تل أبيب منقسمة على الانتخابات الأميركية... ونتانياهو صامت

تاريخ الإضافة الثلاثاء 8 تشرين الثاني 2016 - 6:22 ص    عدد الزيارات 1224    التعليقات 0

        

 

تل أبيب منقسمة على الانتخابات الأميركية... ونتانياهو صامت
الحياة...القدس المحتلة - آمال شحادة 
قد يكون الصمت الذي يلتزمه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، تجاه الانتخابات الأميركية وعدم إعلان دعمه لأي من المرشحين، واحداً من نتائج مراجعة أخطائه السياسية، التي طالما أدخلته ومعه إسرائيل إلى أزمة سياسية مع أقوى حلفائه. فالانتخابات الأميركية تشكل واحدة من أبرز أجندات الإسرائيليين اليومية لكن نتانياهو، وخلافاً للانتخابات الماضية عام 2012، حيث أعلن دعمه للمرشح الجمهوري، ميت رومني مقابل منافسه باراك أوباما، فضّل الصمت.
حينذاك تعرض لانتقادات محلية ودولية شديدة واتهم بالجحود ونكران الجميل، بل وحتى بضرب مصالح إسرائيل في الولايات المتحدة. لكن، من ناحية المجتمع الإسرائيلي والساحتين السياسية والإعلامية، فالانتخابات الأميركية هيمنت على أجندتهم إلى حد ظهرت معه إسرائيل ولاية من الولايات المتحدة الأميركية. فلا يكاد يمر يوم واحد حتى تتناول وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة موضوع هذه الانتخابات بالتحليل والنقاش ودراسة تبعات فوز أي مرشح من المرشحين وأرسلت جميع وسائل الإعلام كبار نجومها لتغطيتها. والكل مشغول في معرفة أي من المرشحين سيكون أفضل لإسرائيل.
في أي نقاش عن الانتخابات الأميركية يتمّ الحديث عن الموقف من الاستيطان والمفاوضات مع السلطة الفلسطينية وعملية السلام، والأهم من هذا من سيعمل على تحسين الدعم الأمني لإسرائيل وهل ستخوض إسرائيل معركة أخرى مع الرئيس الجديد من أجل الحصول على الموازنات الأمنية المخصصة لها سنوياً من الولايات المتحدة؟ أسئلة عدة يناقشها الإسرائيليون في تناولهم الانتخابات الأميركية في انقسام واضح، ما بين داعم لترامب لقناعة أنه سيكون داعماً كبيراً للاستيطان الإسرائيلي ومعادياً للسلطة الفلسطينية وما بين متخوف من ترامب لما تحمله شخصيته من مواقف متطرفة قد تساهم في دفع إسرائيل إلى اتخاذ مواقف إقليمية ودولية خطيرة وصولاً إلى توتر أمني يخدم الولايات المتحدة، في المنطقة، من دون أن يكون لها أي تدخل مباشر.
مئة مليون دولار ومئة ألف صوت
على رغم أن نتانياهو شخصياً صامت، إلا أن اليمين الإسرائيلي لا يخفي تأييده لمرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب. صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تعتبر ناطقة بلسان نتانياهو، تتحيز بوضوح إلى ترامب. وهي الصحيفة التي أسسها ويمولها ويغطي خسائرها البالغة 5 ملايين دولار في السنة الملياردير الأميركي، شلدون إدلسون، وهو الذي كان دعم رومني في شكل مباشر في الانتخابات الماضية ويدعم في شكل صريح هذه المرة ترامب ويمول حملته الانتخابية بمئة مليون دولار.
وترامب يغازل هذا اليمين بوضوح،وقد أقام 10 مراكز انتخابية له في إسرائيل، اثنان منها في مستوطنتي كارني شمرون ومعليه أدوميم. وعين شخصيتين يهوديتين مستشارين للشؤون الإسرائيلية، هما جيسون غرينبالت ودافيد فريدمان. وكلف ترامب رفاقه الإسرائيليين بالاهتمام بالمصوتين الأميركيين في إسرائيل، ويبلغ عددهم 300 ألف أميركي يحملون الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، وتبين أن 100 ألف منهم تسجلوا للتصويت وفي استطلاع أجري بينهم دل على أن 83 في المئة يؤيدون ترامب وفقط 11 في المئة يؤيدون مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون.
وقال مسؤول الحزب الجمهوري الأميركي في إسرائيل، المحامي مارك تسيل، أن «هدفنا هو تعزيز الاتصالات مع الجمهور الأميركي الإسرائيلي، وتذكير الجميع بأن عليهم التسجيل الآن لكي يتمكنوا من التصويت لاحقاً». وقال أن «هناك صحوة بسبب العمل المكثف للحملة، حيث تعتقد غالبية الناخبين أن ترامب هو المرشح الأكثر ملاءمة لمصالح دولة إسرائيل والعلاقة بين الدولتين». ووجود 300 ألف يهودي أميركي وتأثير كل صوت يهودي أقنعا ترامب بأنه يفضل أن يقيم في إسرائيل مقراً انتخابياً، هدفه إقناع اليهود الأميركيين ممن يقطنون في إسرائيل ويملكون حق التصويت، بالتصويت له.
