انه محور المناذرة الفارسي، لا محور المقاومة..

تاريخ الإضافة الأربعاء 31 كانون الثاني 2024 - 1:25 م    عدد الزيارات 771    التعليقات 0

        

انه محور المناذرة الفارسي، لا محور المقاومة..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..

التاريخ يعيد نفسه، من خلال تكرار الهيمنة الفارسية على بلاد العراق، وتوظيف جزء من الشعب العراقي، وغيره من شعوب المنطقة تحت عناوين دينية وشعارات مذهبية، لخدمة النظام الايراني في طهران، والذي يستحضر التاريخ الفارسي لاعادة انتاجه من جديد بصيغة جديدة وعناوين مبتكرة، ومواجهة اعداء المرحلة الماضية (العرب والمسلمين) واعداء مستحدثين، يحددهم نظام طهران الحالي.. فيما مضى كان يطلق عليهم المناذرة العرب، وهم من سكان بلاد ما بين النهرين.. اي العراق.. كانوا حينها في خدمة الامبراطورية الفارسية للدفاع عنها وحمايتها ومواجهة دولة الروم التي كنت تنتشر في بلاد الشام آنذاك..

من هم مناذرة المرحلة الماضية:

يُعرف المناذرة بأنهم سلالة عربية حكمت العراق قبل الإسلام، ويعود نسبهم إلى بني لخم من تنوخ، القبيلة التي هاجرت من مأرب في اليمن، بعد خراب سد مأرب بعد وقوع "السيل العرم"، وقد هاجروا إلى العراق واتخذوا الحيرة عاصمة، وكوّنوا لهم مملكة قوية في العراق، احتل الفرس مملكة المناذرة في مهدها، فكانت شبه مستقلة وتابعة للفرس، إلا أنها أكملت وجودها في الحيرة، لقد كانت الحيرة التي حكمها المناذرة قاعدة عسكرية، ساند فيها الملك المنذر بن قابوس الجيش الفارسي في حربهم ضد الرومان.. كما شارك المناذرة في المعارك الواقعة ضد القائد الروماني بلزاريوس، وهي معركة "نصبين" عام 530م، ومعركة "كالينيكوم" عام 531م، وقد انتهت الأخيرة بانتصار الفرس وتوقيع معاهدة سلام مع البيزنطيين الذين دفعوا جزية كبيرة، وتمكن فيها المناذرة من صد الجيوش الرومانية المتجهة إلى حرب الفرس في زمن إياس الذي وجهه الفرس لقتال الجيش الروماني في نهر ساتيدما والواقع القرب أرزن فهزمهم إياس، إومع ذلك فقد قام الفرس بقتل آخر حكام المناذرة النعمان بن المنذر غدرًا، مما أثار حمية العرب ضد الفرس، فاشتبكوا معهم في معركة ذي قار عام 610م.

من هم المناذرة الجدد اليوم:

انهم منتشرون في اكثر من دولة وعاصمة كما تقول ايران رسمياً:

الجزيرة: قال قائد مقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري اللواء غلام علي رشيد إن القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني كان أبلغ قادة القوات المسلحة الإيرانية قبل اغتياله بـ3 أشهر أنه قام بتنظيم 6 جيوش خارج الأراضي الإيرانية، وذلك بمساعدة الجيش الإيراني والحرس الثوري. وأضاف اللواء رشيد أن سليماني أبلغهم أنه أنشأ محورا من 6 جيوش يبدأ من الحدود الإيرانية، ويصل إلى شواطئ البحر المتوسط، وتتمركز هذه الجيوش والحشود الشعبية في مساحة تصل إلى أكثر من 1500 كيلومتر. وكان قاسم سليماني ذكر حينها "أنه في حال أراد العدو استهداف نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، فعليه أن يواجه هذه الجيوش أولا". وأوضح قائد مقر خاتم الأنبياء أن هذه الجيوش هي حزب الله في لبنان، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في فلسطين، وقوات أنصار الله (الحوثيون) في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، والجيش السوري. وقال اللواء رشيد إن هذه الجيوش هي "القوة الرادعة أمام الاعتداءات على إيران"...

العربية نت: قال آية الله أحمد علم الهدى، عضو مجلس خبراء القيادة الإيرانية وممثل المرشد_الأعلى الإيراني علي خامنئي، في محافظة خراسان، إن "حدود إيران أصبحت بالعراق والشام وسواحل المتوسط"...

حاولت بعض القيادات الايرانية اكثر من مرة ربط حركة حماس وقتالها في فلسطين، بخدمة المشروع الايراني والدفاع عنه، ولكن حركة حماس نفت هذا الكلام.. فقد اوردت الجزيرة ما يلي: نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني بشأن دوافع عملية "طوفان الأقصى" مؤكدة أنها جاءت ردا على الاحتلال وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني. وقالت حماس، في بيان، إنها أكدت مرارا دوافع وأسباب عملية "طوفان الأقصى" وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى المبارك، وشددت على أنّ "كل أعمال المقاومة الفلسطينية تأتي ردا على وجود الاحتلال، وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني ومقدساته". وكان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف قال -في وقت سابق اليوم إن الهجوم الذي شنته كتائب عز الدين القسام في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مستوطنات ومقرات عسكرية إسرائيلية كانت إحدى عمليات الثأر لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني...

