دمشق الأسيرة.. يوميات الرعب المكتوم تحت عمامة خامنئي

تاريخ الإضافة السبت 5 تشرين الثاني 2016 - 5:49 ص    عدد الزيارات 1277    التعليقات 0

        

 

دمشق الأسيرة.. يوميات الرعب المكتوم تحت عمامة خامنئي
أورينت نت - علا المصري 
 "المدن المغيبة" لقب أطلقه البعض على المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بسبب التعتيم الإعلامي وما يتعرض له أهالي تلك المدن تحت حكم داعش لكن يبدو أن هذا اللقب هو جدير أكثر بتلك المدن الخاضعة لسيطرة النظام حيث تبلغ معاناة الأهالي أكبر بكثير من تلك الخاضعة لداعش، ويبدأ موقع أورينت نت بنشر سلسلة تحقيقات من قلب هذه "المدن المغيبة" محاولاً رصد الحياة اليومية وما يتعرض له الأهالي من رعب وابتزاز ويعتذر الموقع عن حجب بعض الأسماء تبعاً لطلب أصحابها.
دمشق
بكثير من التكتم، والخوف، يتناقل الأهالي في دمشق الوضع الأمني الذي يتصدر أجنداتهم اليومية حيث ترتجّ أحياء دمشق القديمة بأصوات القصف، وتُسمع باستمرار أصوات الرصاص المتفجر في التجارة والعباسيين وباب توما وسط ازدحام مروري خانق ودائم سببه حواجز الأسد التي قطعت أوصال المدينة وشكلت مأساة يومية لحياة سكانها، فمن أحياء دمشق القديمة إلى حي التضامن مروراً بالصالحية وأخيراً إلى المزة التي تعيش مجدداً حالة جديدة من حالات الخطف تشبه في فصولها، القصص التي وثقت خلال الأعوام الماضية، والتي تستهدف معظم الأحيان فتيات في مقتبل العمر، أو اللواتي ينحدرن من عائلات كبيرة، ومرموقة.
"تكليف الحجاب" .. حي زين العابدين
بدايةً من حي (زَين العابِدين) الواقع في (الصالحية)، والذي يحتله "حزب الله" اللبناني تحديداً، وادعوا استملاكهم لمنازله وسهّل لهم (الأسد) ذلك منذ سنين، حيث أكد الناشط علي المختار لـ"أورينت نت" بأن الحي مطوق بعناصر الأمن وكاميرات مراقبة تمنع دخول أي شخص غريب عن سكان الحي وقد يصل الامر أحياناً إلى منع دخول عناصر النظام انفسهم، مشيراً إلى أن الدخول إلى الحي يتطلب الحصول على موافقة أمنية، تتضمن سبب الزيارة ومدتها والمنزل المقصود بالإضافة إلى إظهار البطاقة الشخصية.
كما يشهد الحي حالات استنفارٍ متكرّرة بين عناصره الشيعيّة التّابعة لحزب الله عند تشييع قتلاهم فبحسب بعض أهالي الجوار في الصّالحيّة، كانت تُصيب العناصر "هستيريا" إطلاق الرصاص وإغلاق الطرق أثناء تشييع مواكب قتلاهم.
ومن جهة أخرى قام حزب الله باستحضار الأساليب الإيرانية في التجنيد وتغيير المجتمع، والمطبقة في العراق منذ احتلاله من قبل الولايات المتحدة، فأطفال الحي تم إلحاقهم بمنظمة "كشافة الإمام المهدي" ويقوم الحزب بتنظيم احتفالات بمناسبة ارتداء بنات دون سن السابعة الحجاب تحت اسم "تكليف الحجاب" حيث يتم اخضاع البنات إلى ما يسميه " دورة عقائدية وفقهية وقرآنية".
شبيحة شارع نسرين
وبالانتقال إلى أحد اشهر مناطق نفوذ ميليشيات ما يعرف بـ"الشبيحة" في "شارع نسرين" بمنطقة دمشق الجنوبية، وهو امتداد لحي التضامن جنوباً وحي الزاهرة شمالاً، ويوجد فيه أشهر ميليشيات الشبيحة "شبيحة شارع نسرين"، وغالبيتهم قادمون من خارج دمشق من الطائفة العلوية، وتحول الحي إلى ثكنة عسكرية يتواجد فيها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ودعم بالأسلحة الثقيلة من قوات الأسد، ويتبعون بشكل مباشر للمخابرات الجوية رغم أنهم يتفاخرون بانتمائهم للحرس الجمهوري، كما يقيمون عدة حواجز هناك، و يفصل شارع فلسطين غربا الحي عن مخيم اليرموك الذي يشاركون في الحاجز المقام على مدخله مع عناصر الجبهة الشعبية- القيادة العامة - واخيرا ً يقع في شرقه حي دف الشوك.