ولم يكتف ترامب بافتتاح مقاره والحملة لتجنيد أصحاب حق الاقتراع، بل اختار أن يكون التأثير أكبر عبر التوجه المباشر إلى الناخبين الإسرائيليين وإقناعهم أنه الأفضل لإسرائيل، فوجه خطاباً مصوراً إلى نشطاء حزبه في إسرائيل خلال اجتماع عقدوه في قاعة «جبل صهيون» على مقربة من أسوار البلدة القديمة. وقال ترامب: «أنا أحب إسرائيل وأكن التقدير الكبير للمعتقدات والتقاليد اليهودية، ومعاً سنحول إسرائيل والولايات المتحدة إلى بلدين آمنين مرة أخرى. إدارتي ستقف إلى جانب الشعب اليهودي والقادة الإسرائيليين أمام الأعداء المشتركين، مثل إيران، الذين يريدون تدمير إسرائيل». ووعد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وقال أنه «عندما يدخل إلى البيت الأبيض، سيطلب من وزارة الخارجية عمل ذلك، وسيفصل كل من لا ينفذ أوامره».
في الدعاية الإسرائيلية لترامب، خصوصاً في صحيفة «يسرائيل هيوم»، تم تخصيص مقالات وتحليلات يومية، تظهر أن ترامب سيكون الداعم الأكبر والأفضل لإسرائيل. واحدة من المقالات كتبها المســـتشاران غرينــبالت وفريدمان، وتفصّل كيف سيــتصرف ترامب إزاء إسرائيل في حال فوزه برئاسة الولايات المتحدة، وأبرز ما رآه الاثنان مهماً لإسرائيل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإزالة القيود المفروضة على المساعدات الأمنية الأميركية. ويصل المستشاران إلى القول أن الولايات المتحدة «ستعترف بالقدس عاصمة أبدية، لا يمكن تقسيمها، للدولة اليهودية، وستقوم إدارة ترامب بنقل السفارة إليها». ويرى المستشاران أنه لا يمكن فصم العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة لأن الشعب الأميركي يقدر العلاقات القريبة والتحالف مع إسرائيل». ولجذب المزيد من الإسرائيليين لدعم ترامب، تطرق المستشاران مباشرة إلى الدعم الأمني الأميركي لإسرائيل ليعلنا أن إدارة ترامب ستضمن حصول إسرائيل على التعاون العسكري والاستراتيجي والتكتيكي من الولايات المتحدة، كما وعدا بأنه في حال فاز ترامب فإن إدارته ستفرض الفيتو في مجلس الأمن على كل قرار يميز ضد إسرائيل في الأمم المتحدة وستعتبر كل نشاط لمقاطعة إسرائيل، بمثابة عمل معاد للسامية. وتطرق الاثنان إلى حل الدولتين، ليعلنا موقفاً يتوافق وموقف نتانياهو واليمين الإسرائيلي بأن هذا الحل لن يكون ممكناً طالما لم يستعد الفلسطينيون لشجب العنف ضد إسرائيل وطالما رفضوا الاعتراف بها كدولة يهودية، لذلك طمأن مستشارا ترامب الإسرائيليين إلى أنه «لا يمكن الولايات المتحدة دعم إقامة دولة جديدة يتلقى فيها الإرهاب محفزات اقتصادية».
أما كلينتون التي لا تحظى بدعم إسرائيلي كبير بين أصحاب حق الاقتراع، فقررت هي الأخرى التوجه إلى الإسرائيليين مباشرة، لتتضمن رسالتها حملة تحريض واسعة ضد ترامب. وخصصت من وقتها مقابلة مع «القناة الثانية» في التلفزيون الإسرائيلي، لتعلن من هناك تحذيراً للإسرائيليين بقولها: «إمكان فوز ترامب يجب أن يقلق كل الإسرائيليين بغض النظر عن آرائهم السياسية». وانضمت هي الأخرى إلى حملة التخويف التي اعتاد عليها الجمهور الإسرائيلي من قيادته، وتطرقت إلى مختلف القضايا المتعلقة بالوضع الأمني في المنطقة. فقالت أن ترامب الذي أشاد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لن يسعى إلى وقف تصرفات الرئيس الروسي في سورية، لكنه يفضل «منح بطاقة مفتوحة كاملة لبوتين ليفعل ما يريد بالقرب من إسرائيل. ترامب يفضل توجيه ضربة نووية إلى تنظيم داعش في سورية المجاورة لإسرائيل». وأردفت: «أن فهمه للأخطار الأوسع في المنطقة يجب أن يقلق أي إسرائيلي مهما كان موقفه السياسي، لأن استخدام الأسلحة النووية ضد داعش وعدم معرفة التمييز بين حزب الله وحماس، لا يمكن أن يساعد إسرائيل». ووعدت كلينتون بأنه في حال فوزها في الانتخابات فستعمل مع رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، على ضمان تفوق إسرائيل العسكري الاستراتيجي على كل دول المنطقة مجتمعة.
والمؤيدون لكلينتون في إسرائيل هم أولئك الذين يخشون من شخصية ترامب المتقلبة من جهة وهم الذين يحاولون الانسجام مع مواقف غالبية اليهود الأميركيين الذين اعتاد 70 في المئة منهم التصويت للمرشح الديموقراطي. وهم يرون أن كلينتون تمثل مؤسسات الدولة الأميركية التي تعتبر في تل أبيب ضمانة لاستقرار الحكم في الولايات المتحدة ولضمان الدعم الأميركي لإسرائيل في شكل مبدئي. وهم يشيرون إلى أن أوباما كان أفضل رئيس خدمة لمصالح إسرائيل. وعلى رغم وقاحة نتانياهو في التعامل معه، إلا أنه بقي مخلصاً للتحالف الاستراتيجي مع إسرائيل وأقر برنامج دعم بقيمة 38 مليار دولار خلال عشر سنوات. والسبب في ذلك هو مأسسة العلاقات بين البلدين وتبعية الرئيس الديموقراطي للمؤسسات.
والمؤيدون لكلينتون ليسوا في القيادات السياسية فحسب، بل أيضاً في الجناح العسكري والاستخباري. فهم يذكرون عهد زوجها بيل كلينتون الذهبي بالنسبة لإسرائيل.
 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,397,418

عدد الزوار: 7,026,995

المتواجدون الآن: 70