنطقة، واتهامات بالعمالة لاسرائيل والسفارات على اقل تقدير، سوف تساق وتطلق من قبل الغرفة الاعلامية نفسها ضد كل معارضة لهذا الثنائي..

نعود لنقول من لا يستطيع الحوار مع بيئته وان يتفهم الانتقادات بحق سياساته ومواقفه من اقرب المقربين اليه.. لا يمكنه التفاهم والتعاون مع من لا يتجانس معه فكرياً وثقافياً وسياسياً.. والدعوة للحوار مع الآخرين هي دعوة لشراء الوقت، او لاستخدام طاولة الحوار منصة فرض شروط ورضوخ واستسلام على البيئات والمكونات الاخرى..

ولنا في حادثة الكحالة عبرة وموعظة..؟؟؟

التحية لكل قوى المعارضة اللبنانية في مواقفها وتوجهاتها.. وفي صفاء ثقافتها وتطلعاتها لحماية لبنان من الهيمنة الدينية والسياسية والارتباط والانخراط في محور لا يمكن التعايش معه او حتى التفاهم مع افكاره وثقافته..؟؟

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,022,601

عدد الزوار: 6,975,644

المتواجدون الآن: 81