أما السمة الأبرز لهذا الشارع هي عمليات الخطف والابتزاز وفقاً لمنهجية محترفة، والتي، مؤخراً، أصبحت تتم حتى بين شبيحة الحي وقوات النظام بحيث يقومون بخطف عوائل بعضهم أحياناً للتفاوض عليه والتبديل به بين بعضهم، او المطالبة بحصة من "فدية" مخطوفين مدنيين آخرين.
ولدكم قُتل في سبيل الوطن... وكفى!
وفي حي ركن الدين الدمشقي الذي يطوقه النظام بـ3 حواجز أكد الناشط "عمر الكردي" لأورينت نت أن النظام سحب خلال 4 أشهر 6 شبان إلى خدمة الاحتياط وقُتل واحد منهم على الجبهات فيما انقطعت الأخبار كلياً عن اثنين منهم"، مضيفاً "لم يستطيع أهالي الشاب (م و) الاستفسار عن طريقة أو مكان قتل ولدهم، كما صرخ الموظف في شعبة الأمن العسكري بوجه والده عندما طلب منه جثة ابنه أو توضيح عما إذا كانوا تأكدوا من خبر الوفاة".
ويتابع الكردي "يستطيع أهالي من يقتلون أبناءهم في المعارك ضد الثوار أن يقيموا مراسم عزاء تصدح أصواتها في كامل المنطقة كما يتم تشييعهم في قوافل تعلو منها أصوات الرصاص وسط عويل مباح لأهالي القتيل ونشر نعوته مرفقة بصورته مع تسميته بالـ"شهيد"، في حين ينعي آخرون ممن سمعوا خبر استشهاد أبناءهم في معتقلات الأسد ببكاء صامت ويكبتون حسراتهم دون أن يسمح لهم بتعليق نعوة أو إقامة أي تقليد يوحي بوجود ميت أو عزاء".
ملاحقة المهجرين وطردهم
ومن جهة أخرى يشير الكردي إلى أن العاصمة دمشق تشهد بين الحين والأخرى حملات تستهدف جميع الأحياء العشوائية، بهدف التأكد من وجود الموافقات الأمنية التي أصبحت ضرورية للسكن في أي منطقة بدمشق حيث تتواصل المداهمات من قبل قوى أمنية تابعة لفرع الأربعين والأمن العسكري والسياسي، التي تقوم بحملات تفتيش تستهدف المنازل بشكل عام ومنازل المُهجرين من المناطق الساخنة خصوصاً، مشيراً أن قوات النظام قامت بإنذار عشرات العوائل لإخلاء منازلها بحجج متعددة تبدأ بعدم وجود موافقة أمنية أوانتهاء صلاحتيها، وتنتهي بصلة سكان المنزل بأحد المطلوبين في المناطق المحررة.
ومن جهة أخرى يعاني أهالي المعتقلين من عمليات البحث عن أبنائهم حيث يراجعون بشكل دوري الأمن العسكري لتفقد أسماء المعتقلين الذين ماتوا تحت التعذيب، ويتم استغلالهم من قبل عناصر النظام وضباطه وتعرضهم لعمليات نصب من خلال دفع أموال طائلة بحجة تسريع ملف المعتقل أو الإفراج عن المعتقل وغالباً ما يكون كل ذلك كذب ولكن الأهالي كما يقول أحد الآباء "نعلم أنهم غالباً ما يكذبون لكن ليس ممن وسيلة أخرى .. تم النصب عليي مرتين".
الحواجز
حرص النظام على تطويق مدينة دمشق بالحواجز العسكرية التي تتكون من 3 خطوط أولها الحواجز الواقعة على مداخل دمشق الرئيسية، يليها حواجز"المربع الأمني تليها الحواجز الداخلية، بحيث لا يمكن لأحد ان يتنقل من داخل دمشق إلى خارجها أو داخل المدينة دون المرور على 3 حواجز على الأقل في منطقة لا تتجاوز الـ500 متر، وتم وضع حواجز جديدة بعضها دائم والبعض الآخر مؤقت، ونشرت دوريات أمنية في مناطق أبرزها شارع الثورة وساحة المحافظة والحجاز والمرجة وكورنيش الميدان.