إذا كما استخدمت دولة فارس في مرحلة ما قبل الاسلام، المناذرة العرب، لقتال الروم، والعرب الغساسنة نيابة عنها..اليوم يعيد التاريخ نفسه، ولكن باسماء مختلفة، وعلى ساحات متعددة..حيث يتم استخدام ميليشيات متعددة لحماية نظام طهران في دول مختلفة...

 

تحت عنوان خامنئي: إيران تخوض "حرب الإسلام ضد الكفر" في سوريا

نشر موقع موقع هسبريس - الخميس 25 فبراير 2016

وصف المرشد الإيراني “علي خامنئي”، القتال الدائر في سوريا، والذي تقف إيران فيه إلى جانب نظام الأسد ضد المعارضة، بأنه “حرب الإسلام على الكفر”. جاء ذلك على لسان الأمين العام لمجلس صيانة الدستور “أحمد جنتي”، في كلمة له خلال حفل تأبين 46 عسكرياً إيراناً، قتلوا خلال الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة في سوريا، بحسب وكالة فارس الإيرانية. خامنئي: إيران تخوض “حرب الإسلام ضد الكفر” في سوريا ونقل جنتي عن خامنئي قوله “إذا لم يذهب الشباب للقتال في سوريا، إذا لم يقاتلوا هناك، فإن العدو سيهاجم إيران، وسيستهدف مدينة كرمانشاه، وغيرها من المناطق الحدودية”، على حد قوله)...

اذا فتح جبهات القتال في ساحات بعيدة عن ايران، الهدف منه ابعاد تداعيات الحرب المباشرة عن الاراضي الايرانية، واستخدام الاخرين وقودا لها...وهذا يعطي ايران القدرة على التنصل من اية مسؤولية عن الهجمات وعدم تلقي اي رد مباشر.. مناقضة بذلك ما سبق ان ذكره المسؤول الايراني من خدمة هذه الجيوش المصطنعة لنظام طهران..

من هنا جاء رد المخابرات الإيرانية: الفصائل المسلحة تتحرك وفقا لتقديرها..

دبي - العربية.نت.. بعد يوم على الضربة المؤلمة التي استهدفت قاعدة أميركية في الأردن، وأدت إلى مقتل 3 جنود أميركيين، وبعد ساعات من تنصل الخارجية الإيرانية من أي مسؤولية لها في كافة الهجمات التي تطال الأميركيين في المنطقة، أطل وزير المخابرات الإيراني، بتصريح مشابه. فقد أكد إسماعيل خطيب في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الاثنين، أن الجماعات المسلحة المتحالفة مع بلاده في المنطقة "ترد على المعتدين الأميركيين، وفقا لتقديرها"، حسب قوله. كما أضاف أن "المقاومة تتخذ القرارات التي تراها مناسبة للرد على الوجود الأميركي في المنطقة".

يفيد هذا التصريح بان ايران لا علاقة لها بكافة الهجمات التي يقوم بها اتباعها وادواتها في المنطقة، رغم ان التصريحات السابقة والتي اوردناها تتضمن مفردات ومصطلحات التباهي بتمدد نظام طهران واسنخدام الاخرين جيوش مجهزة لحماية نظام طهران والقتال دفاعاً عنه..

ولكن يبدو ان الولايات المتحدة استوعبت اخيراً ان المشكلة في طهران وليست لدى الادوات والاتباع والمناذرة الجدد.. لذلك فقد ورد ما يلي على موقع العربية نت..المدير العام لوكالة المخابرات الأميركية وليام بيرنز.. قال: لقد شجعت الأزمة النظام الإيراني، ويبدو أنه مستعد للقتال حتى آخر وكيل إقليمي له..

وجاء قرار "كتائب حزب الله" العراقية بتعليق هجماتها.. ننشره كما ورد:

الحرة – واشنطن.. (أعلنت "كتائب حزب الله" العراقية "تعليق" هجماتها على القوات الأميركية في البلاد بغية "عدم إحراج" الحكومة العراقية،).. وذلك بعد تعهد واشنطن بالرد على الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن. ويبدو أن التهديد الأميركي بالرد، ومخاوف إيران من خسارة أوراقها عجلا في قرار المليشيا العراقية المسلحة المدعومة من طهران، وفق ما يرى محللون سياسيون تحدث إليهم موقع "الحرة". وجاء في بيان نشرته الكتائب في موقعها الإلكتروني: "نعلن تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال -دفعا لإحراج الحكومة العراقية".

الخلاصة:

يمكن القول ان هذا المحور هو محور المناذرة الجدد، لا محور المقاومة، لان مفهوم المقاومة، يقوم على مواجهة العدوان ومحارية الطغيان، وحماية الشعب والوطن، بينما دور هؤلاء كما يبدو هو العكس تماماً حتى لو كانت تصريحاتهم المعلنة تبدو وطنية بالشكل..

لذا فإن شعوب المنطقة، امام خيارين، إما العمل لمصلحة اوطانهم وامتهم، وحماية شعوبهم، وضمان سلامة مجتمعاتهم، وتطوير اقتصادهم، واستقرار بلادهم ومواجهة اعدائهم، او العمل لخدمة مشروع قديم جديد، يستخدمهم وقوداً لحماية مشروعه واستراتيجيته، ويؤجج الصراعات فيما بينهم ليبقى مهيمناً على الساحة مستفيداً من ضعف الجميع..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,776,146

عدد الزوار: 6,965,528

المتواجدون الآن: 65