كما يعرف نوع آخر من الحواجز يطلق عليه اسم "الحواجز الطيارة"، وهو عبارة عن حواجز مفاجئة في الشوارع تقيمها عناصر النظام للبحث عن مطلوبين، وهي حواجز باتت أمراً يومياً ومنتشراً في الكثير من المناطق ويتعمد عناصر الحواجز.
كابوس الاحتياط بدل الاعتقال
ويتعرض أهالي دمشق للابتزاز والإذلال والشتم في معظم الأحيان حيث ينقُم العناصر على من يقودون السيارات مقارنة بوضعهم يضيف الكردي "لا يجرؤ أحد على التدخين أوتشغيل التدفئة والتبريد داخل السيارة حيث يعتبرها العناصر إهانة موجهة لهم مقارنة بمعاناتاهم والوقوف ساعات طويلة تحت لهيب الشمس حيث تم تسجيل حالات توقيف واعتقال سببها الرئيسي عدم الاكتراث لأوضاع العناصر المزرية على الحاجز".
وبعد 5 سنوات من انطلاق الثورة السورية اعتقل فيها النظام من اعتقل من الشباب وهجر وقتل من تبقى تقول "نور العاصي" لأورينت نت من داخل دمشق "قليل جداً ما نسمع عن حالات اعتقال، حيث غير النظام من سياسته وأصبح السوق إلى خدمة الاحتياط هي مهمة الحواجز والمداهمات" مشيرةً إلى أن النظام اتجه إلى "سحب السباب مافوق الـ30 أو الـ40 سنة بعد أن كان مقتصراً على مابين 18 لـ30 سنةن وتبرر قوات النظام ذلك بجملة "إنت قادر تحمل بارودة وتدافع عن الوطن".
وتضيف نور"إن معظم الحواجز المتواجد تقوم بإيقاف الشبان المتواجدين ضمن الحافلات والمشاة، وتطلب بطاقاتهم الشخصية لفحصها بواسطة ماسح البصمة الليزري، والموصول إلى حاسب محمول إذ تمسح البصمة الموجودة خلف البطاقة الشخصية، فيظهر لدى العنصر ملف الشخص الأمني، ومن ضمن المعلومات الموجودة عدد الأخوة، وعدد مرات التوقيف لدى الجهات الأمنية، كما لا يقومون بالتفييش عبر اللاسلكي بذكر اسم الأب والأم للفرع التابع له".
وفي أغلب الأحيان يقوم العناصر بتفتيش الهواتف المحمولة لبعض الشبان، والبحث ضمن الصور وجهات الاتصال الموجودة ضمن الهاتف ووسائل الاتصال "فايبر، وواتس آب"، والسؤال عن التطبيقات الموجودة فيه، كما طلب في بعض الحالات تشغيل بيانات الجوال ‹الانترنت› وفتح حساب الفيسبوك، والسؤال عن الأصدقاء المتواجدين على الحساب الشخصي.
شبح الخطف مجدداً
أما بالنسبة لحالات الخطف تضيف نور أن قصص الخطف لا تغيب عن آذان سكان دمشق خلال 5 سنوات وإن كانت بنسبة قليلة حيث شهدت منطقة المزة في أوائل هذا الشهر حالة خطف لفتاة تبلغ 5 أعوام في حي الشيخ سعد بعد أن ترجلت من حافة المدرسة عند الساعة 12 ظهراً، كما تم خطف طبيب في المزة أيضاً في حين وجد مقتولاً في إحدى الشوارع العامة بعد مرور أسبوعين على اختطافه"، مؤكدةً أن السبب الرئيسي يعود لإطلاق يد الأجهزة الأمنية في العاصمة، دون رقيب ولا حسيب حيث يستطيع المتجول في مدينة دمشق، التأكد بأن ميليشيات الخطف تتبع لقوات الأسد حيث تحدث معظم عمليات الخطف وضح النهار وفي المسافة التي تفصل حاجز عسكري للنظام عن الآخر.
ومن خلال عمليات خطف سابقة وشهادات حية تأكد قاطنو العاصمة دمشق بأن عناصر قوات الحرس الجمهوري وقوى الدفاع الوطني الشعبي أو ميليشيات الدفاع الوطني، هي وراء عمليات الخطف التي تجري في دمشق، بعلم كافة أجهزة النظام الأمنية، حيث وثقت حالات إطلاق سراح لمخطوفين بالتواصل مع الأفرع الأمنية مقابل دفع مبالغ مالية، كما ذاع سيط المزة 86، عش الورور، ضاحية الأسد، جرمانا، حارة الجورة بحي الميدان، بأنها الأماكن التي يساق إليها المخطوفون من أبناء دمشق، وذلك حسبما أكدت لنا عدة مصادر بينهم مخطوفون سابقون، حيث تعتبر هذه المناطق المذكورة تحت سيطرة النظام ويسكنها أهالي الضباط وقوات الأسد الذين يعملون في الأجهزة الأمنية، كما أن أغلب حالات الخطف تنتهي بدفع مبالغ كبيرة للخاطفين بعد تواصل الأهالي معهم، في حين تكون المخطوفات قد تعرضن لانتهاكات وحالات اغتصاب في أغلب الأحيان.
المرابع الليلة
ومع ازدراء الوضع الأمني والتغيير الديموغرافي المستمر، وتوافد الآلاف من الشيعة ليقطنوا دمشق، تنتشر في أحياء العاصمة دمشق ظاهرةٌ الملاهي الليلية وبنات الليل وشبكات الدعارة المنظمة التي لم تكن مسموحة بها من قبل، وإن وجدت كانت سراً، حيث تعود ملكية بؤر الدعارة المنشرة إلى أبناء مسؤولين وأمنيين وعسكريين في نظام الأسد.
ويؤكد ناشطون من داخل أحياء دمشق القديمة بتزايد وتيرة الفساد داخل الحي وسماع الموسيقى الصاخبة حتى ساعات متأخرة من الليل، وإثارة المشاكل بعد حالات السّكر، ما أدى ذلك إلى نفور أهالي المنطقة وجعلهم يتوسلون الكنيسة من أجل بيع بيوتهم والمغادرة إلى مناطق أخرى حفاظًا على قيمهم وعائلاتهم".
بدوره قال ناشط إعلامي يقطن دمشق طلب عدم ذكر اسمه إن أحياء دمشق القديمة الإسلامية والمسيحية تغص بعشرات المقاهي والنوادي الليلية غير المرخصة وتعود ملكية غالبيتها إلى أبناء مسؤولين حكوميين وأمنيين وعسكريين في النظام ويعتبر كل صاحب نادٍ أو مقهى نفسه هو القانون، بحسب الرتبة الامنية لدى النظام، مشيراً أن هذه البارات التي لا تغلق أبوابها إلا مع سطوع الشمس، وتشهد فلتانا أخلاقيا".
مشيراً إن ما يزعج أهالي الحي بالدرجة الأولى إطلاق الرصاص العشوائي في الساعات في المشاجرات بين المتعاطين للمخدرات المتأخرة من الليل؛ من قبل عناصر مليشيات الدفاع الوطني، والمليشيات العراقية كـ"أبي الفضل العباس".
المدينة الأسيرة
يطلق عليها أهلها لقب "المدينة الأسيرة" فدمشق التي هتف أهلها للحرية مع بداية الثورة وبقيت بعض الأحياء فيها قادرة على تحدي النظام إلى أواسط عام 2012 وقعت تحت احتلال مباشر وقاس، فقسمت أحياؤها بحواجز انتشرت بشكل سرطاني مدروس واستفاد بشار الأسد من ترتيبات والده في تموضع القواعد العسكرية والفروع الأمنية بحيث يسهل إغلاق المدينة وتحويلها لكانتونات أمنية، كما أطلق النظام يد الميليشيات والعصابات، سواء التي أنشأها أو تلك التي زودته بها إيران، فانتشرت أعمال السرقة والخطف والاعتداءات، ويتم التحرش بالسكان وابتزازهم باولادهم وأرزاقهم، ولذلك نجد نسبة كبيرة من أهلها فضلوا الهرب بعوائلهم إلى خارج سوريا.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,396,581

عدد الزوار: 7,026,946

المتواجدون الآن: 69